مدريد قلقة من فرضية تراجع المغرب عن اتفاقية تحويل سبتة ومليلية إلى معبرين جمركيين

4
مدريد قلقة من فرضية تراجع المغرب عن اتفاقية تحويل سبتة ومليلية إلى معبرين جمركيين
مدريد قلقة من فرضية تراجع المغرب عن اتفاقية تحويل سبتة ومليلية إلى معبرين جمركيين

أفريقيا برس – المغرب. يتردد المغرب في تحويل معبري سبتة ومليلية المحتلتين إلى نقط تجارية جمركية رسمية، وتنتظر إسبانيا منذ سنة تقريبا تنفيذ الرباط ما التزمت به في هذا الصدد. وقد يكون موقف المغرب مرتبطا بوعيه بأن هذه الخطوة ذات دلالة رمزية تاريخيا لأنها تعد بمثابة اعتراف مغربي بأن المدينتين إسبانيتان.

ومرت أكثر من سنة على التزام المغرب بتحويل سبتة ومليلية إلى نقطتين تجاريتين جمركيتين في إطار التقارب الحالي بين البلدين، والذي كانت بدايته دعم حكومة مدريد لمقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب حلا لنزاع الصحراء الغربية.

ويحضر تأخر المغرب في تحويل سبتة ومليلية إلى نقطتين جمركيتين رئيسيتين في النقاش السياسي والإعلامي في إسبانيا، لاسيما مع بدء الحملة الانتخابية هذه الجمعة الخاصة بالانتخابات البلدية في هذا البلد الأوروبي نهاية شهر مايو الجاري. وهي الانتخابات تكتسي طابع الحكم الذاتي في سبتة ومليلية لأن الحكومة الذاتية تنبثق عن الانتخابات البلدية عكس باقي أقاليم إسبانيا مثل الأندلس وكتالونيا وغاليسيا وبلد الباسك التي فيها انتخابات خاصة بالحكم الذاتي.

وتشير كل المؤشرات إلى أن سبتة ومليلية مركزية في برامج الأحزاب الكبرى في الانتخابات البلدية، ويكفي أن حزب فوكس القومي المتطرف قد رفع شعار “مناهضة مغربة سبتة ومليلية” في الحملة الانتخابية التي بدأت الجمعة من الأسبوع الجاري.

وكان البلدان قد أجريا تجارب التصدير والاستيراد عبر سبتة ومليلية خلال شهر مارس الماضي، ولم يكشف المغرب علانية بهذه التجارب، غير أن المسؤولين الإسبان، وخاصة وزير الخارجية مانويل ألباريس أكد هذا المعطى في تدخلاته أمام الكونغرس الإسباني بشقيه النواب والشيوخ، ولم تنف الرباط.

ونشرت جريدة الباييس الأربعاء من الأسبوع الجاري إصرار حكومة مدريد على ضرورة التزام المغرب بما تعهد فيه في اتفاقيات المصالحة التي جرى التوقيع عليها. وتنقل عن مصادر مقربة من الحكومة تردد الرباط في التقدم قدما في مسلسل تحويل سبتة ومليلية إلى نقطتين جمركيتين رسميتين.

وتعترف مصلحة المالية والضرائب الإسبانية التي تراقب عمليات التصدير والاستيراد بأنها لا تتوفر حتى الآن على أي برنامج في هذا الشأن، ولم تتوصل من الحكومة بأجندة عمل. وتعترف مصلحة الضرائب أن الأمر يتطلب تفاهما سياسيا لأن آليات تطبيق الجمارك واضحة، أي تطبيق النظام العادي المعمول به في الصادرات والواردات التي تتم برا أو تطبيق النظام الخاص المعمول به مع إمارة أندورا الواقعة بين إسبانيا وفرنسا. ويتردد المغرب في القيام بتحويل سبتة ومليلية إلى نقطتين جمركيتين لسببين وهما كالتالي:

في المقام الأول، تخوف المغرب من اعتبار إسبانيا تحويل المدينتين إلى نقطتين جمركيتين هو بمثابة اعتراف مغربي تاريخي بأن المدينتين إسبانيتين، والحال أنهما تحت الاستعمار، ولا يطرحهما المغرب حاليا بسبب الأولوية التي تمنح لملف الصحراء. وذهبت جريدة “البيريوديكو دي كتالونيا” إلى هذا التفسير في مقال لها الأربعاء من الأسبوع الجاري. وكان المغرب قد ارتكب أخطاء في هذا الشأن خلال حرب تطوان في سبتة وحرب سيدي ورياش في القرن التاسع عشر في مليلية ثم بداية استقلاله منتصف الخمسينات.

في المقام الثاني، وإن قبل المغرب بمرور بعض السلع من سبتة ومليلية بطريقة رسمية، فسيكون بشكل محدود لأنه يرغب في استمرار التصدير والاستيراد مع إسبانيا عبر موانئ طنجة المتوسطي والدار البيضاء حتى لا تتأثر هذه الموانئ المغربية.

كل هذه التطورات الخاصة بملف سبتة ومليلية المحتلتين تقلق كثيرا حكومة مدريد التي بدأت تستعد لتراجع المغرب عن اتفاق جاء في ظروف مبهمة تضر بصورة ومطالب المغرب التاريخية.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب اليوم عبر موقع أفريقيا برس