ع محياوي
أفريقيا برس – المغرب. مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، تعيش الساحة السياسية على مستوى جهة فاس مكناس على وقع حركية غير اعتيادية لعدد من المنتخبين الذين غابوا عن الأنظار لسنوات، قبل أن تعيدهم رياح الانتخابات إلى الواجهة من جديد. فبعد فترة طويلة من الصمت والجمود، عاد بعض الوجوه السياسية إلى الظهور باندفاع لافت، في محاولة لاسترجاع ما تبقى من رصيد الثقة لدى الساكنة.
مصادر محلية داخل الجهة تؤكد أن عدداً من هؤلاء المنتخبين، الذين “ضربت فيهم الشمس” كما يعلّق البعض بسخرية، شرعوا في تكثيف اللقاءات الميدانية وتنشيط حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، إضافة إلى القيام بزيارات مفاجئة لأحياء ومناطق لم يطأوها منذ نهاية الحملة الانتخابية السابقة.
هذا التحرك المتأخر أعاد فتح النقاش داخل جهة فاس مكناس حول مفهوم المسؤولية السياسية، ودور المنتخب في تتبع الشأن العام طيلة فترة الانتداب، وليس فقط عند اقتراب لحظة الحسم الانتخابي.
وفي الوقت الذي يرى فيه مواطنون أن هذه “الصحوة المتأخرة” ليست سوى محاولة لاستمالة الناخبين، يؤكد آخرون أن الوعي الشعبي داخل الجهة تطوّر بشكل كبير، وأصبح قادراً على التمييز بين من يشتغل بانتظام ومن يستيقظ كل خمس سنوات.
ومع ارتفاع حرارة الأجواء السياسية في جهة فاس مكناس، يبدو أن المعركة الانتخابية المقبلة لن تكون فقط حول البرامج، بل أيضاً حول استرجاع الثقة في العمل السياسي، وإعادة الاعتبار لدور المنتخب كفاعل دائم في خدمة الصالح العام، لا مجرد ضيف موسمي يعود مع اقتراب صناديق الاقتراع.





