
أفريقيا برس – المغرب. احتدم الجدل بين المدونين المغاربة على خلفية تدوينة كتبها عزيز غالي، رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، حول مباراة المنتخب المغربي ونظيره الجنوب إفريقي برسم منافسات كأس إفريقيا للأمم، جاء فيها: «يوم الثلاثاء مقابلة بين التطبيع والمقاومة، أي موقع تختار».
ورغم كونه قام بحذف التدوينة بعد ردود الفعل الغاضبة، فإن مدوّنين نددوا بهذه المقارنة التي اعتبروا أنها تخلط بين السياسة والرياضة، وتتضمن «تحريضاً» ضد المنتخب ولاعبيه، وأشاروا إلى أن «أسود الأطلس» لم يتأخروا في مساندة القضية الفلسطينية في كل مناسبة، ورفعوا العلم الفلسطيني حتى في «مونديال» قطر.
ردود الفعل جعلت القيادي الحقوقي المذكور يكتب تدوينة جديدة، اعتبر فيها أن ما وصفه بالهجوم «لا يستهدفه لكنه هجوم على جنوب إفريقيا لموقفها المشرف لكل الأحرار في العالم، من أجل شيطنة هذه الدولة التي استطاعت أن تحصل على قرار من محكمة العدل الدولية، لأن مجرد قبول النظر في الدعوة هو انتصار للقضية الفلسطينية وإقرار بحرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني».
وتحدث عن منتقديه قائلاً: «لكن لن يستطيعوا لا إسكاتي ولا النيل من أبناء مانديلا، السير وحدك في الطريق لا يعني أنك على خطأ».
وكان وفد من الجمعية المغربية لحقوق الإنسان زار مقر سفارة جنوب إفريقيا في الرباط، دعماً لموقف هذه الدولة ضد الكيان الصهيوني المجرم. ووجهت الجمعية التحية لأبناء نيلسون مانديلا صاحب القولة الشهيرة: «إن استقلال جنوب إفريقيا سيبقى ناقصاً مادامت فلسطين مستعمرة».
وكتب الصحافي محمد نجيب كومينة، تدوينة وجه فيها انتقادات لاذعة للناشط الحقوقي المذكور، ومما جاء فيها: «هل خيّر عزيز غالي، القيادي في حزب النهج ورئيس الجمعية المغربية لحقوق الانسان، المغاربة بين تشجيع فريقهم الوطني المغربي، الذي وضعه في خانة التطبيع، وتشجيع الفريق الوطني لجنوب إفريقيا، الذي وضعه في خانة المقاومة؟».
وتابع: «إذا كان قد اقترف التدوينة المنتشرة التي تدعو الشعب المغربي لتشجيع المنتخب الجنوب إفريقي ضد منتخبه الوطني، باستغلال فلسطين والإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني من طرف الصهاينة المحتلين استغلالاً بشعاً ومسيئاً لموقف الشعب المغربي بمن فيه لاعبو المنتخب الوطني المتضامن دائماً مع الشعب الفلسطيني والذي يعتبر القضية الفلسطينية قضية وطنية لا تقل أهمية عنده عن قضية وحدته الترابية وسيادته الوطنية، إذا كان قد اقترفها، فإن الرجل بلغ درجة من الجنون تجعله يرفض الانتماء الى الشعب المغربي الذي يستفيد من أمواله كصيدلاني أو كمسؤول في جمعية مغربية ويشعر بعار هذا الانتماء حد مساندة كل من يعادي المغرب والمغاربة بوقاحة، وبين الوقاحة والشجاعة صدع غير قابل للرأب والانخراط في أجنداته، وفي هذه الحالة وجب عرضه على طبيب مختص في مرض الفصام (سكيزوفرينيا) وباقي الأمراض العقلية بدل تركه يروج بين الناس ويهرف بما لا يعرف، كي لا يشتد عليه الحال ويتصرف تصرفاً أسوأ».
وأقحم صاحب التدوينة الجزائر في موقف رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، حيث واصل تدوينته بالآتي: «شخصياً، لا أميل لحد الآن، إلى اتهام غالي أو غيره ممن يسيرون في نفس سبيله بالانخراط الواعي في تنفيذ أجندة النظام الجزائري المعادية للمغرب والمغاربة وللجزائر والجزائريين، أو المخطط، لأنني لا أتوفر على معطيات يمكنني أن أثبت بها ذلك، وأربأ بنفسي دائماً عن اتخاذ مواقف بدون معطيات ودلائل، لكن صدور مثل دعوة غالي الحمقاء الخرقاء إلى تشجيع المنتخب الجنوب إفريقي ضد المنتخب الوطني، بعد أن سبق له الطعن في انتخاب المغرب لرئاسة مجلس حقوق الإنسان مدافعاً عن جنوب إفريقيا، التي دفع بها النظام الجزائري للترشح ضد المغرب وموّل حملتها، تثير أكثر من علامة استفهام كبيرة، خصوصاً أنها تأتي بعد إقصاء المنتخب الجزائري من دور المجموعات الذي تم تسييسه بدل تركه في حدود الكرة التي تدور ولا يمكن الرهان عليها لتثبيت نظام أو حمايته من التفكك أو التحلل، لأن النتائج الكروية تنسى بسرعة».
وانتقل صاحب التدوينة إلى نقطة افتراضية أخرى، حيث كتب: «من بين علامات الاستفهام تلك، وأقلها أهمية، هل يريد غالي أن يولد رد فعل من الدولة باعتقاله أو من الشارع بالاعتداء عليه كي يقوم وأصحابه بحملة ضد المغرب، رئيس مجلس حقوق الإنسان حالياً؟ هذا احتمال، لأن الرئيس الحالي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان من النوع الذي يرغب في أن يعتقل هو وغيره، وأن يتغلب منطق القمع ومصادرة الحريات والتعدي على الحقوق كي يرى الواقع مطابقاً لقوالبه الجاهزة، ويستمر في تلويك شعارات قديمة لا علاقة لها بمشاكل الحريات العامة وحقوق الإنسان ببلادنا اليوم».
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب اليوم عبر موقع أفريقيا برس