أفريقيا برس – المغرب. يرى أمام شقران، المحامي والرئيس السابق للفريق الاشتراكي بمجلس النواب، أن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، باعتباره حزبا معارضا، «لا يؤدي بالشكل الكافي» دوره في الحياة السياسية للبلاد.
ويعيش الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، حسب شقران، حالة من الجمود السياسي تثير قلقا كبيرا لدى بعض مناضليه السابقين.
ويأسف هذا القيادي الاشتراكي على ما يعتبره «فقدانا للحيوية والفاعلية داخل المشهد الحزبي»، مشددا في حوار مع موقع Le360 على أن الحزب «لا يضطلع بمهمته كحزب سياسي معارض ولا يساهم بالشكل المطلوب في النقاشات المتعلقة بالأوراش الكبرى».
وتأتي هذه التصريحات في سياق انتقاد أوسع يوجهه شقران للقيادة الحالية للحزب، وعلى رأسها الكاتب الأول إدريس لشكر، الذي سبق أن عارضه علنا خلال المؤتمر الأخير، وخاصة في ما يتعلق بترشحه لولاية ثالثة. ويقول شقران: «منذ ذلك الحين، لم أعد أتلقى دعوات للمشاركة في أنشطة وهياكل الحزب».
وبدل الاكتفاء بالموقف النقدي، يدعو شقران إلى تجديد عميق داخل الحزب، معبّرا عن أمله في أن يتمخض المجلس الوطني المقبل والمؤتمر المنتظر هذه السنة عن «ضخ دماء جديدة، لأن حزبنا يزخر بأطر شابة قادرة على تحمل المسؤولية».
ويؤكد على «ضرورة إعادة هيكلة الحزب بشكل جذري»، مضيفا: «العديد من مناضلي الاتحاد يفكرون مثلي، ويدعون إلى التغيير وإعادة البناء، لأن مستوى الحزب تراجع، وهو في المعارضة، وهذا أمر مؤسف».
ويعتبر شقران أن مواقف الحزب الحالية غير واضحة، قائلا: « قرأت البيان الأخير للمكتب السياسي، ولم أجد فيه أي إشارة إلى هموم المواطنين، مثل غلاء المعيشة، ومحاربة الفساد، أو الأوراش الاجتماعية الجارية ».
وفي السياق ذاته، يأسف لما يسميه «فقدان الهوية الأصلية للحزب»، مضيفا: «الخطاب النقدي والبنّاء الذي كان يميز الاتحاد الاشتراكي، خاصة عندما كان في صفوف المعارضة، اختفى تماما».
ويشير أيضا إلى خيارات سياسية حديثة اتخذها الحزب تعكس هذا الانحراف، مذكّرا بأن الاتحاد الاشتراكي كان آخر من التحق بمبادرة تشكيل لجنة برلمانية لتقصي الحقائق حول فضيحة دعم استيراد اللحوم الحمراء، والتي أطلقتها أحزاب المعارضة الأخرى (الحركة الشعبية، التقدم والاشتراكية، العدالة والتنمية).
وبدلا من ذلك، اختار الحزب تقديم ملتمس رقابة، الذي يعتبره شقران « خطوة غير مجدية »، مشدداً على أن « القيادة يجب أن تفتح مرحلة جديدة من التعبئة الشعبية والاستعداد للمراحل المقبلة ».
وعلّق شقران على المجلس الوطني المرتقب قائلا إنه ينتظر منه «إعادة انطلاقة حقيقية للحزب»، داعيا إلى «تشكيل لجنة تحضيرية للمؤتمر بروح جماعية واستماع صادق، بما يرمز إلى بداية تجديد حقيقية»، وأضاف: « هناك أطر ومناضلون يجب استدعاؤهم لإعادة بناء الاتحاد الاشتراكي الأصيل ».
ويؤكد أن مشروع إعادة التأسيس يجب أن يكون شاملا: «كل من يعتبر نفسه اتحاديا له مكان داخل الحزب». ليختم بنبرة مريرة ولكن حازمة: «المغرب اليوم في حاجة إلى اتحاد اشتراكي حقيقي، لا إلى نسخة سطحية كما نعيشها حاليا».
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب عبر موقع أفريقيا برس