أفريقيا برس – المغرب. ضمن معركة يخوضها منذ فترة مناديب عمال شركة “موف موريتل” الموريتانية ضد شريكها الاستراتيجي اتصالات المغرب، اتهم المناديب المذكورون في بيان أصدروه الأحد الشركة المغربية بتنفيذ ما سموه “مؤامرة على الأمن والسيادة الرقميين لموريتانيا”.
وأكد المناديب في بيانهم “أنه في الوقت الذي تعصف بشركة موريتل أزمة اجتماعية نتيجة تعنت الإدارة العامة في التعاطي الإيجابي مع مطالب العمال، تركز هذه الأخيرة كل طاقتها المالية والفنية على تنفيذ مشروع الكابل البحري المملوك لاتصالات المغرب والذي سيكون لديه نقطة عبور في نواذيبو (شمال موريتانيا) الهدف منها تمكين اتصالات المغرب من ربط وبيع الخطوط الدولية إلى فروعها في الدول الإفريقية والشركات الأخرى”.
“هذا الربط، يقول المناديب، سيتم عبر كابل أرضي يربط بين موريتانيا والمغرب مرورا بمنطقة “الكركارات” وآخر نفذته موريتل على نفقتها من نواذيبو وحتى الحدود مع مالي والمستفيد الأكبر منه هي اتصالات المغرب، حسب قولهم، وليست موريتل ولا البنية التحتية الرقمية الوطنية لأن السعات الكبيرة ستعبر في اتجاه مالي دون الأخذ في الاعتبار لحاجة المدن والقرى الواقعة على طول الخط لسعات كبيرة هي الأخرى من أجل الربط المحلي، وهو ما سيؤثر على جودة الخدمة فيها مع انطلاق الجيل الرابع فيها والخامس، مستقبلا”.
ودعا مناديب العمال “السلطات الموريتانية للتدخل العاجل من أجل تجميد مشروع الكابل، وإعادة النظر فيه بحيث يستفيد الجميع: الدولة الموريتانية أولا، وموريتل ثانيا، ثم اتصالات المغرب”.
وشدد المناديب التأكيد على “أن هذا المشروع يمثل تهديدا للسيادة الرقمية الوطنية، عبر عدة مناحي أولها سيطرة دولة أجنبية على ثلاث نقاط عبور دولية على التراب الوطني وذلك من خلال إدارة اتصالات المغرب لهذه النقاط، والثاني تعريض مشاريع موريتانيا الرقمية للخطر، والثالث استنزاف خيرات موريتل كشركة وطنية لمصلحة اتصالات المغرب حيث تنفذ مشاريع استثمارية في هذ المجال ظاهرها لشركة موريتل وحقيقتها تنفيذ مشاريع اتصالات المغرب الكبرى، والرابع حرمان الدولة الموريتانية من الاستفادة من العملات الصعبة الناتجة عن بيع مثل هذه الخطوط حيث أنها لا تسلك طريقا يمكن للدولة الإشراف عليه بشكل مباشر”.
وأكد العمال “أن من مخاطر استغلال اتصالات المغرب للكابل، تأثر الاستثمارات المحلية وبالأخص تجديد الشبكات المحمولة من هذا المشروع الذي يستنزف موارد الشركة المالية والفنية”.
“حقيقة الأمر، يقول المناديب، أنما يحصل هو انتهاك للسيادة الرقمية الوطنية وتعريض مصالح الوطن الموريتاني للخطر على المدى القريب والبعيد وكذا تحجيم استثمارات الدولة في هذا المجال عبر منافستها بطرق ملتوية”.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب اليوم عبر موقع أفريقيا برس
