أفريقيا برس – المغرب. هل تعتبر المسيرة/السباق الذي تنظمه دار زهور استمرارا لحملة التوعية بأكتوبر الوردي، شهر التوعية بسرطان الثدي وعنق الرحم؟
بالتأكيد، يُعد هذا الحدث امتدادا طبيعيا لحملة أكتوبر الوردي، حيث نضاعف جهودنا للتوعية بأهمية الفحوصات المبكرة لسرطان الثدي وتقديم الرعاية الداعمة. بعد شهر من الأنشطة التوعوية والميدانية، تأتي هذه المسيرة/السباق لتحويل الدعم الجماعي إلى حركة مجتمعية موحدة حول النشاط البدني المناسب، الذي يُعد ضروريا للمرضى المصابين بالسرطان. إنها تجسد رغبتنا في الانتقال من مرحلة الوعي إلى دعوة الجميع للتحرك والمشاركة والالتزام.
من يمكنه المشاركة؟
الحدث مفتوح للجميع: المرضى، والأقارب، والعائلات، والجمعيات، والشركات، والرياضيون والمبتدئون أو المحترفون، والمواطنون الملتزمون أو الفضوليون. الهدف هو أن يكون شاملا ومتاحا للجميع، بروح من التضامن بين الأجيال.
لا توجد أي متطلبات لمستوى رياضي معين: سواء كان المشي، الركض، أو تحسين الحالة البدنية أو النفسية، كل شيء ممكن في هذا اليوم المخصص للوقاية، النشاط البدني، ومكافحة السرطان.
هل ترغبون في استثمار نجاح النسخة الأولى لترسيخ هذا اللقاء الدوري على المدى الطويل؟
نعم، هذا هو طموحنا. بعد النجاح الذي حققته النسخة الأولى في 2024 بالدار البيضاء، نطمح لأن يصبح هذا الحدث جزءا من المشهد السنوي للمدينة. كل عام، ستتيح المسيرة التضامنية حشد المزيد من المواطنين، وتوحيد الشركاء العامين والخاصين، وقبل كل شيء تمويل الرعاية الداعمة مثل النشاط البدني المناسب، التغذية، والدعم النفسي، التي تُقدم مجانا للمرضى في دار زهور. نطمح لجعلها حركة وطنية مستدامة.
ما هي الأنشطة الأخرى التي تجمع بين الرياضة، الرفاهية، والرعاية بعد العلاج الكيميائي التي تقدمونها؟
دار زهور هي أول بيت للرعاية الداعمة غير الطبية في المغرب، مخصص للبالغين المصابين بالسرطان. نقدم على مدار العام مسار رعاية شخصي، يرافق كل مريض منذ الإعلان عن التشخيص وحتى ستة أشهر بعد انتهاء العلاجات.
يعتمد هذا المسار على أربعة أركان: الدعم النفسي، سواء الفردي أو الجماعي (علم النفس، التنويم المغناطيسي، العلاج بالفن، إلخ)؛ النشاط البدني المناسب (APA) بإشراف محترفين (اليوغا، المشي، التعزيز، العلاج بالرقص…)؛ الرفاهية الجسدية والتغذوية، مع ورش عمل حول التغذية المتخصصة، التجميل الاجتماعي، إدارة الآثار الجانبية…؛ المعلومات والتعليم العلاجي، من خلال ورش عمل تعليمية حول المرض، القدرة على التحمل، الحياة الاجتماعية، والعمل.
يُقدم هذا الدعم مجانا، في بيئة مهنية ودافئة، مع تأثير حقيقي. أظهرت دراستنا للتأثير النفسي الاجتماعي التي أجريناها من يونيو 2024 إلى مارس 2025 أن هذا المسار يُحسن بشكل كبير جودة الحياة أثناء وبعد العلاجات: تقليل التوتر، تحسين النوم، زيادة الحيوية، وتحسين تقدير الذات.
علاوة على تحسين الرفاهية، فإن العلم الآن واضح: دمج الرعاية الداعمة مع الرعاية التقليدية للسرطان لا يقتصر على تخفيف الآثار الجانبية. بل يُحسن الالتزام العلاجي، أي القدرة على متابعة العلاجات حتى النهاية، ويقلل من مستويات القلق والاكتئاب، ويُعزز فرص الشفاء، بل وفي بعض الحالات مثل سرطان الثدي، القولون أو البروستاتا، يُقلل من خطر الانتكاس بفضل النشاط البدني المنتظم والمناسب.
هل هذه وسيلة لتشجيع الناس على الاستمرار في ممارسة النشاط البدني حتى بعد علاج السرطان؟
بالتأكيد. بفضل الدراسات العلمية الدولية، نعلم أن النشاط البدني المنتظم ليس مفيدا فقط للوقاية من الأمراض، بل يلعب دورا أساسيا أثناء الإصابة بالسرطان.
يساعد في تحمل العلاجات بشكل أفضل (بتقليل التعب، الآلام، اضطرابات النوم أو القلق)، ويُحسن بشكل كبير جودة الحياة أثناء المرض، وحتى يُقلل من خطر الانتكاس لبعض أنواع السرطان.
لهذا السبب، ليست مسيرة/سباق دار زهور مجرد حدث رياضي أو رمزي. إنها عمل للصحة العامة مبني على الأدلة، تذكيرا بأن الحركة هي حليف علاجي حقيقي في الوقاية، أثناء وبعد السرطان.
ننتظركم بأعداد كبيرة لمشاركة هذه اللحظة من الفرح، التضامن، والطاقة الإيجابية. مسيرة دار زهور التضامنية هي أكثر من مجرد موعد رياضي. إنها فترة نقاء، لقاءات وعواطف، مع مفاجآت جميلة، أنشطة ملهمة، ودفعة جماعية تعود بالنفع على الجسد والقلب. انضموا إلينا، لنسير معا من أجل الحياة.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب عبر موقع أفريقيا برس





