ابن كيران يُعيد انتخابه أمينًا عامًا للعدالة والتنمية

1
ابن كيران يُعيد انتخابه أمينًا عامًا للعدالة والتنمية
ابن كيران يُعيد انتخابه أمينًا عامًا للعدالة والتنمية

أفريقيا برس – المغرب. أسفرت نتائج انتخاب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، خلال المؤتمر الوطني التاسع، عن فوز عبد الإله بن كيران بمنصب الأمين العام للمرحلة المقبلة 2025-2029.

وقد شارك في عملية التصويت 1402 عضو، حيث تم تسجيل 1390 صوتاً صحيحاً مقابل 12 صوتاً ملغى.

وحصل عبد الإله بن كيران على 974 صوتاً (ما يعادل 69% من الأصوات الصحيحة)، متقدماً بفارق كبير عن منافسيه؛ إذ نال إدريسي الأزمي الإدريسي 374 صوتاً، بينما حصل عبد الله بوانو على 42 صوتاً فقط.

وجرت أطوار التصويت في أجواء مباشرة تابعها أكثر من 2000 مشاهد عبر البث المباشر على الإنترنت.

وفي وقت سابق، انحصر السباق بين ثلاثة أسماء، بعد أن أفرز اقتراع المؤتمرين عن ستة بقي منهم ثلاثة في السباق، هم على التوالي وبترتيب الأكثر نيلا لأصوات المؤتمرين، عبد الإله بن كيران الأمين العام الحالي (163 صوتا)، ادريسي الأزمي الإدريسي رئيس اللجنة التحضرية للمؤتمر (160 صوتا)، عبد الله بووانو رئيس المجموعة النيابية للحزب في الغرفة الأولى للبرلمان (94 صوتا)، فيما انسحب كل من عبد العزيز العماري (111 صوتا)، وعبد العالي حامي الدين (31 صوتا)، وجامع معتصم (30 صوتا).

المؤتمر الوطني التاسع للحزب الإسلامي المعارض الذي ينعقد في مدينة بوزنيقة (35 كلم عن الرباط) شد إليه انتباه المشهد السياسي لعدة اعتبارات، أولها تصريحات ابن كيران، وثانيها الأزمة المالية التي كادت تعصف بتنظيم هذه المؤتمر ولجوء الأمين العام إلى طلب دعم أنصار حزبه من خلال التبرع المالي لسد الخصاص في الإمكانات المادية.

وكانت فلسطين إحدى النقاط التي جعلته قبلة للمتتبعين، خاصة بعد الإعلان عن استضافة شخصيات تمثل حركة المقاومة الإسلامية في غزة (حماس)، ورغم اعتذار التنظيم الإسلامي الفلسطيني عن الحضور إلا ذلك لم يمنعهم من بعث رسالة شكر إلى المؤتمرين وعموم الشعب المغربي.

وفي كلمة ألقاها خلال افتتاح المؤتمر المذكور عبر تقنية الفيديو، قال فوزي برهوم المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، إن المغاربة أظهروا للعالم أنهم “شعب حي لا يباع ولا يشترى”، معربا عن فخره الكبير بنضال الشعب المغربي الذي يخرج في وقفات شعبية كل يوم نصرة لأهل غزة وللقضية الفلسطينية، وتنديدا بالمجازر التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي.

وخاطب برهوم المغاربة قائلا “لقد أظهرتم للعالم أجمع أن المغرب لا يباع ولا يشترى وأن الشعب المغربي حي في ضميره وفي شعبه وثابت على مواقفه من فلسطين والقدس وغزة والضفة والمقاومة”، ووصف المتحدث شعب المغرب بـ “الأبي” موجها شكره له “باسم غزة وباسم شعبها، ونتوجه لكم بالتحية الواجبة، تحية الكبار، تحية القيادة الحقيقية، تحية المقاومة وجماهير عموم الشعب الفلسطيني، تحية لجميع أطياف الشعب المغربي الذي يخرج في كافة الميادين والشوارع وفي كل النقط نصرة لأهلنا في غزة، وتنديدا بهذا العدوان الإسرائيلي، ولكي تتظاهر ضد المشاريع الخطيرة”.

وتابع برهوم خطابه الموجه إلى المغاربة “باسم فلسطين وباسم غزة وباسم المقاومة وباسم حماس”، بقوله “إن ما تقومون به من مسيرات حاشدة ومواقف مشرفة ودعم مادي وإنساني والتعبئة لأهلنا في غزة لهو دليل على أنكم أبناء المجاهدين أبناء عبد الكريم الخطابي وأبطال المقاومة الحقيقية الذين لا يقبلون الذل والهوان”.

وبعد أن وجه تحية خاصة للمهندسة المغربية ابتهال أبو السعد التي أوصلت صوت القضية لكل العالم بوقفتها الشجاعة في احتفال مايكروسوفت، أضاف بأن “هذا ليس غريبا عليكم فقد كنتم دائما في مقدمة الشعوب المدافعة عن القضية الفلسطينية، ورأينا كيف أن صوتكم لم يخفت رغم كل الضغوط والتحديات تحية لشعب المغرب”.

وبنبرة خطابية حماسية أضاف برهوم “يا أيها المغاربة وقت تجتمع فيه كل قوى الشر من أجل إبادة غزة، أنقل لكم رسالة المظلومين والمكلومين من أطفال ومسنين ونساء الذين بالكاد يجدون لقمة العيش وشربة الماء والدواء، أنقل لكم معاناة شعب مقهور، استخدم الاحتلال كافة الأسلحة المحرمة دوليا، ونفذ آلاف الغارات والقصف العشوائي ودمر المنازل والمدارس والجامعات ومراكز الايواء.. لقد دمر جيش الاحتلال الغازي كل معاني الحياة في غزة”.

ولم يكن الجانب السياسي وحضور بعض الأسماء العربية والتي صنف بعضها في خانة معاداة الوحدة الترابية للمغرب، بل شمل حتى مأكل ومشرب المؤتمرين خلال فعاليات المؤتمر، وطريقة تدبير النقص المادي لتنظيمه بفتح باب التبرعات وغيرها من تفاصيل هذه المحطة التنظيمية الحزبية التي اعتبرت حدثا سياسيا بكل المقاييس.

وفي إحدى التدوينات قال صاحبها إنه لم ير “يومًا نقاشًا حول مؤتمر وطني لأي حزب مغربي ما يثير الجدل كما تفعل مؤتمرات حزب العدالة والتنمية!، وخاصة هذا المؤتمر الأخير. بل إننا في الغالب لا نسمع عن مؤتمرات باقي الأحزاب ولا نعلم بوجودها أصلًا”.

ووفق صاحب التدوينة فإنه “نقاش وهجوم يبدأه أولًا الأعداء والخصوم السياسيون التقليديون والجدد، قبل أن يثيره المُتعاطفون والمنتمون”، وزاد قائلا “كم هو عجيب ومثير هذا الحزب الذي (يُزعج) ويحفز الجميع على الانخراط في (النقاش)، نقاش ينخرط فيه حتى الذباب الإلكتروني!” وفق تعبيره.

خصوم الحزب انتقدوا حتى ما قُدّم للمؤتمرين من وجبات، ونشر موقع “نيشان” صورة لأحد الأطباق وعلق عيها قائلا بالدارجة ما معناه “شوهة أكل حزب العدالة والتنمية في مؤتمرهم”، وجاء الرد سريعا من خلال تدوينة قال فيها صاحبها إن “صحافة المرقة تناقش المرقة”، وأضاف بالدارجة “تعودوا على أكل الشواء والبصطيلة (أكلة مغربية فاخرة) على حساب الشعب، حتى نسوا المرق الذي يأكله أغلب الشعب”.

المنتقدون لدعوة التبرع المالي التي أطلقها عبد الإله بن كيران، اجتهدوا في نشر صور مركبة للأمين العام للحزب الإسلامي ومنها تلك التي يظهر فيها بجلباب وفي حالة تسول وبين يديه ما يشبه صحن كتب عليه اسم الحزب مختصرا بالحروف الفرنسية.

وكالعادة، كان الرد جاهزا من طرف أحد المدونين الذي يبدو انه من أنصار “العدالة والتنمية”، حين تساءل “هل فعلا بهذه الطريقة يجب التعامل مع من يطالب مناضلي حزبه والمتعاطفين بالتبرع؟ من يخرج هذه الصور؟”، وزاد متسائلا “كيف لا نرى ولا مرة واحدة حملة من هذا النوع على رجل يتصرف في أموال الدولة وكأنها مقاولته”، تلميحا إلى رئيس الحكومة عزيز أخنوش.

وزاد متسائلا أيضا “هل فعلا دور المناضل الديموقراطي أن يهزأ من جمع الأموال للأحزاب بأسلوب شعبي؟”، و”ماذا تفعل جميع أحزاب العالم؟ أليس بالتبرعات تمول جميع انشطتها علاوة على ما تخصصه لها الدولة؟”، ثم “ألا يفترض أن استقلال الأحزاب يرجع نسبيا لمصدر التمويل؟”.

وختم بسؤال يشبه الاتهام “من يحرض بل ينظم حملات بقايا اليسار على حزب العدالة وعلى أي عمل مشترك مع الإسلاميين عموما؟ ومن له مصلحة في ذلك؟”، و”هل نحن فعلا مجتمع يسير نحو الديموقراطية؟”.

وخصصت تدوينة أخرى حيزا وافيا لقراءة حجم التعاطف والاقبال الجماهيري على مؤتمر العدالة والتنمية التاسع، لأنه تفاعل “يستحق التوقف والانتباه”، و”ليس لأن الأمر مفاجئ، بل بسبب حجمه”، ويضيف صاحب التدوينة أن حزب “العدالة والتنمية” كان “من البداية حزبا قويا، يمتلك حضورا جماهيريا وامتدادا شعبيا، لكنه عاش سقوطا مدويا في انتخابات 2021، حتى اعتقد كثيرون أنه قاب قوسين أو أدنى من الانقسام أو التحول إلى مجرد (رقم)، كما حدث مع أحزاب تاريخية كان لها زخم شعبي أكبر”.

وفي رأي المدون فإن “المؤتمر الأخير منح الحزب قوة متجددة قبل حتى بدئه ومعرفة مخرجاته”، مشيرا إلى أن “رفعه (الصينية) (عبارة تقال عن طلب التبرع) لعموم أعضائه والمتعاطفين معه لتمويل مؤتمره أعطته بعدا آخر”، وتساءل “كيف لحزب قاد الحكومة مرتين أن يكون حزبا فقيرا؟ وكيف يدفع أعضاؤه من جيبهم لإنجاح محطتهم التنظيمية؟”، وبالنسبة إليه فـ “هنا تكمن إحدى عناصر قوته: إنه قائم على مناضليه الحقيقيين، لا على أصحاب الشكارة (أصحاب المال) ولا على الباحثين عن تزكية أو الأعيان الذين يُستقدمون ويُستغنى عنهم حسب المصالح”.

ولا يترك أنصار “العدالة والتنمية” أي انتقاد يمر دون رد، بل هناك من يتعمد العنف اللفظي كما ورد في تدوينة للصحافي المغربي المقيم في فرنسا، محمد واموسي، الذي انتقد الحزب الإسلامي بسبب احتفائه براشد الغنوشي لأن هذا الأخير كان قد “دعا إلى تشطيب خريطة المغرب بتأسيس اتحاد المغرب العربي بدون المغرب”.

وقال واموسي في تدوينة على فيسبوك، إنه “في مؤتمر حزب (التجمع الوطني للأحرار) الأخير (حزب رئيس الحكومة)، انتقدنا كل تفاصيل ما حدث خاصة رقص بعض الوزراء بالتزامن مع مأساة طاطا، فكان الرد من أنصارهم هادئا”، وأيضا “مع حزب (الأصالة والمعاصرة)، نفس الشيء، انتقدنا تفاصيل مؤتمرهم العام بصغيرها وكبيرها وتقبلوا الأمر بشكل حضاري”.

أما اليوم، يستطرد واموسي، فـ”مع مؤتمر (العدالة والتنمية)، لم ننتقد لا بكاء أمينهم العام ولا تفاصيل حفلتهم، فقط أشرنا إلى تكريمهم شخصيات معادية للمغرب ووحدته الترابية، فانهالت علينا جحافلهم بالشتائم والتخوين واتهامات بالتمويل وكأننا سبينا مراجعهم”، وفي رأيه فإن “هؤلاء لا يرون أنفسهم حزباً سياسياً بل طائفة معصومة، أي كلمة نقد عندهم كفراً، وأي ملاحظة خيانة عظمى، يعيشون في عالم خاص، هم دائماً مظلومون، طاهرون، معصومون، وبقية المغاربة مجرد جهلة وخونة”. وختم بقوله “سننتقد ما نشاء، ومتى نشاء، ولمن يشاء، ومن اعتبر النقد طعناً أو خيانة، فمشكلته مع عقله لا معنا”.

اضغط على الرابط لمشاهدة الفیدیو

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب عبر موقع أفريقيا برس