المبعوث الأممي إلى الصحراء يلتقي وزير الخارجية المغربي في الرباط

11
المبعوث الأممي إلى الصحراء يلتقي وزير الخارجية المغربي في الرباط
المبعوث الأممي إلى الصحراء يلتقي وزير الخارجية المغربي في الرباط

أفريقيا برس – المغرب. قبل أن يعلن المغرب عن جوانب من نتائج الزيارة الأولى التي قام بها إلى مدينتي العيون والداخلة، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء ستيفان دي ميستورا، ذكرت وسائل إعلام محلية أنها تمكنت من الحصول على معلومات مفصلة في الموضوع، مؤكدة أن ردود الفعل الأولى التي توفرت لديها من مسؤولين محليين مغاربة تبدو إيجابية.

مصطفى بايتاس، الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية، أعلن في المؤتمر الصحافي الأسبوعي، أول أمس الخميس، أن وزير الخارجية سيدلي بـ”معطيات” و”توضيحات” في شأن زيارة المسؤول الأممي الجمعة أو السبت.

وعلمت “القدس العربي” من الخارجية المغربية أن ناصر بوريطة، أجرى، أمس الجمعة في الرباط، مباحثات مع المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء، ستيفان دي ميستورا، بحضور السفير الممثل الدائم للمملكة المغربية لدى الأمم المتحدة، عمر هلال.

وقال بيان للوزارة إن هذه الزيارة تندرج في إطار جولة في المنطقة من أجل إعادة إطلاق العملية السياسية للموائد المستديرة بمشاركة المغرب والجزائر وموريتانيا، و”البوليساريو”، وذلك طبقاً لقرارات مجلس الأمن الأممي، وخاصة القرار 2654 المصادق عليه في 27 تشرين الأول/أكتوبر 2022.

وأضاف البيان أن الوفد المغربي ذكّر بثوابت موقف المغرب، كما جدد التأكيد عليها العاهل محمد السادس، في خطابه بمناسبة الذكرى 47 للمسيرة الخضراء يوم 6 تشرين الثاني/ نوفمبر 2022، من أجل حل سياسي قائم بشكل حصري على المبادرة المغربية للحكم الذاتي في إطار السيادة الوطنية والوحدة الترابية للمملكة.

وكان ستيفان دي ميستورا قام قبل ذلك، بزيارة إلى العيون والداخلة، حيث أجرى سلسلة لقاءات مع المنتخبين والشيوخ والأعيان المحليين والفاعلين الاقتصاديين. كما أجرى لقاءات مع ممثلين عن المجتمع المدني والشباب والنساء.

وأطلع كافة هؤلاء الفاعلين المبعوث الشخصي على الازدهار الاقتصادي والاجتماعي، والدينامية السياسية والديمقراطية التي تشهدها هاتان الجهتان من الصحراء الغربية.

وقام المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء المغربية، أيضاً بزيارة للمشاريع الاستثمارية والبنيات التحتية ذات الطابع الاقتصادي والاجتماعي، ووقف على التقدم الذي تم إحرازه في تنفيذ النموذج التنموي الجديد في الأقاليم الجنوبية، الذي أطلقه ملك المغرب محمد السادس سنة 2015.

وكان ستيفان دي ميستورا، وصل مساء الإثنين الماضي إلى العيون، كجزء من جولته الإقليمية التي يقوم بها قبل تقديم الأمين العام تقريراً في الموضوع إلى مجلس الأمن في تشرين الأول/ أكتوبر. والتقى دي ميستورا عدداً من المنتخبين المحليين والسلطات المحلية وشيوخ القبائل الصحراوية.

وتضمن برنامج الزيارة أيضاً اللقاء مع صناع القرار الاقتصادي والمجتمع المدني في أقاليم الصحراء، بما في ذلك ثلاث جمعيات قريبة من جبهة “البوليساريو”.

وقالت صحيفة “هسبريس” الإلكترونية إنها حصلت على تفاصيل اللقاء المغلق الذي عقد في مدينة العيون بين دي ميستورا وممثلي المنطقة المنتخبين ورؤساء القبائل الصحراوية والممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة عمر هلال، حيث أشار دي ميستورا إلى الدينامية والتطورات الإيجابية الأخيرة التي شهدتها قضية الصحراء، وفقاً للمصدر نفسه. وسلط المبعوث الأممي أيضاً الضوء على اهتمام المجتمع الدولي المتزايد بالصراع، مستشهداً بالولايات المتحدة وإسبانيا وإسرائيل ودول أخرى.

كما أشار إلى الإشارات الإيجابية التي لمسها خلال زيارته للمناطق المعنية بالنزاع، مشيراً إلى أنه سيدرجها في التقرير الذي سيرفعه إلى مجلس الأمن وإلى الأمين العام للأمم المتحدة، تشرين الأول/أكتوبر المقبل.

وأكد رئيس بلدية العيون، حمدي ولد رشيد، أهمية دور المنتخبين المحليين والمخطط المغربي للحكم الذاتي، الذي يعتبره حلاً تقدمياً وذا مصداقية لوضع حد للنزاع حول الصحراء.

ودعا المبعوثَ الأممي إلى أن ينقل إرادة سكان هذه المناطق وهم الأكثرية لتنفيذ المخطط المذكور، ويعرضها أمام أعضاء مجلس الأمن، مؤكداً أنه “ليس من المعقول أن تفرض أقلية توجهات سياسية غير منطقية على أغلبية تؤيد وترحب باقتراح الحكم الذاتي في المنطقة”.

وأكد رئيس جهة (إقليم) العيون، أن الاهتمام الذي يوليه الملك محمد السادس لهذه المناطق “أحدث تنمية حقيقية في المنطقة أفرزت مشاريع تنموية مهمة صممها ونفذها الصحراويون، وهو أمر لا يمكن إنكاره”، وفق ما نقلت “هسبريس”.

ودعا دي ميستورا إلى القيام بجولة ميدانية للاطلاع على المشاريع المنجزة وتلك التي في طور التنفيذ “من أجل التحقق شخصياً من التطور الذي نتحدث عنه دائماً”، وفق قوله.

وعرضت حسناء الإدريسي، المتحدثة باسم زعماء القبائل الصحراوية، أمام المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، تاريخ إنشاء مؤسسة زعماء القبائل الصحراوية في زمن الاستعمار الإسباني إلى غاية تنصيبها من قبل العاهل المغربي الراحل الحسن الثاني بعد استرداد المناطق الجنوبية من قبل المملكة.

وجدّد زعماء القبائل ترحيبهم بمقترح الحكم الذاتي، الذي اعتبروه حلاً واقعياً وذا مصداقية يضمن العيش المشترك للجميع في إطار سيادة المغرب على كامل أراضيه.

ووفق صحيفة “كود” الإلكترونية، فقد التقى دي ميستورا، فاعلين وممثلين عن منظمات غير حكومية ناشطة في مجال حقوق الإنسان، حيث كشفوا حقيقة الوضع الحقوقي والنهضة التي يشهدها المجال ـ وفق قولهم ـ من خلال تحقيق جملة من المكتسبات التي انعكست على كرامة الإنسان وعيشه الكريم وحريته في المنطقة. وطلبوا من المبعوث الأممي بذل الجهود الممكنة في سبيل إنهاء نزاع الصحراء وعودة سكان مخيمات تيندوف إلى “الحاضنة الأم” المملكة المغربية.

وقال موقع “ميديا 24” إن دي ميستورا تحدث أيضاً إلى أعضاء “اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان” في العيون، حيث عرضوا أمامه صلاحيات الأخير في مجال حماية حقوق الإنسان، وذلك على مستوى المجالات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والبيئية.

وأضاف المصدر أن المسؤول الأممي أعرب عن ارتياحه لوتيرة الأنشطة التي تقوم بها اللجنة الجهوية، خاصة في مجال الحقوق الثقافية، لاسيما الثقافة الحسانية، تفعيلاً لدستور 2011 الذي يعترف بالتنوع الثقافي في المغرب والثقافة الحسانية جزءاً لا يتجزأ من الهوية المغربية.

ونقل الموقع المذكور عن مصدر حقوقي محلي قوله: “لقد طرح علينا دي ميستورا سؤالاً حول العلاقات التي نقيمها مع المنظمات الدولية الناشطة في مجال حقوق الإنسان. وأوضحنا له أنهم يزورون باستمرار المغرب الذي يعد من بين الدول المهتمة بالآليات الدولية لحقوق الإنسان”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب اليوم عبر موقع أفريقيا برس