جدل حول دعوة لإطلاق أسماء يهودية في أغادير

5
جدل حول دعوة لإطلاق أسماء يهودية في أغادير
جدل حول دعوة لإطلاق أسماء يهودية في أغادير

أفريقيا برس – المغرب. لم تتوقف بعد الضجة التي أثارتها جمعية مغربية، وجّهت طلبا إلى رئيس بلدية أغادير عزيز أخنوش (رئيس الحكومة)، بشأن إطلاق أسماء يهودية على بعض شوارع المدينة ومراكزها الثقافية.

وجاء في رسالة اطلعت عليها “القدس العربي” أن الهدف من هذه الخطوة “إعادة الاعتبار لذاكرة المواطنين المغاربة من الديانة اليهودية، وتعزيز قيم التعايش والانفتاح، وتجسيد التعددية الثقافية التي تطبع الهوية المحلية لمدينة أغادير”.

وطلب رئيس “المعهد المغربي لحقوق الإنسان” من رئيس بلدية أغادير اعتماد أسماء شخصيات يهودية مغربية في تسمية بعض المرافق العمومية في المدينة، وذلك في إطار المبادرة التي أطلقتها البلدية لإشراك الساكنة في هذه العملية.

واستندت الرسالة إلى ديباجة الدستور المغربي التي تنص على الاعتراف بالمكون العبري كجزء من الهوية الوطنية، مسجلة “غياب أسماء لشخصيات يهودية مغربية في الفضاء العام بأغادير”، داعية إلى تجاوز هذه “الثغرة” بما يعكس حقيقة التنوع الثقافي والديني الذي تتميز به المدينة؛ وفق ما جاء في الرسالة.

وتحت عنوان “أغادير ليست للبيع: لا لطمس ذاكرة الوطن باسم التنوع المتصهين”، نشر عادل تشيكيطو، رئيس “العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان” تدوينة استغرب فيها إقدام صاحب الرسالة على اقتراح تغيير اسم شارع الزعيم علال الفاسي، أحد أكبر رموز المقاومة والاستقلال، إلى اسم شخص آخر مهما كانت قيمته، لا يُقارن إطلاقاً بتلك القامة الوطنية التي صنعت التاريخ.

كما اقترح كذلك إلغاء اسم عبد الرحيم بوعبيد، القائد النقابي والمناضل السياسي الكبير، واستبداله باسم حاخام قد لا يعرفه 99 في المئة من سكان مدينة أغادير، حسب ما ورد في التدوينة.

ولاحظ تشيكيطو أن من يقف خلف هذه المبادرة، رئيس ما يُسمى بالمعهد، “ليس سوى أحد أبرز وجوه التطبيع المكشوف مع الكيان الصهيوني، الذي زار إسرائيل أكثر من مرة، ووقف في مؤسسات صهيونية يبتسم للكاميرات فوق أجساد الضحايا ونكاية في المظلومين من أبناء الأرض المغتصبة”. واستنتج أنه “حين يُكرر بعض الأشخاص زياراتهم لكيان الاحتلال، ويجلسون في كنفه، ثم يعودون بمبادرات ظاهرها (ثقافي) وباطنها ضرب للثوابت الوطنية، فإن الأمر لم يعد مجرد اجتهاد شخصي، بل تحوّل إلى تحرّك مُمَنهج يستدعي وقفة جادة”.

بدوره، جمال العسري، الأمين العام “للحزب الاشتراكي الموحد”، لاحظ أن “المتصهينين في المغرب يمرون للسرعة القصوى… من معركة التطبيع إلى معركة محو الذاكرة الوطنية”، مؤكدا أن مناهضة التطبيع واجب وطني حماية للوطن والشعب”.

وتساءل في تدوينة على “الفيسبوك” قائلا: “اليوم وبعد أن اقترح رئيس هذا المعهد تغيير اسم شارع علال الفاسي في حي بواركان، وتغيير اسم شارع عبد الرحيم بوعبيد، ما قول كل من حزب الاستقلال وحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، عضوي ما يسمى بجمعية الصداقة البرلمانية المغربية (الإسرائيلية)؟ الجمعية التي لفظها ورفضها وندد بها واستنكرها جل المغاربة الأحرار. ما قولهم وهم يرون المدى الذي وصل إليه المتصهينون، المطبعون، وهم يطالبون بمحو اسمي كل من علال الفاسي وعبد الرحيم بوعبيد بما يحملانه من رمزية وطنية ورمزية تاريخية وثقافية؟ أي إذلال وأية إهانة واستهانة لهذين الحزبين بل وللوطن ولذاكرته الجمعية؟”.

وختم المسؤول الحزبي اليساري تدوينته بالقول “أما الشعب وأبناؤه البررة فقد أعلنوا موقفهم بكل وضوح: الدعم كل الدعم لفلسطين أرضاً وشعبا ومقاومة، ومناهضة التطبيع بمختلف الأشكال والأنواع النضالية”.

وانتقدت سليمة بلمقدم، رئيسة حركة “مغرب البيئة 2050′′، الخطوة واصفة بأنها “طلب التصهين علنا من مؤسسة مغربية” ووصفت هذه الخطوة بأنها “من بركات التطبيع مع النازيين، ومحاولة لطمس هويتنا”.

وانتقد نشطاء بمواقع التواصل الاجتماعي أن مقدمي المقترح “خلطوا بين المغرب والمستوطنات الصهيونية”، رافضين الدعوة إلى تغيير أسماء شوارع تحمل أسماء شخصيات وطنية من رموز الحركة الوطنية، كشارع علال الفاسي وشارع عبد الرحيم بوعبيد، وتعويضها بأسماء شخصيات يهودية، كما اعتبر مساسا بالرمزية التاريخية والوطنية لهذين الاسمين، اللذين يرتبطان بفترات حاسمة من نضال المغاربة من أجل الاستقلال وبناء الدولة الحديثة.

واقترح رئيس “المعهد المغربي لحقوق الإنسان” في مراسلته إطلاق اسم “أورنا بعيز”، الناجية من زلزال 1960 ومؤلفة كتاب يوثق لهذه الكارثة، على متحف “إعادة إعمار أكادير”.

ومن بين المقترحات أيضا إطلاق اسم “نيطا القايم”، المغنية المغربية اليهودية، على المجمع الثقافي في حي الداخلة، وكذا تغيير اسم شارع علال الفاسي في حي بواركان إلى شارع “سيمون ليفي” الناشط والأنثربولوجي المغربي الراحل، وتغيير اسم شارع عبد الرحيم بوعبيد إلى “شارع خليفى بن ملكا”، أحد الحاخامات السابقين في أغادير المدفون في إحدى مقابرها.

اضغط على الرابط لمشاهدة الفیدیو

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب عبر موقع أفريقيا برس