مغاربة يدعمون فلسطين رغم القطيعة مع إيران

1
مغاربة يدعمون فلسطين رغم القطيعة مع إيران
مغاربة يدعمون فلسطين رغم القطيعة مع إيران

أفريقيا برس – المغرب. منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وإيران، نسي عدد كبير من المغاربة القطيعة السياسية الحالية بين بلادهم وطهران، بسبب اتهام الرباط لها بدعم جبهة “البوليساريو” التي تطالب بانفصال إقليم الصحراء. وإذا كانت جل المواقع الإخبارية قد اختارت متابعة وتغطية أطوار المعارك والغارات الجوية المتبادلة بحياد مهني، فقد انحاز كثير من المدونين إلى الجانب الإيراني، من منطلق مساندة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة إزاء ما يمارسه جيش الاحتلال على سكان غزة من إبادة بكل الطرق والوسائل المحرمة إنسانيا وقانونيا.

الفنان التشكيلي محمد الزبيري أوضح أنه رغم عدم تأييده لهذه الدولة “لدورها المخرب والمزعزع لاستقرار وأمن كثير من الدول العربية، ومحاولة المس بوحدتها ووسيادتها ومنها المغرب”، فهو يدين بشدة العدوان الصهيوني على إيران، ويتمنى أن يكون ردها هذه المرة على الأقل، في مستوى التحديات والتطلعات.

أما جمال العسري، الأمين العام لـ “الحزب الاشتراكي الموحد”، فقد فسر الانتصار لإيران في حربها ضد إسرائيل، بكون “البوصلة واضحة كل الوضوح”، لأنه “أينما كان اتجاه الكيان (الصهيونازي) أقم وجهك عكسه”، وفي رأي القيادي اليساري “يستحيل لأي صاحب ضمير حر، أن يوجه ضميره في نفس اتجاه الكيان الإرهابي، وربيبته الولايات المتحدة الامريكية”.

ويقول الأكاديمي عبد الجليل هنوش في تدوينة، إن “مشاهد الدمار في تل أبيب تسعد كل مسلم وكل حر في هذا العالم!!”، بينما عبر الكاتب والشاعر صلاح بوسريف عن ذهوله الذي يزداد “كل يوم من الذين ينتصرون للصهاينة ضد إيران، كما انتصروا لهم ضد حماس وحزب الله، وكأن الصهاينة هم الملاك الذي انتظروه ليحررهم من الشيطان، وهم لا يعرفون، أنهم مثل فاوست، هم من باعوا دمهم للشيطان”.

وفي السياق نفسه يقول الصحافي عبد اللطيف الجعفري، إن “الذين يهللون حاليا باسم إسرائيل في نزالها العسكري مع إيران هم نفس الأشخاص والجهات التي شايعت قوات الاحتلال حين شرعت في تدمير كل شيء في غزة”، ويستطرد موضحا “صحيح أن المغاربة لديهم مؤاخذات وعتاب على إيران بشأن دعمها لمرتزقة البوليساريو، لكن ذلك لا يبرر التصفيق للإجرام والقتل وخرق القانون الدولي”، وبالنسبة لصاحب التدوينة “لو كان في إسرائيل الخير لما تخلت تماما عن جيش لبنان الجنوبي الذي ضحى من أجلها وتلقى ضربات المقاومة اللبنانية”، ويخلص إلى أن “المغرب يجب فقط ان يعتمد على نفسه وأبنائه وقدراته الذاتية”، أما “التصفيق للإجرام والقتل والابادة فأمر معيب”.

ولتوضيح عدم دعم بعض العرب لإيران في حربها ضد إسرائيل، يقول الإعلامي مصطفى العسري إنها ارتكبت خطأ كبيرا يتمثل في أنها “بدل أن تضع العالم العربي والإسلامي إلى جانبها، أرادت أن تُهيمن عليه، ما يفسر رفض البعض الوقوف إلى جانبها”.

لكن السياسي اليساري والحقوقي يوسف بوستة يؤكد في تدوينة ردا على “أنصار” هجوم تل أبيب على طهران بقوله إنه يعرف “أن السعار سيتصاعد لأن الصدمة قوية لا أحد توقع هذا الرد وبهذه القوة، لقد تأخر حتى ظن الكثيرون أنه مجرد لغو وقول بلا فعل، ولما جاء الوعد الصادق وأصبح حقيقة ساطعة تنير سماء الأرض المحتلة عمّ الصمت، وبعدها سيتزايد التهديد والوعيد، وغدا سنسمع دعوات هنا وهناك للتعقل وضبط النفس، والحال أن العدل في عقيدة حمورابي تقول إن العين بالعين والسن بالسن، وهناك الكثير من الأسنان قد كسرت وأعين أصيبت طال انتظار القصاص لها”.

وثمّن الكاتب والصحافي عبد النبي الشراط هذا الموقف من خلال تدوينة قال فيها إن “العقلاء لا يؤيدون العدوان الصهيوني على إيران مهما كان الاختلاف معها”، وفي رأيه “إيران أولا”، وعلق عليه الصحافي عمر أوشن بالإشارة إلى أن “أية الله الخميني جعل محو وطحن إسرائيل أولى شعارات ثورته ونظامه”، وأضاف “إيران هي من سبق للعداوة والتهديد وإعلان الحرب يوم نزل زعيم الثورة قادما من منفاه حاكما على طهران”، وزاد موضحا “لقد جعل الخميني ومن أتى بعده إسرائيل هي الطاعون والطاغوت والعدو الاستراتيجي… إيران هي من أعلن الحرب منذ عقود”.

وفي تحليل لا يخلو من سخرية وما يشبه التشفي في إسرائيل، كتب الصحافي مصطفى الفن تدوينة مطولة قال فيها “إنها الحرب، وفي هذه الحرب بين طرفين غير متكافئين، من العادي جدا أن تقصف إسرائيل ما تشاء من منشآت ومن أهداف عسكرية أو غير عسكرية في إيران وفي غير إيران”، كما أنه “من العادي جدا أن تقتل إسرائيل من تشاء ومتى تشاء وكيف تشاء من (أعدائها) بالحرفية وبالدقة اللازمة”.

وبالنسبة للكاتب نفسه “علينا ألا نستغرب حتى لو حولت إسرائيل كل شيء في إيران إلى رماد”، و”كل هذا يبقى في حكم العادي جدا جدا، لماذا؟” وجواب صاحب التدوينة أنه “بكل بساطة لأننا أمام كيان قوي و(دولة) نووية ومدعومة (تقريبا) من كل دول العالم، ولأننا أيضا أمام كيان بجيش لا يقهر وله سوابق كثيرة في التطهير العرقي وفي جرائم الحروب، وأمام كيان يمتلك أخطر وأحدث أنواع الأسلحة الفتاكة، وأمام كيان قادر على الضرب وعلى القتل وعلى البطش في كل مكان دون أن يخشى العقاب طالما أن أمريكا معه!”.

“لكن غير العادي وغير الطبيعي”، يقول الفن هو “الذي حصل ليلة أمس (يقصد ليلة الرد الإيراني)، هذا (الإذلال الكبير) الذي عاشته (إسرائيل) في يوم مشهود وغير مسبوق وهو بحق يوم من أيام الله”، ويؤكد أن “الرعب والذعر هيمن فعلا في دولة الاحتلال، وخلت الشوارع والأزقة من المارة، وتعطلت الحركة والمطارات، وتعطلت الحياة، وفر ملايين المستوطنين من (شعب الله المختار) إلى الملاجئ والمخابئ مثلما تفر الفئران عندما تسمع مواء القط”.

ويضيف الفن “ربما يمكن القول أيضا، إن ما جرى ليلة أمس يتجاوز (الإهانة الكبرى) ليصل إلى المس بكبرياء كيان وبهيبة كيان أصبح يشكل خطرا حقيقيا على السلم العالمي”. ويشدد على أن الأمر بهذه الأبعاد كلها حتى لا أقول إن ما جرى هو نهاية مرحلة وبداية أخرى في مسار (الدولة المارقة).

وفي مقابل هذا المد “الداعم” أو المنتصر لإيران في حربها مع إسرائيل، وهو في باطنه دعم للقضية الفلسطينية على اعتبار المجازر التي أرتكبها وما زال الكيان الصهيوني في غزة وغيرها من الأراضي المحتلة، تتوارد تدوينات لصحافيين مغاربة ذكروا فقط بما ارتكبته إيران في حق كل الدول العربية تقريبا.

وعن ذلك قال الإعلامي محمد السراج الضو، إنه ”لا توجد دولة عربية ومسلمة لم تعانِ أو تضررت من علاقتها مع إيران، فمنذ وصول الخميني في طائرة فرنسية إلى إيران في شباط/ فبراير 1979 وهو يعمل مع نظامه على نشر ثورته الإسلامية بكل الوسائل وبعدوانية لا مثيل لها في محيطه الإسلامي والعربي”.

وأعطى صاحب التدوينة نماذج عن تلك الأضرار مؤكدا أنه “ليس هنالك دولة واحدة لم تعان من تدخلات إيران وهي لم تمتلك بعد سلاحا نوويا، فبالأحرى لو أصبحت قوة نووية”.

ومن جهته اكتفى الصحافي عبد الحميد جماهري بالمتابعة والتحليل المهني لمجريات الحرب، وتساءل في إحدى تدويناته “أي سيناريو للمواجهة بين إيران وإسرائيل؟”، وكان الجواب عبارة عن عدة خيارات أولا “حرب حزيران/ يونيو 1967 أي حرب خاطفة لأيام معدودة يخرج طرف منها منهزما بشكل واضح ويقبل الجلوس الى الطاولة للتفاوض حول مخرجات تضم تنازلات، ومنها التخلي عن البرنامج النووي… بالنسبة لإيران مقابل ضمانات غربية بعدم التعرض للهجوم وضرب النظام”.

أما الخيار الثاني وفق جماهري، فهو “سيناريو مشابه لحرب إيران والعراق تدوم مدة طويلة في غياب حدود برية وفوارق بين الحالتين لكن تنتهي بشرب السم من طرف خامنئي كما فعل الخميني بعد سنوات؟”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب عبر موقع أفريقيا برس