
أفريقيا برس – المغرب. قال عبد الحفيظ ولعلو، نائب رئيس الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني، في تصريح صحافي لـ «القدس العربي»، إن إسرائيل التي تتنكر لقرارات الشرعية الدولية، وقامت بزرع المئات من المستوطنات بصفة غير قانونية فوق الأراضي الفلسطينية المحتلة، تؤكد على أنها لا تؤمن بالسلام، بل بسياسة فرض الأمر الواقع بالقوة وبالقمع الوحشي بعد أن دمرت اتفاقية أوسلو التي وقعتها مع منظمة التحرير الفلسطينية سنة 1993، وبذلك دمرت حل الدولتين برفضها الحل السياسي للنزاع الإسرائيلي-الفلسطيني لإنهاء الاحتلال كما طرحته المبادرة العربية، الأرض مقابل السلام بالقمة العربية ببيروت.
وأبرز المتحدث أن «الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني تعبّر عن الإجماع الوطني وعن التضامن الشعبي المغربي الفعلي مع الشعب الفلسطيني الصامد»، و»تذكر بالمناسبة بمواقفها المبدئية المعلنة منذ تأسيسها سنة 1968 بمناهضتها للصهيونية، في انسجام تام مع كافة القوى الحية السياسية والنقابية والجمعوية للشعب المغربي والذي يعتبر القضية الفلسطينية قضية وطنية تحتل نفس الأولوية كقضية الوحدة الترابية.»
وأضاف ولعلو متحدثاً لـ «القدس العربي» أنه بسبب تعنت إسرائيل ورفضها للسلم الدائم والحل العادل للقضية الفلسطينية، بل بمواصلة سياستها العدوانية ببناء المستوطنات وتسليح المستوطنين، واحتلال المسجد الأقصى من قبل المتطرفين، وقمع المقاومة الشعبية المشروعة التي من حقها الدفاع عن النفس حسب القانون الدولي، فإنه من اللازم حالياً استخلاص الدروس من العلاقات الدبلوماسية بين بعض الدول العربية وإسرائيل.
وأدانت «الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني»، بشدة «العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة»، معبرة «عن تضامن الشعب المغربي مع الشعب الفلسطيني»، في ظل «التطورات الخطيرة التي تعرفها القضية الفلسطينية بعد ما قامت به المقاومة الشعبية من عمليات عسكرية غير مسبوقة داخل بعض المستوطنات اللاقانونية».
ووصفت في بيان تلقت «القدس العربي» نسخة منه، ما تقوم به «إسرائيل المحتلة للأراضي الفلسطينية منذ 1948»، بـ «الانتقام الجماعي في قطاع غزة المحاصرة منذ أكثر من 17 سنة باقترافها جرائم وحشيه واعتداءات عسكرية على المدنيين العزل، وبقصفها الجوي للأحياء الآهلة بالسكان، وبتدميرها المدارس والمساجد وهدم المباني، حيث خلفت لحد الآن مئات الشهداء من أطفال ونساء وشيوخ وآلاف الجرحى».
و»أمام هذا العدوان الصهيوني على غزة المحاصرة وعلى الضفة بهدف القضاء على المقاومة الشعبية»، عبرت الجمعية عن «تنديدها الشديد بهذا العدوان الوحشي للحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة، والذي يستهدف بصفة خاصة ساكنة غزة المحاصرة»، وهو «ما ينذر بحرب إبادة جماعية وفصل عنصري لم يسبق له مثيل».
وأضاف البيان أن «الحكومة الإسرائيلية سمحت بتشكيل منظمات يهودية إرهابية عنصرية تمارس الإرهاب ضد أبناء الشعب الفلسطيني، حيث وفرت لها الحماية عند اقتحامها اليومي للمسجد الأقصى في القدس الشريف، وباستفزاز مشاعر الأمة العربية والإسلامية، أمام صمت المنتظم الدولي وهيئة الأمم المتحدة».
وأشارت إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، نتنياهو، صرّح ومنذ سنوات بإرادته في القضاء على القضية الفلسطينية عبر التطبيع مع بعض الدول العربية، من أجل إنقاذ نفسه من المحاكمات والمتابعة القضائية، وكذلك عبر ضمّه الأراضي الفلسطينية بالقوة واغتيال المقاومين يومياً واعتقال المئات من الشباب وبعض القياديين الفلسطينيين، ما يدل على أننا أمام نظام أبارتيد عنصري كما تقره العديد من التقارير للعديد من المنظمات الحقوقية الدولية؛ وفق ما جاء في بيان الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني.
وذكّرت «بمطالب القيادة الفلسطينية أمام العالم وفي كل المحافل الدولية بإنزال العقوبات على إسرائيل لعدم التزامها بتنفيذ جميع القرارات الأممية ومنها قرار رقم 181 لإنهاء الاحتلال والقرار رقم 94 المتعلق بحق العودة للاجئين الفلسطينيين المهجرين بالقوة من أراضيهم منذ 1948.
وتابعت أنه «أمام هذا الوضع الخطير في فلسطين المحتلة والذي يهدد الأمن والسلام والاستقرار في منطقة الشرق الاوسط بكاملها، تلاحظ الجمعية ومعها الرأي العام الوطني والعربي أن مواقف بعض الدول العربية التي راهنت على إمكانية إحياء مسلسل المفاوضات المباشرة والجادة لوضع أسس الحل السياسي لهذا النزاع الفلسطيني الإسرائيلي بضغطها على المنتظم الدولي والحكومة الإسرائيلية لإنهاء الاحتلال، لم تسفر مع الأسف تلك المساعي الدبلوماسية عن النتائج المنتظرة».
وثمنت الجمعية في بيانها «الدور الذي تقوم به رئاسة لجنة القدس ووكالة بيت مال القدس الشريف لحماية المقدسات وتعزيز صمود المقدسيين المرابطين»، مؤكدة دعمها «للشعب الفلسطيني الأبي وخاصة في هذه الظروف الصعبة، ومقاومته ضد الاحتلال».
ووجهت «نداء إلى الدول العربية في اجتماعها الطارئ بطلب من المملكة المغربية والقيادة الفلسطينية»، من أجل «اتخاذ قرارات سياسية جريئة ومبادرات دبلوماسية نحو المنتظم الدولي للضغط على إسرائيل لإيقاف عدوانها الوحشي على قطاع غزة والضفة الغربية، والمطالبة بضمان حماية الشعب الفلسطيني ومقدراته، وتأمين الحاجيات الضرورية للساكنة للعيش من غذاء وأدوية ووقود.
كما وجهت نداء للقوى الوطنية ومكونات المجتمع المدني من منظمات حقوقية ونسائية وشبابية للرفع من مستوى التضامن الشعبي حتى تمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة وعلى رأسها قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وحق العودة لكافة اللاجئين وإطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين والعرب القابعين في سجون الاحتلال.
والجدير بالذكر أن الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني تعتبر من بين أقدم الجمعيات الداعمة للقضية الفلسطينية وتتشكل من ممثلي أحزاب سياسية ونقابات عمالية وجمعيات المجتمع المدني، وتكون حاضرة في كل محطات مناصرة القضية الفلسطينية التي اعتبرت منذ زمن قضية أولوية بالنسبة للمغرب.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب اليوم عبر موقع أفريقيا برس