«منتدى أصيلة» يفتتح دورته الفكرية الجديدة ببحث أزمة الحدود في افريقيا

10
«منتدى أصيلة» يفتتح دورته الفكرية الجديدة ببحث أزمة الحدود في افريقيا
«منتدى أصيلة» يفتتح دورته الفكرية الجديدة ببحث أزمة الحدود في افريقيا

أفريقيا برس – المغرب. أكد محمد بن عيسى، الأمين العام لمؤسسة “منتدى أصيلة” في المغرب، أن “موسم أصيلة الثقافي الدولي”، المقام تحت رعاية العاهل المغربي محمد السادس، يراهن في كل دورة على التجديد ومسايرة المستجدات التي تطرح في عالم اليوم، من خلال فعالياته المختلفة، ولا سيما الندوات الفكرية المتنوعة التي يشارك فيها العديد من الأكاديميين والخبراء والمختصين.

وقال في افتتاح الدورة الـ 38 لـ”جامعة المعتمد بن عباد المفتوحة”، مساء أول أمس الإثنين، إن مدينة أصيلة (شمال المغرب) “منصة حرة للرأي والرأي الآخر، ومنتدى لرجال ونساء الفكر والإبداع من كل القارات والثقافات والأديان”. وأوضح أن تلك الحوارات تجري في ضوء قيم النضج والتبصر والمسؤولية، لافتاً إلى أن دورة هذا العام تؤكد الثبات على الخط الفكري المرسوم منذ سنوات عديدة، من خلال التداول الأكاديمي الرصين في القضايا الكبرى وما تثيره من رؤى ومواقف.

وأفاد وزير الخارجية المغربي الأسبق بأن دورة العام الحالي تشمل ندوات حيوية تساهم في الرفع من مستوى النقاش العمومي، ومن بينها ندوة حول أزمة الحدود في إفريقيا التي تمس جوهر الوجود للأوطان وللإنسان؛ “ولن يكون ممكناً التغلب على نتائج هذه المعضلة إلا بالمقاربات المتبصرة، في إطار أجواء الأخوة والتعاون ومنطق المصلحة المشتركة، وليس بمنطق القوة والتوسع”، يقول محمد بن عيسى، مضيفاً: “نحن نتطلع أن تقدم الندوة مداخل ورؤى ومقاربات من شأنها أن تسهم في تقديم أجوبة حول إشكالية الحدود وتبعاتها في القارة الإفريقية”.

واستطرد الأمين العام لمؤسسة “منتدى أصيلة” قائلاً: “سيراً على عادتنا في طرح القضايا الحيوية على مستوى العلاقات الدولية، وخاصة أوضاع عالم الجنوب، برمجنا ندوات حول مواضيع دقيقة لها راهنيتها وأهميتها، ومنها ندوة حول قيم العدالة والنظم الديمقراطية في ضوء منطق الكيل بمكيالين في التعامل الغربي مع الأوضاع والأزمات التي نشاهدها اليوم في منطقة الشرق الأوسط وأروبا”.

وتابع: “ولأن الهجرة العربية تغطي اليوم جميع القارات، فقد حرصنا على برمجة ندوة حول النخب العربية في المهجر، من خلال تشخيص التحدي القائم أمامها والدور الذي بإمكانها أن تضطلع به.

ومن جهة أخرى، وإسهامًا من “منتدى أصيلة” في النقاش الأكاديمي حول واقع ومآل الحركات الدينية داخل النسق السياسي، تحتضن دورة هذا العام أيضاً ندوة في موضوع الحركات الدينية والحقل السياسي، ويسعى المنظمون من خلال هذه الندوة إلى “المساهمة في تحليل آفات التماهي بين الدين والسياسة من خلال رصد مخاطر التدين السياسي وما يطرحه من مشاكل وانزلاقات وانحرافات في الدين كما في السياسة، وهي كلها إشكالات تخلصت منها دول أخرى في الغرب وفي الشرق منذ زمن بعيد، بينما عدد من الأقطار العربية والإفريقية ما زال غارقاً فيها، ويعاني ما نتج عنها من صراعات وحروب أهلية فتحت الباب واسعاً أمام الطامعين في التوسع على حساب سيادة واستقلال الدول”.

وحفاظًا على هذه الرؤية، تشهد الدورة الحالية كذلك تنظيم ندوتين متميزتين بتعاون مع “مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد” في المغرب، تتناول الأولى موضوع الذكاء الاصطناعي وطبيعة الحوْكمة المنشودة في إفريقيا وعصر الرقمنة، بينما تناقش الثانية موضوع “شمولية الثقافة وانخفاض اللا مساواة في توظيف الموارد البشرية”.

وحرص محمد بن عيسى في ختام كلمته على توجيه التحية إلى “سكان مدينة أصيلة الذين حافظوا جيلاً بعد جيل، منذ 45 سنة، على هذا الاحتضان الواسع لنجوم الموسم، وعلى تفاعلهم التلقائي مع ندواته ومعارضه، وهم بذلك يبعثون رسائل الأمل في أن تظل الثقافة والفنون رافعة وأداة أساسية للتنمية البشرية”.

وألقت زهور أمهاوش، المديرة الجهوية لوزارة الثقافة والشباب والرياضة قطاع الثقافة بجهة طنجة تطوان الحسيمة، كلمة باسم الوزير محمد المهدي بنسعيد، أبرزت فيها أهمية إعلاء صوت القيم والسلام والحوار في عالم يركز فيها الكثيرون على صوت البنادق.

كما تحدث فيكتور بورخيس، وزير خارجية جمهورية الرأس الأخضر، في كلمته أمام المشاركين عن “روح أصيلة” التي ترتكز على إشاعة قيم الحوار الثقافي والتسامح من خلال الفكر والأدب والفنون.

وبعد ذلك، انطلقت الجلسة الأولى لندوة “أزمة الحدود في أفريقيا: المسارات الشائكة”، حيث انصبت على موضوع “الجغرافيا السياسية الكولونيالية والقضايا الاستراتيجية الراهنة”، شارك فيها كل من: مصطفى حجازي (مصر)، زكريا أبو ذهب (المغرب)، الصادق الفقيه (السودان)، حاجي أمادو سال (السنغال)، أحمدو ولد عبد الله (موريتانيا)، أليماتا ديبوراه تراوري ديالو (بوركينا فاسو).

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب عبر موقع أفريقيا برس