أفريقيا برس – المغرب. سعى سفير روسيا في المغرب، فاليران شوفايف، إلى تقديم مبررات للحرب التي تخوضها بلاده ضد أوكرانيا؛ محملا جانبا من المسؤولية للبلدان الغربية العظمى، وجانبا آخر لسلطات كييف نفسها.
ونشر الاثنين رسالة في الموقع الإلكتروني للسفارة، خاطب فيها مواطني بلده والمواطنين الأوكرانيين المقيمين في المغرب وكذلك “الأصدقاء المغاربة الذين يحافظون على علاقات ودية مع روسيا وأوكرانيا”، وفق تعبيره.
اعتبر الدبلوماسي الروسي أن التدخل الروسي في أوكرانيا كان حلا صعبا بالنسبة لـ”دولة شقيقة”، كما استحضر “الحرب الإعلامية” التي تشن في الغرب على بلاده بارتباط مع الأزمة الأوكرانية. ويتابع تبريراته: “إنني ألاحظ بأسف شديد أن النظام الذي جرى تنصيبه في كييف يسير على خطى مانحيه الغربيين الذين أعدوا له أحد الأدوار الرئيسية في سياسة الردع الروسية الشهيرة”.
ولاحظ أنه “ليس من قبيل المصادفة أن شركاءنا الغربيين والقادة في كييف الذين يسيرون على هديهم، شنوا حربًا إعلامية حقيقية على وجه التحديد حول الوضع في أوكرانيا، متهمين روسيا بكل الخطايا المميتة”، حسب قوله.
ويقدم الدبلوماسي روسيا على أنها حاملة مشعل السلام، خصوصا وأنها دعت إلى تنفيذ اتفاقات مينسك التي وافق عليها قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في عام 2014 بعد انتفاضة “ميدان” التي أطاحت بفيكتور يانوكوفيتش رئيس أوكرانيا السابق الذي عرف بكونه مقربا من روسيا. ويشير فاليريان شوفايف أيضًا إلى أن روسيا اقترحت على الولايات المتحدة “عدم توسيع الناتو” من أجل “ضمان أمن أوروبا”.
وقال إنه منذ الانقلاب العسكري في كييف عام 2014 الذي حظي بدعم الغرب، بذلت روسيا كل ما في وسعها لتسوية الوضع في أوكرانيا بالوسائل السياسية. حتى الدقائق الأخيرة، دافعنا عن تنفيذ اتفاقيات “مينسك” التي تمت الموافقة عليها بقرار من مجلس الأمن الدولي.
ويستطرد في رسالته قائلا “بالإضافة إلى ذلك، اقترحت روسيا في كانون الأول/ ديسمبر 2021 مرة أخرى الاتفاق مع الولايات المتحدة وحلفائها على مبادئ ضمان الأمن في أوروبا وعدم توسيع الناتو. كان كل شيء عبثا؛ فقد كان من المقرر إجراء المفاوضات مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين في 24 شباط/ فبراير، ولكن قبل هذا التاريخ بيوم واحد، تلقينا رفضه المفصل. وبتزامن مع ذلك، ألمحت السلطات في كييف إلى مراجعة محتملة لوضع أوكرانيا كدولة غير نووية. لذلك لم تكن روسيا هي التي أغلقت باب المفاوضات لتفادي ما يحدث الآن”.
ثم يقارن السفير شوفايف بين التدخل الروسي والحرب في منطقة دونباس، وفي تقديره فإن “القوات الروسية لا تضرب المدن والبلدات الأوكرانية”، خلافا لما تفعل “الكتائب القومية الأوكرانية” التي يطلق عليها “النازيون الجدد”، من خلال مواصلة قصف المناطق السكنية في دونباس، وقتل المدنيين وتدمير البنية التحتية المدنية، مما أدى إلى أكثر من مائة ألف لاجئ في روسيا، بحسب المتحدث نفسه.
وفي محاولة لتقديم ذرائع للحرب الروسية على أوكرانيا، عرض الدبلوماسي شوفايف روابط بوثائق قُدمت كدليل على الانتهاكات المزعومة والجرائم والانتهاكات التي قيل إن كييف ارتكبتها في منطقة “دونباس”، فضلا عن رفضها لاتفاقية مينسك واستلامها أسلحة من الدول الغربية.
وختم السفير الروسي رسالته بالقول “نأمل أن يسود النهج السليم لدى السلطات الأوكرانية، وأن يتم إيجاد حل سياسي للأزمة الحالية. وتجد آمالنا مسوغاتها في المفاوضات التي بدأت بين روسيا وأوكرانيا بمساعدة أصدقائنا البيلاروسيين”.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب اليوم عبر موقع أفريقيا برس