أفريقيا برس – المغرب. مثل دائرة المحيط في الرباط، تعد دائرة أنفا في الدار البيضاء من أكثر الدوائر المرغوبة فيها في المغرب خلال الانتخابات التشريعية لثامن شتنبر. ويتطلع الإسلاميون إلى الفوز بها مرة أخرى، لكن هناك منافسين بارزين ستكون لهم بدون شك كلمتهم.
إن الانتخاب من دائرة أنفا في الدار البيضاء هو مهم بالنسبة لجميع الأحزاب السياسية التي تسعى إلى أن يكون لها وزن في أكبر مدينة في المملكة. هل ستنهي الانتخابات الحالية هيمنة الإسلاميين على هذه الدائرة التي يسيطرون عليها منذ ما يقرب من عقد من الزمن؟ حيكر؟ شكرا، هذا يكفي!
منذ الربيع العربي في 2011، كان عبد الصمد حيكر من حزب العدالة والتنمية أحد الأوراق الرابحة للإسلاميين في الدار البيضاء إلى جانب عمدة المدينة المنتهية ولايته، عبد العزيز العماري. “الأخ” عبد الصمد حيكر، الذي درس العلوم السياسية (هذا ما كتبه في سيرته الذاتية) يترشح لولاية ثالثة في الانتخابات التشريعية في أنفا. بل إنه يأمل في تحقيق نتيجة مشابهة لنتيجة أكتوبر 2016، أي الفوز بمقعدين من المقاعد الأربعة في هذه الدائرة (بإجمالي 45.9 ٪ من الأصوات). عبد الصمد حيكر، بالإضافة إلى كونه كان نائبا برلمان، شغل أيضا منصب رئيس مقاطعة المعاريف. وعلق مناضل جمعوي في مدينة الدار البيضاء قائلا: “عقوبة مزدوجة بالنسبة للدار البيضاء والتي يجب أن تنتهي”.
الناصري، بين الوداد والبرلمان، حان وقت الاختيار لقد فهمتم أننا لا نتحدث عن الممثل الكوميدي سعيد الناصري، ولكن عن رئيس الوداد. نحن نتحدى من يقدم لنا أي سؤال طرحه في البرلمان خلال ولايتين. أو حتى مقترح قانون… ولكن ها نحن نبالغ! بعد ولاية أولى مثل فيها مدينة زاكورة، معقل أجداده، انتخب سعيد الناصري في أنفا باسم حزب الأصالة والمعاصرة، وينوي مرة أخرى الفوز بولاية أخرى. حان الوقت الآن لكي يعود إلى غرفة الملابس، أو على الأقل إلى كرسي الاحتياط، ليرى الأمور بشكل أفضل، وقبل كل شيء أن يتعلم. من يدري؟ ربما في يوم من الأيام سيتمكن أخيرا من اللعب مع الكبار…
فيدرالية اليسار-الاشتراكي الموحد، صراع الرفاق الأعداء أنفا هي أيضا الدائرة الانتخابية التي ستبرز فيها الانقسامات بين اليساريين. مصطفى الشناوي، المرشح باسم فيدرالية اليسار الديمقراطي، يسعى للاحتفاظ بمقعده في البرلمان عن نفس الدائرة الانتخابية. لكن قواعد اللعبة تغيرت منذ أن قرر الحزب الاشتراكي الموحد (الذي ترأسه نبيلة منيب والذي كان ذات يوم عضوا مؤسسا لفيدرالية اليسار الديمقراطي) أن يشارك في الانتخابات بمفرده. قدم اليسار الاشتراكي الموحد الشاب الودودعبد الله أباعقيل. ولكن لا الشباب ولا الود لا يعتد بهما أبدا في مشهد سياسي غير واضح.
وماذا لو تم منح الفرصة لمحمد شباك، مرشح الأحرار؟ سكان أنفا الذين يترأس مقاطعتهم منذ عقد من الزمان يلقبونه بالحاد شباك، وهم يقدرونه كثيرا. يقدم هذا المناضل بحزب التجمع الوطني للأحرار، القريب من ناخبيه، مثالا على مستوى أنفا لما يمكن أن تكون عليه إدارة رقمية. وجدد حزب التجمع الوطني للأحرار، رغم هزيمته في 2016، ثقته فيه. يقول الأصدقاء والمنافسون في هذه الدائرة على حد سواء إن وقت هذا الخمسيني قد حان. إبراهيم الراشدي، المُوَفِّق
محامي مشهور وقيادي في الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية لفترة طويلة، الراشدي ينسى مؤقتا المحاماة (محامي بالدار البيضاء وباريس) ليتذكر الزمن الجميل للدار البيضاء والبيضاويين. كان في خصومة مع قيادة حزبه، ولكنه كان مهندس المصالحة بين “المركز” واتحاديي العاصمة الاقتصادية. الراشدي لا يريد الدفاع فقط عن “قضية” إحدى مقاطعات الدار البيضاء، وإنما ينوي الترافع، كمحامي متمرس، عن “قضية” المغاربة. بما في ذلك عندما يتعلق الأمر، بالنسبة للبعض، بـ”قضايا” معقدة أو خاسرة مسبقا. في مواجهة الأعيان وغيرهم ممن لا يحملون شهادات، يصبح هذا الرجل ضروريا. إنه حقًا قادر على التحدث بكل أريحية مع رئيس البرلمان وأن يضع عضوا في الحكومة عند حده… كل ذلك دون أن تظهر عليها علامات الغضب. هذه هي مزايا إبراهيم الراشدي.
عائشة، يجب أيضا الاستماع إليها محامية أخرى بهيئة المحامين تدخل هي ايضا في سباق أنفا الانتخابي. عائشة لبلق، المرشحة باسم التقدم والاشتراكية، هي واحدة من المرشحات النساء القلائل. إن هذه القيادة في الحزب الشيوعي سابقا لا تكل ولا تمل، على الرغم من خيبات الأمل العديدة في الماضي. تشكل هذه اليسارية والمدافعة الشرسة عن البيئة مع إبراهيم الراشدي ثنائيا قادرا عن الدفاع عن قضية البيضاويين في البرلمان المقبل.