أفريقيا برس – المغرب. منذ 27 شتنبر، تشهد عدة مدن مغربية موجة من التظاهرات الشبابية، تقودها مجموعة مجهولة تُعرف باسم «GenZ 212». وقد انطلقت هذه الحركة عبر منصات التواصل الاجتماعي مثل تيك توك وإنستغرام، إضافة إلى منصة الألعاب ديسكورد.
المحتجون يطالبون بتحسين قطاعي التعليم والصحة، داعين الحكومة إلى إعادة توجيه الإنفاق العمومي نحو هذه المجالات الحيوية. وتتركز انتقاداتهم على الاستثمارات الضخمة التي تُخصص للأحداث الرياضية المقبلة، إذ يستعد المغرب لاحتضان كأس الأمم الأفريقية “الكان” قريبا، إلى جانب استضافة مشتركة لكأس العالم 2030 مع إسبانيا والبرتغال.
“الملاعب موجودة، ولكن أين المستشفيات؟” كان هذا أحد الشعارات التي رفعها المتظاهرون خلال تجمعاتهم في المدن المرشحة لاحتضان مباريات البطولتين. وفي أول رد فعل سياسي، أعلنت قيادة التحالف الحكومي، الثلاثاء، أن مطالب الشباب “تتوافق مع أولويات الحكومة».
احتجاجات ضد أولوية الأحداث الرياضية الكبرى
المطالبة بتعزيز الخدمات الاجتماعية على حساب المشاريع الرياضية ليست حكرا على المغرب، فقد شهدت دول أخرى مظاهرات مشابهة قبل تنظيم بطولات عالمية كبرى. في جنوب أفريقيا مثلا، قبيل مونديال 2010، اندلعت موجة من السخط، حيث اتُّهمت الحكومة بإنفاق مليارات على الملاعب والبنية التحتية السياحية بينما يعيش ملايين المواطنين في ظروف صعبة دون خدمات أساسية. ووفق تقرير لـ”بي بي سي” في ماي 2010، هدد الآلاف من المحتجين بإفساد البطولة احتجاجا على هذه السياسات.
أما في البرازيل، فقد سبقت كأس العالم 2014 سلسلة احتجاجات واسعة، حيث أدان المتظاهرون المبالغ الطائلة التي صُرفت على تنظيم البطولة، وطالبوا بتوجيه الاستثمارات إلى التعليم والصحة. وذكرت “بي بي سي” في يونيو من السنة نفسها أن الشرطة فرّقت المتظاهرين في ساو باولو وريو دي جانيرو باستخدام الغاز المسيل للدموع. وتضاعف الغضب بعد حصول البرازيل على استضافة الألعاب الأولمبية 2016.
“كأس العالم مقابل الصحة والتعليم”
تشير دراسة بعنوان “الهيبة والعقاب: رموز المكانة وخطر الأفيال البيضاء” إلى أن جذور هذه الاحتجاجات في البرازيل تعود أساسا إلى الزيادة في أسعار المواصلات، قبل أن تتسع لتشمل ملفات الفساد وضعف الخدمات العامة. وأصبح شعار “يمكنني الاستغناء عن كأس العالم؛ أريد المال للصحة والتعليم” رمزا لحركة الغضب الشعبي. وأكد الباحثون أن جوهر احتجاجات 2013 كان الإحساس بعدم تحسن جودة الخدمات الأساسية رغم الإنفاق الضخم على الملاعب.
وفي اليونان، ورغم أن الغضب لم يظهر إلا بعد سنوات، إلا أن الألعاب الأولمبية التي نظمتها أثينا عام 2004 ما زالت تُعتبر مثالا صارخا على كلفة الأحداث الكبرى. فمعظم المنشآت الرياضية التي شُيدت آنذاك باتت مهجورة، بينما ساهمت التكاليف الباهظة في أزمة الديون. وبعد عشر سنوات، وصف كثير من اليونانيين الألعاب الأولمبية بأنها “خطأ مكلف”. وقال ديميتريس مارداس، أستاذ الاقتصاد والسكرتير السابق للتجارة، في تصريح لـ”رويترز”: “كان ذلك إهدارا للمال، وكل ذلك من أجل الاستعراض”.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب عبر موقع أفريقيا برس