انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، منذ يوم الجمعة الماضي، مجموعة من الرسائل والتسجيلات الصوتية وكذا الفيديوهات، تزامنا مع انتشار فيروس كورونا المستجد كوفيد 19. منهما ما يدعوا المغاربة إلى “إغلاق النوافذ، وعدم ترك أطفالك بالخارج ولا حتى غسيلك في الاسطح، لأن طائرة هليكوبتر ستحلق فوق مجموعة من المدن المغربية من أجل رشها بمواد كيميائية لقتل الفيروس”، وهو ما دفع مجلس مدينة الدار البيضاء إلى إصدار بلاغ تكذيب.
وقل المجلس في بلاغه إن كل “ما تم الترويج له من خلال التسجيل المشار إليه لا أساس له من الصحة، فإننا ننبه المواطنات والمواطنين لعدم الترويج للشائعات، ونذكر بأن مواقف وقرارات جماعة الدار البيضاء يعبر عنها المسؤولون عن هذه الجماعة في إطار تواصلهم مع الرأي العام من خلال البيانات والتصريحات الصحافية. داعيا المواطنين إلى التزام الإجراءات الاحترازية والوقائية التي تتضمنها الوصلات التحسيسية لوزارة الصحة عبر وسائل الإعلام الرسمية”.
وفي نفس الأسبوع، أوقفت السلطات الأمنية بمدينة سوق الأربعاء الغرب، بائعا متجولا يبلغ من العمر 32 سنة، بسبب تورطه في نشر أخبار زائفة بواسطة مكبر للصوت في أحد أحياء المدينة، يزعم فيها انتشار وباء كورنا المستجد، ويحرض فيها المواطنين على عدم إرسال أبنائهم لمؤسساتهم التعليمية. ودعت مديرية الامن الوطني رواد مواقع التواصل الاجتماعي، إلى عدم مشاركة المحتويات التي لم يتم التحقق منها.
ولم يقف الامر هنا فحسب، بل تم الترويج لخبر مزيف آخر، يتحدث عن تواجد “عصابات تطرق أبواب المغاربة، وتدعي أنهم أطباء وممرضون تم إرسالهم من طرف وزارة الصحة، لكن هم في الأصل لصوص، يقتحمون البيوت” إلا أن مديرية الامن الوطني نفت عبر صفحتها الرسمية بموقع فيسبوك صحة الخبر.
كما أدى انتشار الفيروس إلى انتشار مجموعة من المنشورات و “النصائح” الصحية “غير النافعة” التي يمكن اتباعها من أجل تفادي الإصابة. بعضها ينصح بتناول المشروبات الساخنة، وبعضها ينصح بالتعرض للشمس وشرب الماء كل 15 دقيقة لتجنب العدوى. مع أنه لم تثبت أي دراسة أن أشعة الشمس والمشروبات الساخنة يمكنها أن تحمي من هذا الفيروس الجديد.
استمر انتشار الأنباء المزيفة عن الفيروس حتى بعد سلسلة من المؤتمرات الصحفية التي عقدتها السلطات الصحية لإطلاع المغاربة على الوضع الحالي. فقد نفى وزير الصحة خالد أيت طالب ، خلال عطلة نهاية الأسبوع ، نفيا قاطعا وجود “تفشي وبائي”، قائلا إن الوضع “تحت السيطرة”.
وأكد الوزير أن “الحالات المؤكدة المسجلة في المغرب هي تلك التي جاءت من الخارج ولا يوجد تفشي في أي مكان” مشيرا إلى أن ” الحالة الصحية للحالات المؤكدة ليست مقلقة وتتحسن باستمرار”.
وعبر وزير الصحة عن استيائه من انتشار الأنباء المزيفة التي تهدف، حسب قوله، إلى عرقلة الجهود المبذولة لوقف انتشار الفيروس بالمملكة.