أفريقيا برس – المغرب. وجّه عبد الرزاق مقري الرئيس السابق لحركة مجتمع السلم في الجزائر (أكبر حزب إسلامي في البلاد) نداءً للمغاربة دعاهم فيه إلى “مقاومة التطبيع ن مع الكيان الصهيوني، على خلفية صورة تكريم قائد سلاح الجو الإسرائيلي في المغرب”، والتي تم تداولها على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي.
وأشعلت هذه القضية السجال من جديد بين إسلاميي الجزائر والمغرب، والذين تشهد علاقتهم قطيعة منذ توقيع رئيس الحكومة الإسلامي سعد الدين العثماني على اتفاقيات أبراهام التي طبّع بموجبها المغرب علاقته مع إسرائيل في مقابل اعتراف الإدارة الأمريكية بسيادة المغرب على الصحراء الغربية.
وقال السياسي الجزائري في رسالته إنه يخاطب “الإخوة في المغرب الشقيق،باسم الأخوة الدينية والجيرة والتاريخ المشترك والمصير المترابط، وباسم النسب والعرق والمصاهرة والعشائر والقبائل المختلطة بيننا”.
وكتب مقري: “يا أهل المغرب الشقيق، سنحل مشاكلنا بيننا عاجلًا أم آجلًا، وستتحقق الوحدة المغاربية عاجلًا أم آجلًا، بعز عزيز أو بذل ذليل، ولكن لا يمكن للصراعات السياسية الآنية بين الحكام أن تدفع للخيانة والاستعانة بالمجرمين الصهاينة وأوليائهم.”
وشدد مقري في ختام رسالته على أنه يعبّر عن موقفه الشخصي، ولا يمثل النظام السياسي الجزائري الذي يعارضه “معارضة واضحة معلومة في قضايا عديدة”، مشيرًا إلى أنه يتحمّل بسبب ذلك “متاعب كثيرة”. كما أكد أنه لا يمثل أي حزب أو منظمة، ولا يحظى بأي دعم أو حماية، وأنه لا يتوكل إلا على “الله القوي العزيز”، على حد قوله.
وأثير في ردود الفعل على هذه الرسالة، جدل حول الصورة المتعلقة بتكريم قائد سلاح الجو الإسرائيلي، والتي رد فيها مغاربة على مقري بأنها كانت قبل عملية طوفان الأقصى. وردّ مقري على ذلك معتبرا أنه تعرض لهجمة من قبل الذباب الإلكتروني.
وفي تعقيب على الصورة ذكرت مصادر أنها صورة مفبركة.
وتعيد هذه الحادثة ما سبق لمقري أن قاله بخصوص سعد الدين العثماني في كانون الأول/ديسمبر 2021، عندما كان رئيسا فعليا لحركة مجتمع السلم في الجزائر وهي نظير لحزب العدالة والتنمية المغربي من حيث الحجم والمنطلقات الفكرية داخل التيار الإسلامي، وذلك على خلفية توقيع العثماني بصفة رئيسا للحكومة المغربية على التطبيع مع إسرائيل.
وغالبا ما يشتعل السجال بين إسلاميي البلدين، في قضايا تتعلق بالحدود والصحراء الغربية، وهو ما ظهر في نقاشات فجرتها في السنوات الأخيرة تصريحات لعبد الإله بن كيران رئيس الحكومة المغربي السابق وأحمد الريسوني الرئيس السابق للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
حامي الدين يرد على مقري
وقد تولى القيادي البارز في حزب العدالة والتنمية عبد العالي حامي الدين، الرد، على رسالة مقري الأخير مطالبا إياه بالانشغال ببلده وعدم التدخل في شؤون المغاربة.
واستعرض القيادي المغربي مقاطع من رسالة مقري الأخيرة، التي دعا فيها الشعب المغربي إلى مقاومة “الخيانة العظيمة التي يقوم بها نظامهم”، معتبرًا أن هذا الكلام “المستفز” يمثل “تحريضًا مباشرًا ضد النظام الملكي”، وينم عن “جهل كبير بطبيعة العلاقة التي تجمع بين الشعب المغربي والملكية منذ مرحلة الحماية”.
واعتبر أن مقري يروّج لفكرة أن الثورة على النظام الملكي المغربي هي مفتاح تحرير فلسطين، واصفًا ذلك بالوهم، ومشيرًا إلى أن “الهدف الحقيقي للصهاينة هو تفكيك المفكك وتجزيء المجزأ”، عبر زرع الفتن والنعرات داخل الأنظمة العربية. وانتقد حامي الدين في المقابل، عدم سماح السلطات الجزائرية لشعبها بالتظاهر دعمًا لفلسطين، وقال: “لو كان مقري صادقًا، لتوجّه برسالته للنظام الجزائري من أجل السماح للشعب الجزائري بالتظاهر في الشارع للتعبير عن تضامنه مع غزة”.
اضغط على الرابط لمشاهدة التفاصيل
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب عبر موقع أفريقيا برس