افريقيا برس – المغرب. استدعت الحكومة الإسبانية اليوم الإثنين “بشكل مستعجل” السفيرة المغربية في مدريد كريمة بنيعيش، من أجل تقديم توضيحات، حول التصريحات التي أدلى بها، رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني، حول سبتة ومليلية. وأبلغت كاتبة الدولة للشؤون الخارجية، كريستينا جالاتش، السفيرة المغربية أن االحكومة الإسبانية “تتوقع من جميع شركائها احترام سيادة ووحدة أراضي إسبانيا” بحسب بلاغ للخارجية الاسبانية.
وطالبت جالاتش بتوضيح تصريحات العثماني، و”التي لم تقبلها الحكومة على الإطلاق”، ونقلت صحيفة إلموندو عن مصادر دبلوماسية إسبانية قولها إن تصريحات العثماني شكلت “مفاجأة كبيرة”.
وسبق لبابلو كاسادو بلانكو زعيم الحزب الشعبي أن قال في تدوينة على حسابه في تويتر “يجب على سانشيز الرد فوراً على تصريحات رئيس الحكومة المغربية. السيادة الإسبانية على سبتة ومليلية ووحدة الأراضي الوطنية غير قابلة للتصرف”. ولم يفوت كاسادو الفرصة لمهاجمة الحكومة الاسبانية وقال إن “الانقسام الداخلي والضعف الدولي لحكومة الحزب الاشتراكي العمالي وبوديموس يكلف الكثير”.
بدوره قال حزب فوكس اليميني المتطرف على حسابه في تويتر إن “المغرب جدد تأكيده على أنه بعد الصحراء سيتجه إلى سبتة ومليلية”. وتابع أن “الادعاءات التوسعية للاستبداد المغربي تشكل خطرا على سيادتنا. يشم العدو رعب وجبن هذه الحكومة. نحن نطالب برد قوي على هذا التهديد”.
وكان العثماني قد قال في مقابلة مع قناة الشرق السعودية إن “سبتة ومليلية من النقاط التي من الضروري أن يفتح فيها النقاش أيضا”، وأشار إلى أن “الجمود هو سيد الموقف حاليا”.
وتابع أن الملف معلق منذ خمسة إلى ستة قرون، وأكد أنه “سيفتح في يوم ما”، وأشار إلى أنه “يجب أولا أن ننهي قضية الصحراء” والتي نعتبرها القضية ذات الأولوية.
وقال إن المغرب يتمسك بالثغرين كتمسكه بالصحراء، وأَضاف أن “المهم الآن هو أن نبني عيشا مشتركا، والموقف الاسباني في قضية الصحراء أصبح الآن أكثر اعتدالا، أي أكثر انسجاما مع قرارات مجلس الأمن”.
وكانت بوادر توتر العلاقات المغربية الاسبانية قد برزت قبل تصريحات العثماني، حيث أبدت الحكومة الاسبانية عدم رضاها عن قرار الإدارة الأمريكية الاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية.
واعتبرت وزيرة خارجية مدريد أرانشا غونثاليث لايا، في تصريحات لها أن القرار الأمريكي لا يخدم نزاع الصحراء بل يزيد من تعقيده، وتحدثت عن إجراء مشاورات حول الصحراء مع فريق جو بايدن ومطالبته بضرورة العودة إلى تبني رؤية جميع الأطراف وليس فقط الرؤية أو الموقف الأحادي، وهو ما يعني مطالبته بالعودة عن قرار ترامب.
وبعد أيام من ذلك تم الإعلان بشكل مفاجئ عن قرار تأجيل الاجتماع رفيع المستوى بين البلدين إلى فبراير المقبل، وأرجع بلاغ مشترك السبب إلى الوضعية الوبائية الراهنة لفيروس كورونا.