تختلف مواقع وحضور وزراء الحكومة المغربية الحالية التي يرأسها سعد الدين العثماني، فهناك وزراء يمكن تسميتهم بوزراء أقوياء لديهم حظوة لدى صنّاع القرار، وآخرون أظهروا كفاءات، بينما وزراء يمكن اعتبارهم مجرد موظفين حكوميين يمكن أن يغادروا الحكومة كما دخلوها من دون تأثير.
من الوزراء الأقوياء في الحكومة التي يقودها حزب “العدالة والتنمية”، يبرز عزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري والأمين العام لحزب “التجمع الوطني للأحرار”، الذي يمهّد لترتيب جديد للمشهد الحزبي في المملكة، من خلال تحضيره للانتخابات التشريعية في 2021.
أخنوش نفسه لم يُخفِ هذا الطموح السياسي الذي يعتبره مشروعاً بالنسبة لحزبه، خصوصاً أمام ما يصفه بتردي مشاريع حزبية تحاول رمي البلاد في آفاق سياسية واجتماعية ضيقة.
وبالإضافة إلى عزيز أخنوش، كأحد أكثر الوزراء المغاربة الذين يحظون بثقة القصر، هناك أيضاً وزير التجارة والصناعة والاقتصاد الرقمي، مولاي حفيظ العلمي، الذي يتمتع بقبول كبير لدى صنّاع القرار، بفضل تمرسه في المجال، إذ إنه لا يعد متطفلاً على قطاع التجارة والصناعة، بالنظر إلى أنه قبل كل شيء رجل أعمال معروف ومن أكبر أثرياء البلاد.
كما يمكن إضافة اسم وزير آخر صار قوياً ومحط ثقة القصر الملكي، هو وزير الداخلية عبد الوافي الفتيت، الملقب بـ”البلدوزر”، لكونه معروفاً بصرامته ونجاحه في تنفيذ ما استعصى على مسؤولين قبله. صرامته في العمل وفي تطبيق القوانين لا تُخفى على كثيرين في المغرب، وهو بذلك استطاع أن يصنع له اسماً داخل أجهزة الداخلية المتشعبة.
وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق يمكن اعتباره أيضاً ضمن هؤلاء الوزراء الأقوياء، ليس بفضل قربه من صنّاع القرار في البلاد، ولكن لأنه استطاع أن ينفذ توجيهات الدولة ويعمل على صون مصالحها في مجال حساس قد يفشل فيه آخرون.