بالصور: كيف (ولماذا) يحمي الجيش المغربي الحدود الشرقية مع الجزائر؟

30

لم ينتظر المغرب التحذيرات الغربية ضد مخاطر زعزعة الاستقرار في المنطقة، كما يدل على ذلك الوضع الكارثي في ليبيا وشمال مالي وبلدان أخرى وكذا في الجزائر الذي يتقاسم مع المغرب حدودا تصل إلى حوالي 1941 كيلومتر.

فقد أرسلت إشارات عديدة إلى الجار الشرقي والذي أصبحت حدوده الكبيرة قابلة للاختراق من قبل الجماعات والعناصر الإرهابية، مرة بمباركة أجهزة الاستخبارات الجزائرية وتواطؤها ومرة أخرى بتعاون مع جبهة البوليساريو الانفصالية، بل إن عناصر مسلحة من هذه الجبهة التحقوا بالجماعات الإرهابية مثل تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وداعش، وهي الجماعات التي اتخذت منطقة الساحل والصحراء قاعدة للقيام بعملياتها الإجرامية.

وفي هذا السياق الخطير تأتي نسخة 2019 لمناورات “أريوناليس” (Orientalex) ما بين 12 و30 أكتوبر 2019 والتي جرت بمدينة جرسيف بالجهة الشرقية، بعدما كانت قد جرت العام الماضي بالرشيدية.

حقيقة أن هذه المناورات لم تكن موجهة ضد أي طرف، ولكن ليست هذه هي المرة الأولى التي تجرى فيها هذه المناورات (السنوية) في المنطقة الشرقية للمملكة. ومع ذلك، فإن حجم القوى البشرية والعسكرية المشاركة في هذه المناورات، كان استثنائيا. وهذا ما يزكيه صور هذه المناورات التي نشرها موقع Far-Maroc، وهو للإشارة موقع متخصص في شؤون الدفاع.

يجب أن نقول ذلك بكل وضوح: الوضع في الجزائر، لا سمح الله، قد يفلت من السيطرة وفي أي وقت. إن هذه الأخطار التي تحدق بهذا البلد بسبب إصرار النظام العسكري الجزائري على تنظيم يوم 12 من الشهر الجاري انتخابات رئاسية يعارضها الشعب الجزائري الشقيق الذي يعاني من قمع الحريات واختلاس الأموال من قبل أوليغارشية عسكرية عديمة الضمير.

لذلك من الطبيعي تماما أن يستعد جيران الجزائر، بما في ذلك المغرب، وأن يكونوا على أهبة الاستعداد لمواجهة أي اضطرابات محتملة في أفق إجراء الانتخابات يوم في 12 دجنبر، مما قد يؤدي إلى نزوح جماعي كبير للمدنيين الجزائريين نحو البلدان المجاورة.

وهكذا يمكن استغلال هذه الوضعية من قبل الجماعات الجهادية التي تنشط بشكل كبير في منطقة الساحل والصحراء، والتي أصبحت أيضا، بسبب التواطؤ الإجرامي لجبهة البوليساريو، مركزا لتهريب الكوكايين الآتية من شبكات ميدلين في كولومبيا ومن غيرها من دول أمريكا اللاتينية، ناهيك عن الاتجار بالأسلحة والسيارات المسروقة أو حتى هذا الاتجار في البشر.

يمكن أن نعدد قائمة مخاطر التي قد تؤدي لزعزعة الاستقرار على الطرف الآخر من الحدود الشرقية للمغرب، ولكن بكل اختصار: يجب على المغرب، مثل البلدان المجاورة الأخرى، بما في ذلك تلك الواقعة على الشاطئ الشمالي للبحر الأبيض المتوسط، أن يكونوا مستعدين لأي احتمال.