
أفريقيا برس – المغرب. اغتنم البرلماني المغربي عبد الله بوانو اجتماع مجموعة حزب “العدالة والتنمية” المعارض في مجلس النواب، الإثنين، ليدعو إلى “مواصلة دعم المقاومة الفلسطينية وسكان غزة والتنديد بالعدوان الصهيوني الوحشي”.
وشدد على ضرورة مواصلة التنديد بالعدوان الإسرائيلي على غزة، والتضامن مع سكانها ومقاومتها، محذراً من أن “يدب الاعتياد للنفوس، مع كثرة المشاهد المؤلمة التي تصل من غزة، أو من الشعور بعدم جدوى الوقفات والمسيرات الداعمة لغزة ولفلسطين”.
وبالنسبة للبرلماني المعارض الذي يرأس المجموعة النيابية لحزب “العدالة والتنمية”، فإن “صمود سكان غزة والمقاومة، مع دخول العدوان الصهيوني الهمجي شهره الرابع، شيء كبير جداً، يحتاج إلى الدعم والإسناد بكل الوسائل، ومنها المظاهرات والدعاء وغيرها من الفعاليات”.
وتابع قائلاً إن “فلسطين يجب أن تظل حاضرة في البرامج اليومية للمغاربة”، موجهة في الوقت ذاته الدعوة إلى الاهتمام بالمظاهرات التي تعرفها المدن الغربية، حيث باتت تُرفع فيها شعارات ولافتات تدعم المقاومة الفلسطينية.
كما دعا إلى تجديد الاطلاع على تاريخ القضية، للمزيد من التأكد، من أن العدو الصهيوني لم يتغير، وما يزال على نفس الممارسات الوحشية، التي بدأ بها التمهيد لتأسيس دولته، من تقتيل وتهجير وتدمير.
على صعيد آخر، قالت لجنة الإعلام التابعة لجماعة “العدالة والإحسان” إنها تلقت، ببالغ الحزن والأسى، وبشعور العز والإكبار، نبأ استشهاد الصحافيين حمزة الدحدوح، نجل الصحافي وائل الدحدوح، صحبة الصحافي مصطفى ثريا، ليرتفع بذلك عدد الصحافيين الذين اغتالتهم أيدي الإجرام الصهيوني الغاصب إلى 109 صحافيين إلى حدود الساعة.
وقالت في بيان إنها “إذ تعتبر استهداف الصحافيين الدحدوح وثريا جريمة حرب صهيونية متعمدة، يسعى الاحتلال من ورائها إلى ثني الصحافيين عن نقل الحقيقة، والتغطية على جرائمه البشعة بحق المدنيين والأطفال والنساء وعلى فشله الذريع في قطاع غزة، فإنها تطالب الضمائر الحية بالوقوف في وجه الغطرسة الصهيونية، وتدعو المؤسسات الحقوقية الدولية إلى توثيق هذه الجرائم حتى تتم محاكمة الكيان الإرهابي”.
وواصل المفكر المغربي إدريس الكنبوري التعبير عن مواقفه إزاء الغطرسة الصهيونية، حيث كتب على “الفيسبوك” أن العدو الصهيوني ما زال يقصف ويقتل ويهدم، وذلك أمام أنظار العالم كله، فلا يوجد بعد أربعة أشهر من العدوان شخص يقيم في هذه الأرض لم يصله خبر أو لم ير صورة.
وأضاف قائلاً: “خطر لي وأنا أتابع هذه المذابح أن هذا العالم متوحش وقاتل، لأنه لا يوجد فيه ناه عن المنكر أو آمر بالمعروف”. وتابع: “عندما تولى الغرب قيادة العالم انتشر القتل والاستعمار والحروب والفساد، وقد وضع مؤسسات دولية لتدبير شؤون العالم، لكن ذلك زاد الفساد فساداَ، لأن تلك المؤسسات وضعت تشريعات لتبرير الظلم وخدمة القوي والسيطرة على الضعيف، فهي في أيدي الأقوياء الذين برروا وجودها بخدمة الضعفاء تمويهاَ عليهم. وعندما ننظر إلى الغرب كله، بعشرات الدول فيه ومئات المؤسسات والمنظمات، ونرى هذا الاتفاق بينهم على دعم إسرائيل والدفاع عن جرائمها، نفهم جيداَ أن إخلال الأمة بواجبها جعل القوة بيد من يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف”.
وأكد الخبير المغربي أن المؤسسات الدولية إذا لم تكن نتيجة اتفاق الجميع في هذا العالم فستتحول إلى سفينة مثقوبة يغرق بها الجميع، لأن استغلال تلك المؤسسات من طرف الأقوياء يشبه وضع ثقب في العالم، مما يؤدي إلى غرق الجميع؛ لأن ثقب السفينة أدى إلى غرق الجميع في العنف والإرهاب. والغرب اليوم يعتبر ما تقوم إسرائيل حقها في الدفاع عن النفس ومحاربة الإرهاب، بينما تخرج المظاهرات والاحتجاجات”.
وفي سياق النشاط الأكاديمي الداعم للمقاومة الفلسطينية، يلتقي الأكاديمي والشاعر المغربي جمهوره في لقاء عمومي من تنظيم “مركز بنسعيد آيت إيدر للأبحاث والدراسات”، في مدينة المحمدية القريبة من العاصمة الاقتصادية الدار البيضاء، محوره كتاب “فلسطين ذاكرة المقاومات”.
اللقاء المبرمج يوم الخميس 18 كانون الثاني/ يناير، يتمحور حول الكتاب الذي أصدره بنيس قبل محنة غزة والعدوان الوحشي لقوات الاحتلال الإسرائيلية، وهو عربون حضور دائم للقضية الفلسطينية في الوجدان الإبداعي والفكري والمجتمعي للمغاربة.
ويجمع بنيس في كتابه الصادر عن المركز الثقافي للكتاب (الدار البيضاء ـ بيروت)، بطريقة إبداعية، مجموعة من الكتابات والأقوال والمواقف التي تمثل ذاكرة مقاومات ثقافية للحركة الصهيونية، ومراحل احتلالها فلسطين، وما عاشه الشعب الفلسطيني من كفاح متواصل، متمسكاً بحقه في الحرية والاستقلال.
الكتاب الذي جاء بلغة المقاومات، ضداً في النسيان وكان عام صدوره هو 2021 حين بدت فلسطين معزولة أكثر مما كانت، وبعد أن أكد الشعب الفلسطيني إصراره على البقاء على قيد الحياة، وعلى بقاء اسم فلسطين حاضراً.
مقدمة الكتاب كانت موسعة شملت تاريخ القضية الفلسطينية، والأسس الفكرية للحركة الصهيونية، منذ كتاب موشي هس روما والقدس سنة1862، وبعده كتاب ليون بينسكر الانعتاق الذاتي: تحذير يهودي روسي إلى إخوانه سنة 1882، وأخيراً كتاب ثيودور هرتزل دولة اليهود سنة 1896 والمذكرات (1895ـ 1904).
ومن الأبواب التي يتوزع حولها الكتاب، نجد إشراق ذاكرة، عبر المآسي، إبداع رؤية، من هنا غزة، سيد الضوء: محمود درويش، أزمنة القدس، ثم ذاكرة في مكانها.
عبر تلك الأبواب تأتي نصوص كتبها محمد بنيس على امتداد أربعة عقود، وهي تتقاطع مع كتابات وأقوال نخبة من المبدعين والمفكرين والمؤرخين والعلماء والمثقفين، فلسطينيين، مغاربة، مشارقة، أوروبيين، إسرائيليين، أفارقة وأمريكيين.
ومن بينهم نجد محمود درويش، إدوارد سعيد، سيغموند فرويد، عبد الله العروي، ابن حوقل، مكسيم رودنسون، عبد الكبير الخطيبي، أبو سلمى، جاك دريدا، روحي الخالدي، فدوى طوقان، هشام شرابي، لويس ماسينيون، قسطنطين زريق، خليل السكاكيني، إلياس خوري، وليد الخالدي، إلياس صنبر، إيلان بّابّي، أبو بكر بن العربي، جيل دولوز، غسان كنفاني، سحر خليفة، جان جوني، إميل حبيبي، جيمس بالدوين، جلال الدين الرومي، يوري إيسنزفيع، المقدسي، أنجيلا ديفيز، عبد المنعم الجلياني، مريد البرغوثي، إدمون عمران المليح، أشيل مبيمبي، ستيفان هيسل، سلمى الخضراء الجيوسي، نعوم شومسكي، برنار نويل، معين بسيسو، كامل العسلي، ناصر خسرو، شلومو صاند، عبد الغني النابلسي، ابن خلدون.
هي نصوص تجمعها الشهادة على مقاومات ثقافية، وبطريقة غير مباشرة ترد على الرؤية الصهيونية ـ الإسرائيلية ـ الغربية (والأمريكية خصوصاً) لإقامة دولة إسرائيل أولاً، ثم إبعاد الشعب الفلسطيني عن أرضه ثانياً، واحتلال الأراضي الفلسطينية ثالثاً، وحصار غزة رابعاً، ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس والاعتراف بالقدس عاصمة أبدية لإسرائيل خامساً.
يعود الكتاب، إذنْ، إلى الواجهة في ظل المجازر اليومية التي تقترفها قوات الاحتلال الإسرائيلية في حق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، يعود يانعاً أكثر بعد أن روته دماء الشهداء، ويفتح أغصان الذاكرة الحية لتشمل وضعية التنبيه في السابق والإدانة في اللاحق للأفعال التي صنّفها العالم في خانة جرائم الحرب والتطهير العرقي والإبادة وغيرها من مختلف أنماط وأشكال التعذيب والقتل الجماعي بهدف إنهاء القضية الفلسطينية.
وبالنسبة للكتاب محور اللقاء، فقد أصر بنيس حين صدوره قبل أربع سنوات، على أن تأخذ الذاكرة في الكتابة عن فلسطين وضعية المنبّه على تعدّد في الوقائع والأفعال، وعلى تعدد في الرؤية والمقاربات. لذلك فهي ذاكرة مقاومات ثقافية لتعميق معرفتنا بالقضية الفلسطينية ولتوصيل الأساسي مما نعرف عن هذه المقاومات إلى القادمين، إذ بدون توصيله ستبقى الشهادة على زمن القضية الفلسطينية ناقصة.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب اليوم عبر موقع أفريقيا برس