كأس العالم 2030: هل يكون مغربياً؟

3
كأس العالم 2030: هل يكون مغربياً؟
كأس العالم 2030: هل يكون مغربياً؟

أفريقيا برس – المغرب. في سابقة تاريخية، فاز المنتخب المغربي لأقل من 20 عاما بكأس العالم للشباب. وتفوق “أشبال الأطلس” على المنتخب الأرجنتني بثنائية نظيفة في نهائي مُشوق تابعه ملايين عشاق الساحرة المستديرة. ويُعد المنتخب المغربي أول منتخب عربي يحقق هذا اللقب العالمي، وثاني منتخب إفريقي بعد المنتخب الغاني، الذي فاز باللقب في عام 2009.

ومنذ سنوات، تعيش كرة القدم المغربية في مختلف الفئات العمرية -تعيش- “فترة ذهبية”، فقد وصل المنتخب الأول إلى نصف نهائي مونديال قطر كأول منتخب عربي وإفريقي يحقق هذا الإنجاز. كما فاز المنتخب الأولمبي ببرونزية أولمبياد باريس 2024. فضلا عن فوز المنتخب المغربي لأقل من 17 عاما بكأس إفريقيا للشباب.

إلا أن فوز المنتخب المغربي لأقل من 20 عاما بكأس العالم للشباب يعد إنجازا لا يُضاهى لمجموعة من الاعتبارات، لا سيما وأن هذا المنتخب الشاب سيحمل في السنوات القليلة القادمة شعلة المنتخب الأول، وقد يفعلها مجددا بكأس العالم 2030، التي يحتضنها المغرب مناصفة مع إسبانيا والبرتغال، ويُدخل بالتالي “أسود الأطلس” قائمة المنتخبات المُتوجة بأغلى لقب في عالم كرة القدم.

شباب قادم بقوة!

وحاليا، يبلغ معدل أعمار المنتخب المغربي لأقل من 20 عاما حوالي 19.9. فيما تبلغ القيمة السوقية للمنتخب ككل نحو 12 مليون يورو، حسب موقع “ترانسفر ماركت”، المُهتم بشؤون الأخبار الرياضية.

ويُتوقع أن ترتفع قريبا القيمة السوقية لمجموعة من اللاعبين المغاربة، لا سيما بعد تألق عدة لاعبين أمثال: ياسين جسييم، ياسر الزابيري، حسام الصادق وغيرهم.

فضلا عن عثمان معما، الذي تم اختياره كأفضل لاعب في كأس العالم للشباب. وأثار عثمان اهتمام فريق ريال مدريد الإسباني، وفق ما كشف عنه مؤخرا موقع “ديفنسا سنترال” الإسباني.

ويُعد كأس العالم للشباب فرصة مواتية لكشافي عدة أندية أوروبية كبيرة لاكتشاف أبرز المواهب الكروية القادمة بقوة في عالم كرة القدم. ومن دون شك، رصدت أعين كشافي عدة أندية مجموعة من اللاعبين المغاربة الشباب، الذين يُنتظر أن ينتقلوا في فترة الانتقالات الشتوية أو الصيفية القادمة إلى فرق أخرى تنافس على مستوى أعلى.

وستساهم هذه الخطوة في تطور مجموعة من اللاعبين، والاحتكاك مع لاعبين كبار اعتادوا على تحمل ضغوطات المباريات في أقوى الدوريات الأوروبية، والصعود إلى منصات التتويج المحلية والقارية بشكل منتظم.

وتصب كل هذه العوامل مجتمعة في الرفع من مستوى اللاعبين أولا، ثم المنتخب المغربي ككل. ما سياعد قطار المنتخب المغربي للشباب على مواصلة سيره بسرعة كبيرة، ودون التعرض لمطبات متكررة في طريقه نحو حلم التتويج بكأس العالم للكبار في مونديال 2030.

مونديال 2026

ويصعب حاليا على لاعبي المنتخب المغربي لأقل من 20 عاما حجز مكانة ضمن منتخب الكبار، خاصة وأن المنتخب المغربي الأول يتوفر على فائض من اللاعبين في كل المراكز تقريبا. لكن هذا لا يعني أن مدرب “أسود الأطلس” وليد الركراكي قد لا يستدعي مستقبلا بعض عناصر “أشبال الأطلس”، ولما لا منحها فرصة حمل قميص المنتخب الأول.

إلا أنه على العموم، سيحاول وليد الركراكي الحفاظ انسجام وتناسق المجموعة الحالية من اللاعبين، الذين يلعبون في أقوى الفرق الأوروبية على غرار: أشرف حكيمي مع باريس سان جيرمان الفرنسي، إبراهيم دياز مع ريال مدريد، نايف أكرد مع مارسيليا وغيرهم من اللاعبين.

وسيحاول المنتخب المغربي تكرار إنجاز قطر ولما لا التتويج باللقب، لا سيما وأن كرة القدم المغربية تعيش “عصرا ذهبيا”، وتقطف ثمار عمل كبير ممتد منذ عدة سنوات.

ويمتلك المغرب كل الإمكانيات للفوز بكأس العالم لكرة القدم، إذ ساهم تألق “أسود الأطلس” في مونديال قطر الأخير في كسر “الحاجز النفسي”، ووضع المغرب على خارطة كبار كرة القدم، إذ يحتل المغرب حاليا المركز الـ 12 في تصنيف الفيفا، ولا تفصله عن دخول المراكز الـ 10 الأولى سوى نقاط قليلة.

أما في حال، فشل المغرب في تحقيق حلم الفوز بكأس العالم في مونديال 2026، فإنه الفرصة ستكون مواتية لمجموعة من “أشبال الأطلس” لتكرار المحاولة في مونديال 2030.

مونديال 2030

وبحلول مونديال 2030، سيصبح نجوم “أشبال الأطلس” في بداية أو أواسط العشرينيات. ومما لا شك فيه أن أغلب أصحاب إنجاز مونديال الشيلي سيكونون قد راكموا خبرة أكبر على مدار السنوات.

ويمتلك جيل مونديال الشيلي من الإمكانيات ما يُمكنهم من الفوز بكأس العالم 2030 لمجموعة من الاعتبارات. أولها علو كعب مختلف اللاعبين، حيث أظهر هؤلاء أنهم ند قوي لكل المدارس الكروية الكبيرة مثل إسبانيا، فرنسا، الأرجنتين البرازيل وغيرها.

أيضا، يلعب نجوم ملحمة مونديال الشباب الأخير بروح قتالية عاليا جدا فوق المستطيل الأخضر. فضلا عن مرونة تكتيكية واضحة تُناسب مجريات كل مباراة للفوز بها.

كذلك، سيلعب المنتخب المغربي على أرضه وبين جماهيره، مما يعني مساندة جماهيرة قوية. وبالتالي سيعمل المنتخب على استغلال عاملي الأرض والجمهور لتحقيق هدفه المنشود.

من جهة أخرى، يصعب على كل نجوم مونديال الشيلي الأخير ضمان مكانة في المنتخب الأول، الذي يضم في صفوفه مجموعة من اللاعبين صغار السن على غرار: بلال الخنوس، إسماعيل الصيباري، إلياس بن صغير، عبد الصمد الزلزولي وغيرهم.

زيادة على ذلك، بإمكان مجموعة من أبرز أعمدة المنتخب المغربي الأول اللعب في مونديال 2030 على غرار: أشرف حكيمي، إبراهيم دياز، نائل العيناوي وغيرهم. إلا أنه بشكل عام، تمتلك مجموعة من لاعبي أبطال مونديال الشيلي فرصة كبيرة للتواجد في صفوف المنتخب الأول في وقت قريب للغاية.

أسباب النجاح

ويعود الفضل في تألق كرة القدم المغربية إلى مجموعة من العوامل مجتمعة. بينها أكاديمية محمد الساس لكرة القدم، التي وصفتها صحيفة “ليكيب” الفرنسية بأنها من “بين الأفضل في العالم”.

وتُعد الأكاديمية “مصنعا” للاعبي كرة القدم، حيث تجمع بين التعليم الأكاديمي والتكوين الرياضي. وتخرج من الأكاديمية مجموعة من اللاعبين المغاربة على غرار: يوسف النصيري، نايف أكرد، عز الدين أوناحي وغيرهم.

كذلك لعب رئيس الجامعة المغربية لكرة القدم فوزي لقجع دورا كبيرا في توهج كرة القدم المغربية قاريا وعالميا. ومنذ توليه منصبه، عمل لقجع على تطوير البنية التحتية الكروية، والرفع من مستوى كرة القدم المغربية في مختلف الفئات العمرية.

بيد أن أبرز ما نجح فيه فوزي لقجع، حسب مراقبين، هو “تغيير العقليات” في المنظومة الكروية المغربية، حيث أكد لقجع مرارا وتكرارا أن المنافسة على الألقاب والفوز يجب أن تصبح هي القاعدة. فهل يتوج المنتخب المغربي الأول قريبا بكأس العالم؟

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب عبر موقع أفريقيا برس