بنكيران: رفض الزواج من أجل الدراسة جريمة بحق المرأة

4
بنكيران: رفض الزواج من أجل الدراسة جريمة بحق المرأة
بنكيران: رفض الزواج من أجل الدراسة جريمة بحق المرأة

أفريقيا برس – المغرب. خرج الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران عن صمته، بعد موجة الانتقادات التي طالته على خلفية تصريحاته خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الجهوي لحزبه بجهة سوس ماسة، والتي دعا فيها النساء والشابات إلى تفضيل الزواج على متابعة الدراسة. وقال في فيديو بثه على صفحته بموقع فيسبوك إنه لا يزال متمسكًا بكلامه، مؤكّدًا أنه لا يخشى الحركات النسوية داخل المغرب أو خارجه.

وأضاف: “كان بإمكاني أن أتجاهل هذه الضجة، خصوصًا بعد أن تبيّن لي من يقف وراءها وما وراءها، لكنني فضّلت الرد لتصحيح بعض المفاهيم”، مشيرًا إلى أن هناك جهات – لم يسمّها – تشنّ حملة منسقة تستهدفه مع اقتراب الانتخابات التشريعية، معتبرا أن هذه الهجمات تصب في مصلحة حزبه عكس ما يظنه خصومه.

وأردف قائلًا: “أنا من المؤمنين بأن حق التعليم والتعلّم للمرأة حق شرعي، كما أؤمن بحرية المرأة في أن تختار لنفسها ما تشاء، في حدود ما نحن مجمعون عليه”.

وأوضح بنكيران سياق تصريحه المثير للجدل قائلا: “عندما يتم التقدم لخطبة فتاة، أصبح عرفا اجتماعيا شرط انتظار انتهاء دراستها”، وأضاف “وبعدما بدأت بعض الفتيات تنهين دراستهن في سن متقدمة أصبحن يجدن أنفسهن بدون زواج”، وهو ما ساهم في تنامي العنوسة بحسب كلامه.

ووصف رفض الزواج إلى حين الانتهاء من الدراسة بـ”الخطأ”، بل “بالجريمة في حق المرأة”، مضيفًا: “الحل الذي أراه هو أن تغتنم الفتاة فرصة الزواج، ثم تُكمل دراستها لاحقًا. أما إذا ضاعت الفرصة، فقد لا تتكرر”.

وشدد على أهمية الزواج وتكوين الأسرة، قائلا: “حين تتقدم المرأة في السن، فهي تحتاج إلى من يعينها، سواء كان زوجها أو أبناؤها”، مضيفا أن حديثه نابع من حرصه على ما وصفه بـ”المصلحة الحقيقية للمرأة”.

وقبل كلمة بنكيران، عبّر المكتب التنفيذي لمنظمة نساء العدالة والتنمية عن أسفه واستغرابه لما اعتبره “تأويلات مغرضة ومجتزأة” لتصريحات الأمين العام للحزب. وذكّر البيان بأن تصريح بنكيران “لم يكن بأي حال من الأحوال ضد تعليم الفتاة أو طموحها في الترقّي الاجتماعي”، بل على العكس، دعا إلى “تحقيق التوازن المطلوب بين التحصيل الدراسي والاستقرار الأسري، بما يتيح للفتاة بناء مستقبلها دون التفريط في فرص طبيعية كالزواج”.

بالمقابل، كانت جمعيات نسائية قد أعربت عن استنكارها لتصريحات بنكيران، وعلى رأسها “التنسيقية النسائية من أجل التغيير الشامل والعميق لمدونة الأسرة”، التي رأت في كلامه “إهانة للمرأة، ومسّا بكرامتها، وتنكرًا لتاريخ نضالات الحركة النسائية”. ووصفت التصريحات بأنها “مغرقة في الرجعية ومعادية لحقوق النساء”.

وانتقدت التنسيقية ما قالت إنه “وصاية مقيتة” على اختيارات النساء، واعتبرت ذلك “دليلا على افلاس صاحب الخطاب في كل المواقع، مما جعله يراهن على استدامة الامية والجهل وسط النساء كطوق نجاة لفكره وتصوره الذي تجاوزه الواقع”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب عبر موقع أفريقيا برس