طلبة مغاربة يتحدّون منع نشاط مناهض للتطبيع

2
طلبة مغاربة يتحدّون منع نشاط مناهض للتطبيع
طلبة مغاربة يتحدّون منع نشاط مناهض للتطبيع

أفريقيا برس – المغرب. عكْس التوجّه الرسمي للمغرب الذي لا يمنع عادةً المظاهرات والوقفات والمسيرات والأنشطة الرافضة للتطبيع والتضامنية مع القضية الفلسطينية والغاضبة من حرب الإبادة التي يمارسها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد العزل من أهل غزة، قررت إدارة كلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة محمد الخامس في العاصمة الرباط، منع نشاط طلابي مناهض للتطبيع ومناصر للمقاومة الفلسطينية، والذي كان سيمتد من 13 إلى 15 من أيار/ مايو الحالي.

النشاط المذكور الذي ينظمه “فصيل طلبة اليسار التقدمي” وتشارك فيه العديد من الهيئات، مثل “أطاك المغرب”، و”بي دي إس المغرب”، و”الجمعية المغربية لحقوق الإنسان” وحزب “النهج الديمقراطي العمالي”، أعلنت الصفحة الرسمية لـ “الاتحاد الوطني لطلبة المغرب”، عن انطلاقه رغم المنع “عبر دردشات ونقاشات مع الطلاب وحلقية نقاش حول الحريات في الجامعة المغربية والتضامن مع الشعب الفلسطيني، عرفت مداخلات وتفاعلات قيمة”.

وفي تدوينة مطولة حول موضوع المنع، قال الاتحاد إن الطلاب والحاضرين عبّروا “عن استنكارهم الشديد لأساليب القمع البائدة والقمع الذي يتعرض له الاتحاد الوطني لطلبة المغرب وفعاليات الملتقى”، مبرزا أن الملتقى تواصل في المساء في ساحة الكلية، حيث جرى تجسيد المهرجان الافتتاحي “ورفع المناضلون والمناضلات شعارات قوية تضامنا مع فلسطين وضد المنع والحصار، كما ألقت المنظمات العضو في الملتقى كلماتها الرسمية التي عكست روح الملتقى الطلابي الشبابي القائمة على التضامن والنضال المشترك والمبادرة الوحدوية والصمود والتمسك القوي بالتضامن مع الشعب الفلسطيني، كما عبرت هذه المنظمات عن تحيتها لفصيل طلبة اليسار التقدمي على احتضانه لهذا النشاط الهام”.

وضجت بعض الصفحات التابعة للمنتمين للفصيل الطلابي المذكور وللاتحاد الوطني لطلبة المغرب، بتدوينات مستنكرة “إقدام إدارة الكلية على إغلاق القاعات والمدرجات ومنع الطلبة من ولوج مرافق المؤسسة، في خطوة ترمي إلى التضييق على فعاليات الملتقى”.

وورد في إحدى التدوينات، أنه “بالرغم من أن الفصيل سبق له أن اتخذ جميع الإجراءات المتعارف عليها لضمان تنظيم هذا النشاط في أحسن الأحوال، فإن الإدارة أصرت على تنفيذ قرار منع النشاط من خلال منع المناضلين من الولوج إلى القاعات أو الحصول على الكراسي والطاولات وغير ذلك، بل واستقدمتْ عناصر الحرس الخاص التي اعتدت على مناضلين، وسجلت إصابات بين بعض مناضلينا منهم من تم نقله في سيارة الإسعاف إلى قسم المستعجلات بمستشفى مولاي يوسف قصد تلقي العلاجات”، وفق التدوينة.

وخلال الفترة الليلية، يوضح الاتحاد، التحق الطلبة “بمقر الجامعة الوطنية للتعليم التوجه الديمقراطي، الذي احتضن ندوة شبابية حول دور الشبيبة المغربية في مواجهة التطبيع ودعم صمود الشعب الفلسطيني، حيث تناول ممثلو المنظمات المشاركة بالتفصيل موقفهم من مسار التطبيع وتاريخه ومضمونه، وجرى تقديم العديد من الرؤى المتكاملة حول تحمل الشبيبة المغربية لمسؤوليتها التاريخية في دعم صمود الشعب الفلسطيني البطل”.

وأضافت التدوينة أن الندوة المذكورة “عرفت نقاشا ديمقراطيا هادئا ومنتجا، عبّر فيه المشاركون والمشاركات عن وعي كبير وروح عالية من التضامن والتعاون والوحدة. وقد تعزز هذا النشاط بحضور قيادات سياسية ونقابية وازنة”.

وتصدرت تدوينات التضامن ودعم الفصيل الطلابي في “مواجهة المنع” عددا من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي وتوزعت بين من عبر عن “كل التضامن مع رفيقاتنا ورفاقنا في فصيل طلبة اليسار التقدمي ضد المنع الذي تعرضوا له في تنظيم الملتقى الطلابي الشبابي لمناهضة التطبيع ودعم ومساندة المقاومة الفلسطينية”، وبين من قال “لا لقمع ومنع فعاليات الملتقى”.

فيما كتب جمال براجع الأمين العام لحزب “النهج الديمقراطي العمالي”، تدوينة على الفيسبوك عبّر فيها عن “كل الإدانة للمنع الذي يتعرض له الملتقى الطلابي الشبابي لمناهضة التطبيع ودعم ومساندة المقاومة الفلسطينية من طرف إدارة كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط”.

واعتبرت تدوينة أخرى أن “التضييق على الملتقى الوطني الشبابي الطلابي المناهض للتطبيع والداعم للمقاومة الفلسطينية، من طرف إدارة كلية الآداب بالرباط، تتحمل مسؤوليته رئاسة جامعة محمد الخامس وولاية الرباط”. كما أنه “من المؤسف أن يتم الزحف على حرية التعبير في رحاب الجامعات المغربية، التي ظلت حتى في سنوات الجمر والرصاص فضاءات تتسع للتعبير عن مختلف القضايا الوطنية والقومية والأممية بشكل أكثر حرية”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب عبر موقع أفريقيا برس