افريقيا برس – المغرب. لم يحسب إعلام الجارة حساباته بشكل دقيق وهو يهاجم أسياده بعدما حاصروا دويلته وعزلوها تماما عن محيطها الخارجي وعمقها الافريقي، لم يضع هذا الإعلام المغلوب عن أمره المرهون في يد شردمة تتحكم في لسانه وتقيد حرية ( لم يضع) في حسبانه وصوب أعينه أن خرجته الفاشلة هاته زادت من لحمة الشعب المغربي اتجاه ملكه وعرشه العلوي، لم يحسب هذا الاعلام المعتوه حساباته جيدا حتى سقط هاويا كما سقطت قبله ديبلوماسية بلاده الذي صار محاصرا محتلا من قبل شردمة نهبت خيراته وثرواته وأفقرت شعبه العزيز على قلوب المغاربة…هذا الإعلام الذي خرج عن قواعد اللباقة الصحفية واحترام الرأي والرأي وعدم مناقشة المواضيع كيفما كان شكلها ولونها وأهدافها، بنوع من المسؤولية بلا تجريح ولا تقلاز من تحت الجلاليب بلغة العامية.
خروج هذا الإعلام المتحكم فيه عن صمته وتجرئه على ملك المغرب، ما هو إلا ردة فعل طبيعية ناجمة عن حقد دفين وصراع خفي خرج إلى العلن مجرد ما عرفت الجارة أنها خسرت كل أوراقها وانكشفت نواياها الخبيثة، وبات نظامها العسكري يتآكل يوما بعد يوم مع ارتفاع حمى الاحتجاجات لشباب ومواطنين بواسل عروا عورة حكام بلادهم الذين ظلوا لسنوات عدة يوهمونهم بالكذب والتحايل والعزف على وثر أن هناك عدو يتربص ببلادهم في إشارة إلى المغرب، لكن سرعان ما انكشف المستور وظهر للعيان أن حكم العسكر ماهو إلا دمية تقبض في يدها فزاعة تخيف بها العباد لثنيهم عن التعبير عن مواقفهم.
سياسة المغرب الحكيمة، التي انتهجها ملك البلاد في مواجهة الصراع المفتعل، بدءا من العودة إلى الحضن الافريقي وتشجيع الاستثمار جنوب جنوب، والعمل على انشاء انبوب للغاز من قلب افريقيا صوب اوروبا ضمن شراكة مع نجيريا، والاعتراف الأمريكي الأخير بمغربية الصحراء، وحصول المغرب على حصته من لقاح كورونا كأول بلد افريقي وغيرها من الانجازات الغير المسبوقة، كلها عوامل أحرجت الجارة، وأدخلتها في متاهة وأحرجتها أمام شعبها المتعطش للحرية والاستقلال، وهو أمر طبيعي يحصل في الدول الديكتاتورية التي تسخر لجانبها إعلاما مأجورا ليدافع عنها بعد أن صارت هي عاجزة عن مخاطبة مواطنيها.
طبيعي أن يهاجم إعلام الجارة أسياده، وطبيعي أن تخرج قناة رسمية بضيوف مزيفين للعلن وتتطاول دون حشمة ووقار للتعبير عن رأيها بأسلوب حقير، فتلك قصة أخرى. نعم نحترم اعلامنا الوطني المغربي المحترف، الذي لم ينتقص يوما من صورة بشر أو حجر، ولم يجسد رئيسا ولا مسؤولا تجسيدا لا يليق بشخصه، وإنما ظل اعلاما مسؤولا يناقش القضايا بمسؤولية دون تجريح ولا قذف، هدفه ايصال رسالته بأسلوب صحفي احترافي بمواصفات دولية….نعم لاغرابة أن يخرج في المقابل اعلام الجارة ويعبر عن موقفه بأسلوب لا حضاري، مادام أن سياسة بلاده تنبني على الخداع والمكر وتأسيس الفصائل وتشجيع العصابات على قطع الطرقات كما وقع مؤخرا بمعبر الكركرات.
كيف لإعلام الجارة أن يتغاضى عن مرضه رئيسه “التبون المنهوك” المنتصب على كرسي ليلة مخاطبته من قلب مستشفيات أوروبا لحظة إصابته بفيروس كورونا، لماذا لم يكلف هذا الإعلام المقيد عناء نفسه للتأكد من مدى صحة الصورة الواردة من هناك، بعد أن تم تضليل شعب بكامله؟ لماذا أيها الإعلام المزيف؟
لماذا اختار هذا الإعلام المعتقل أن ينفث سُمومه في وجه أسياده، مخفيا حقيقة ما يجري على أرض المتناقضات، بترول في الأرض وجياع يتيهون بالشوارع…يا لها من ازدواجية في المعايير…فبعد أن ضاق بالجارة الخناق، وانزاح عن وجهها ثوب الحشمة والوقار وبدت عليها سمات النفاق، لم تقدر معه على مجابهة دعوات شعبها وانتفاضته والمطالبة بتقرير مصيره وتحريره من العبودية والأغلال، طلت علينا قناة إخبارية مخابراتية بأضحوكة صبيانية متحاشية الكلام عن حقيقة الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي، ومتجاهلة أصوات الشعب الجزائري الحر الذي ينادي بالإستقلال عن حكم العسكر والطغيان، رغم أن بلده يعتبر من أوائل البلدان المصدرة للغاز، لكنه مهدد بثورة الجياع…
بالتزامن مع خطاب هذه القناة التحريضي ضد المغرب ورموزه وسيادته، خرجت جموع المغاربة داخليا وخارجيا لتغزو مواقع التواصل الاجتماعي ضمن ملحمة وطنية وكأن الأمر يتعلق بيوم لعيد وطني، ملتفين وراء ملك شاب يواصل مسلسل التنمية والنماء بثبات وعزة نفس، حتى نال ثقة المنتظم الدولي في كل خطوة خطاها. فليس غريبا علينا نحن المغاربة أن نسمع مثل هذه الأساطير والخزعبلات من الجارة التي عودنا حكامها على حقدهم الدفين، مادام مغربنا الحبيب يتقدم بخطى ثابثة نحو الأمام بقيادة ملك شاب الذي يشهد له العالم بالدور الذي يلعبه من أجل الرقي ببلده وازدهاره على جميع الأصعدة، فبدل أن تقوم هذه الأصوات الصحافية المأجورة بفضح الواقع المتردي الذي يتخبط فيه الوضع السياسي والإقتصادي بالجزائر، فبدل ذلك وذاك طل علينا إعلام الجارة المزيف “المقيد”، بكلام سخيف نافثا سُمومه الخبيثةه في وجه أسياده الذين شهد لهم العالم بأسره بدور الريادة والرقي والإزدهار..