وزيرة الدفاع الإسبانية تردّ على تصريحات مسؤول مغربي: “سبتة ومليلية إسبانيتان”.. ومصدر يؤكد: معطيات تم تحويرها

14
وزيرة الدفاع الإسبانية تردّ على تصريحات مسؤول مغربي: “سبتة ومليلية إسبانيتان”.. ومصدر يؤكد: معطيات تم تحويرها
وزيرة الدفاع الإسبانية تردّ على تصريحات مسؤول مغربي: “سبتة ومليلية إسبانيتان”.. ومصدر يؤكد: معطيات تم تحويرها

أفريقيا برس – المغرب. لم يتأخر الرد الإسباني على التصريحات المثيرة لمسؤول مغربي بشأن سبتة ومليلية، فقد قالت وزيرة دفاع مدريد، مارغريتا روبليس، إن المدينتين المذكورتين، إسبانيتان، مثل زامورا وفالنسيا، مؤكدة أن هذا الموضوع غير قابل للمناقشة.

ونقل موقع الإذاعة والتلفزيون الإسباني عن مارغريتا روبليس قولها إن موقف حكومة بلادها من الموضوع واضح وقوي، وبالتالي فالمسألة غير قابلة للمناقشة مطلقا.

وكان النعم ميارة، رئيس مجلس المستشارين (الغرفة الثانية في البرلمان المغربي) قد أطلق نهاية الأسبوع الماضي تصريحات تحدث فيها عن إمكانية استعادة سبتة ومليلية في المستقبل من خلال المفاوضات، دون اللجوء إلى السلاح.

وتعقيبا على موقف المسؤول المغربي، قال عبد الفتاح الفاتحي، مدير “مركز الصحراء وإفريقيا للدراسات الاستراتيجية” متحدثا لـ”القدس العربي”، إن “هذا التصريح يأتي منضبطا للعقيدة السياسية الخارجية الأصيلة للمملكة المغربية والقائم على مبدأ استكمال الوحدة الترابية بناء على التفاوض”، موضحا أن “هذا هو الأسلوب الذي اعتمده المغرب حين تفاوض مع فرنسا وإسبانيا لاسترجاع أقاليم الشمال، واسترجاع إقليم سيدي أفني والصحراء”.

وأضاف الخبير المغربي قائلا: “على هذا الأساس، سيواصل المغرب العمل على التفاوض مع إسبانيا لاسترجاع سبتة ومليلية المحلتين”.

وقال أيضا: “إن هذا التصريح الحزبي جاء ليذكر بأن المغرب، وإن يتعاطى نديا مع إسبانيا في مسائل اقتصادية وتنموية ودبلوماسية، إلا أنه لا يمكنه التسليم بواقع احتلال سبتة ومليلية وباقي الجزر”.

وأعرب عن اعتقاده بأن “التحدي الحدودي لن يفسد للود قضية، وأن استحضار مناورات الأحزاب الصغيرة الإسبانية أو اليمينية فإنها لا تفرض واقعا متطرفا للنقاش التعاوني مع المغرب وإسبانيا بناء على المصالح المتبادلة”.

مصدر مقرب من رئاسة “مجلس المستشارين” المغربي، أوضح لـ”القدس العربي” أن ما تسرب من معطيات حول اللقاء الذي جمع الأسبوع الماضي، النعم ميارة، بصفته أمينا عاما “للاتحاد العام للشغالين” مع “منظمة المرأة الاستقلالية”، “معطيات تم تحويرها وإخراجها عن سياقها، وقد فهمت خطأ من لدن البعض ممن قام بتسريبها إلى بعض وسائل الإعلام”.

وقال المصدر إنه خلافا لذلك، شهد اللقاء الرمضاني نقاشا وكلاما مسؤولا يبرز الآفاق الواعدة للشراكة المغربية ـ الإسبانية ويراعي مصالح البلدين، كما يثمن جودة العلاقات على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية وغيرها.

وأضاف المصدر ذاته لـ”القدس العربي” أن النعم ميارة أشاد بالدينامية المتميزة التي تعرفها العلاقات السياسية بين الرباط ومدريد مدعمة بالثقة وبالتعاون، وذات طبيعة استراتيجية، مبنية على مقاربة جديدة تقتضي التركيز على المشترك أكثر مما يفصل البلدين.

واعتبر المسؤول المغربي أن علاقات البلدين يؤطرها حوار سياسي دائم على أعلى المستويات عكسته قيمة مضمون البيان الختامي المشترك للقمة المغربية ـ الإسبانية الذي وضع خارطة طريق شملت مختلف الجوانب في العلاقات الجيدة بين البلدين والشعبين الصديقين.

وذكر الأمين العام “للاتحاد العام للشغالين بالمغرب” بأهمية استقبال العاهل المغربي محمد السادس لرئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، وتدشينه لمرحلة جديدة في مسار العلاقات بين البلدين، قائمة على التعاون الدائم الصريح والصادق والشفافية والاحترام المتبادل.

وثمن موقف إسبانيا من قضية الصحراء، واعترافها بالسيادة المغربية عليها، وبجدية ومصداقية مقترح الحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية للمملكة.

وتطرق المتحدث في معرض مداخلته إلى موضوع الهجرة كإحدى أوجه التعاون الكبرى بين البلدين، مشددا على أن إسبانيا تراهن كثيرا على التعاون مع السلطات المغربية من أجل الحد من تدفق أفواج المهاجرين السريين، مشيرا في نفس السياق إلى أن إحصائيات قدمها وزير الخارجية المغربي سنة 2021، تفيد بـ14 ألف محاولة هجرة سرية على مدى ثلاث سنوات، وقامت السلطات بتفكيك أكثر من 8 آلاف خلية لتهريب البشر، وأجهضت 80 محاولة اقتحام لمدينة سبتة، وتبادل أكثر من 9 آلاف معلومة عن الهجرة السرية مع إسبانيا.

وعلى المستوى الاقتصادي، أبرز النعم ميارة في معرض مداخلته، أهمية انعقاد القمة المغربية -الإسبانية التي كانت مسبوقة بسبعة اجتماعات تحضيرية على مستوى وزيري الخارجية (عرفت حضور وفد إسباني يضم 12 وزيرا في حكومة سانشيز وذلك بعد ثماني سنوات عن آخر قمة)، وكذا النتائج التي تمخضت عنها من خلال التوقيع على 20 اتفاقية، بخط ائتمان بقيمة 800 مليون يورو (قرابة 8.8 مليار درهم)، تهم مواضيع الهجرة والضمان الاجتماعي والماء والنقل والبيئة والسكان والطاقة والتنمية المستدامة والزراعة والرياضة والتربية والتعليم والتكوين المهني والمقاولات الصغرى والمجال العلمي والثقافي والتشغيل والصحة والسياحة.

واستعرض النعم ميارة الحضور الاقتصادي الإسباني في المغرب، مستشهدا في ذلك بأرقام وإحصائيات أوردها اتحاد المقاولات ومكتب الصرف تفيد أن إسبانيا تعد أول شريك تجاري للمغرب وتأتي في مقدمة البلدان الأوروبية على صعيد المبادلات التجارية.

وفي نفس السياق، تناول النعم ميارة الجانب الثقافي في العلاقات المغربية – الإسبانية وما يمثله من أهمية كبيرة في تجسير التواصل والحوار والتعايش، لا سيما وأن البلدين مرتبطان ارتباطا وثيقا بالتاريخ والجغرافيا والصداقة والتحديات المشتركة، مبرزا في هذا الإطار انفتاح وانخراط المجتمع المدني المغربي والإسباني في المبادرات الثقافية والفنية، واستثمار تواجد جالية مغربية نشيطة بالتراب الإسباني، ودوره في إعطاء دفعة قوية للعلاقات بين الجانبين.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب اليوم عبر موقع أفريقيا برس