أفريقيا برس – المغرب. تعتبر عودة بنكيران لقيادة حزب العدالة والتنمية، عقب الإنتخابات التي تم إجراؤها خلال المؤتمر الاستثنائي الذي عقد نهاية الأسبوع ببوزنيقة، تحصيل حاصل لنقاش وأحداث كانت كلها توحي بقرب عودة “الزعيم” كما يحلو لعدد من انصار وأعضاء الحزب تسميته.
عودة عبد الإله بن كيران، لتولي قيادة حزب العدالة والتنمية، خلال هذه الظرفية تطرح أكثر من سؤال حول قدرة بنكيران على انتشال الحزب من الفج السحيق الذي هوى فيه قبل وبعد انتخابات الثامن من شتنبر الماضي، وأيضاً عن مدى قدرته في محاولة بناء الثقة مع المواطن المغربي من جديد.
وفي هذا السياق يرى المحلل السياسي عصام العروسي، أن عودة بنكيران كانت منتظرة وسيناريو كان مطروحا بقوة، لافتا إلى أن الخرجة الأخيرة لعبد الإله لنكيران كان تستهدف حشد الأنصار وتأمين موقف قوي داخل المؤتمر.
وأوضح العروسي في حديثه مع جريدة “هبة بريس” الإلكترونية، أن خطاب بنكيران كان يستهدف تحميل الأمانة العامة لوحدها مسؤولية الفشل والهزيمة في إنتخابات الثامن من شتنبر، مشددا على أن هناك تيار عريض في الحزب يعتبر بنكيران هو الأقدر على قيادة الحزب في المرحلة المقبلة وإعادته إلى سابق عهده
وكشف المحلل السياسي على أن عودة بنكيران تستهدف الإجابة على ثلاث تساؤلات وتحديات رئيسية أمام الحزب والأمانة العامة، وهي إعادة بناء البنية الفكرية والأيديولوجية والتنظيمية للحزب بما فيها إعادة التموقع والإجابة على سؤال ماذا سيقدمه الحزب للمواطنين.
وأضاف العروسي، مؤكداً أن الرهان الثاني لبنكيران مرتبط بمحاولة تصحيح المسار الدعوي والسياسي وتوضيح العلاقة بينهما، حيث شهدا اعتلالا في العلاقة في المرحلة السابقة، فضلا عن محاولة تصحيح فهم ممارسة الحكم من المنظور الفكري والمرجعي المؤطر للحزب بعد كل هذه الهزات والانزلاقات التي وقع فيها الحزب في خضم ممارسته لتسيير الشأن العام الوطني والمحلي.
وخلص أستاذ العلوم السياسية، أن الرهان الثالث سيكون محاولة لإعادة الحزب إلى الواجهة السياسية من خلال كاريزما والقدرات الهائلة لبنكيران في الاقناع والخطابة، حتى يحقق نوعا من المصالحة وإعادة الثقة للمواطنين بالحزب، مشدداً على أن كل هذه العوامل كان تؤشر لسيناريو إنتخاب بنكيران أمينًا عاما مجددا وهو ما حصل بالفعل.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب اليوم عبر موقع أفريقيا برس