أفريقيا برس – المغرب. ستقرر صناديق الاقتراع يوم 8 ستنبر بين المحترفين والمبتدئين في السياسة. في دائرة فاس الجنوبية، هناك ثلاثة أحزاب لها حظوظ وافرة إلى حد كبير، في حين أن الصراع على المقعد البرلماني الأخير سيحتدم بين عدة أحزاب. ولكن لا يمكن استبعاد المفاجآت أيضا. وفيما يلي لمحة عن المرشحين.
دائرة فاس-الجنوبية: هذا مثال على دائرة انتخابية من المحتمل جدا أن يخسر فيها حزب العدالة والتنمية مقعدا. منذ عام 2011، اعتاد الحزب ذي المرجعية الإسلامية على الفوز بمقعدين برلمانيين فيها من أصل أربعة. فسيكتفي فقط خلال هذه الانتخابات التشريعية ليوم 8 شتنبر على مقعد برلماني واحد. سنقدم فيما يلي عملية حسابية.
القاسم الانتخابي والنتائج خلال انتخابات عام 2016، تم فرز حوالي 75414 صوتا صحيحا في هذه الدائرة. فاز إدريس الأزمي الإدريسي بنحو 41 ألفا، وهي الأصوات التي مكنت لائحة حزب العدالة والتنمية من الحصول على مقعد ثان، وكان من نصيب محمد الحارثي.
قد يكون الأمر أكثر تعقيدا هذه المرة، لأن القاسم الانتخابي سيتم احتسابه على أساس المسجلين في اللوائح الانتخابية. وكان عدد المسجلين في عام 2016 يقارب 190.000 (على أساس نسبة المشاركة المسجلة 39 ٪). ويضاف إلى ذلك التسجيلات الجديدة التي تمت خلال هذه الولاية التشريعية، والتي عرفت ارتفاعا على المستوى الوطني.
وبالانطلاق من كون القاسم الانتخابي سيكون حوالي 50000 صوتا (ما يقرب من 200000 مسجل بالنسبة للمقاعد الاربعة المتنافس عليها)، فإنه من المرجح جدا ألا يتمكن أي من الأحزاب المتنافسة من الوصول إلى هذا القاسم من أجل الحصول على مقعد ثانٍ بأكبر بقية. وبالتالي، فإن ترتيب الأحزاب سيحدد الفائزين الأربعة، بغض النظر عن الاختلاف بين النتائج التي سيحققونها.
هؤلاء هم المحظوظون بالاستناد إلى الترتيب في الانتخابات التشريعية الأخيرة، فإن من المحتمل جدا أن تحصل لائحة إدريس الأزمي على المرتبة الأولى هذه المرة. فالوزير المنتدب السابق للميزانية كان نائبا برلمانيا عن العاصمة العلمية، وباعتباره رئيس الفريق النيابي لحزب العدالة والتنمية، فإنه سيحصل على الدعم الضروري للألة الانتخابية لحزب العدالة والتنمية.
يسعى نائبان سابقان آخران إلى الحصول على مقعد في هذه الدائرة. يتعلق الأمر برشيد الفائق الذي جاء في المركز الثاني في عام 2016 بنسبة 11 ٪ من الأصوات المعبر عنها. بل إن رئيس الجماعة القروية، أولاد الطيب، يمكن أن يحسن نتيجته هذه المرة بالنظر إلى الحملة الانتخابية وتعبئة حزبه السياسي، التجمع الوطني للأحرار.
أما بالنسبة لحزب الاستقلال، فيحتفظ علال العمراوي هو الآخر بحظوظ وافرة في إعادة انتخابه كنائب برلماني عن فاس الجنوبية. علال العمراوي الذي كان المقربين جدا من حميد شباط، قد يواجه مع ذلك حملة مضادة من هذا الأخير، الذي ترشح لمنصب عمدة فاس باسم حزب سياسي آخر. كما أن حزب الاستقلال يبدو أنه يفقد قوته في المعقل التاريخي لحزب علال الفاسي. خاصة وأن المنافسة ستكون شرسة في المعركة الانتخابية لسنة 2021.
لكن حذار من المنافسين! أحد أخطر المنافسين هو عزيز اللبار، صاحب فندق معروف في المدينة. هذا الأخير معتاد على الحملات الانتخابية التي كان يقوم بها في دائرة فاس الشمالية. بعد ولايتين، يرشح نفسه للمرة الثالثة للظفر بمقعد في هذه الدائرة، حيث من المحتمل أن يحتل المركز الثالث أو الرابع إذا تمكن من الحفاظ على، أو حتى تحسين، مجموع الأصوات التي حصل عليها حزب الأصالة والمعاصرة البالغ 6231 صوتا في عام 2016.
لا ينبغي التقليل أيضا من شأن المرشحين من الأحزاب الأخرى الذين يمكن أن يخلقوا المفاجأة. قد يكرر الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الإنجاز الذي حققه أحمد رضا الشامي في عام 2011، وأن يجعل الناس ينسون النكسات التي تعرض لها خلال الانتخابات التشريعية الأخيرة. خاصة وأن هذا الحزب اليساري يقدم وجها جديدا في شخص عبد القادر البوصيري.
أخيرا، يمكن لرئيس هيئة المحامين السابق عبد الرحيم عبابو، الذي يمثل فيدرالية اليسار الديمقراطي أن ينافس في هذه الدائرة. بشرط تحقيق أداء أفضل بكثير من الأصوات التي تم الحصول عليها في عام 2016 والبالغ عددها 3400. ويمكن أن تأتي المفاجأة أيضا من الوجه الجديد الذي قدمته الحركة الشعبية، فيصل إبراكين، أو النائبة المنتهية ولايتها عن حزب التقدم والاشتراكية، فاطمة الزهراء برصات التي تم انتخابها ضمن لائحة الشباب. لا شيء محسوم مسبقا، لأن صناديق الاقتراع هي التي ستكشف سرها فقط بعد الفرز.