هل كانت إقالة خليلوزيتش “شرا لا بد منه”؟

9
هل كانت إقالة خليلوزيتش
هل كانت إقالة خليلوزيتش "شرا لا بد منه"؟

أفريقيا برس – المغرب. قبل نحو مئة يوم من انطلاق كأس العالم في قطر، قررت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم إقالة المدرب البوسني لأسود الأطلس وحيد خليلوزيتش. وواجه البوسني انتقادات واسعة منذ كأس أمم أفريقيا بشأن طريقة إدارته للأسود مع ارتفاع أصوات في الشارع الرياضي المغربي منددة باختياراته الفنية وتعامله مع اللاعبين. فهل كانت إقالة خليلوزيتش من تدريب أسود الأطلس “شرا لا بد منه”؟

بعد أن تردد صداها خلال الأسابيع الماضية، قررت الجامعة المغربية لكرة القدم إقالة المدرب البوسني وحيد خليلوزيتش من تدريب المنتخب المغرب لكرة القدم.

ونشرت الجامعة بلاغا عبر موقعها الرسمي قالت فيه: “بالنظر للاختلافات وتباين الرؤى بين الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، والمدرب الوطني وحيد خاليلوزيتش على الطريقة المثلى لتهيئ المنتخب الوطني لنهائيات كأس العالم قطر 2022، قرر الطرفان الانفصال بالتراضي”.

وكانت تقارير إعلامية محلية وأجنبية قد أشارت الأربعاء إلى أن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم تفاوضت مع خليلوزيتش بشأن صيغة ودية لفسخ العقد قبل نحو ثلاثة أشهر من المونديال القطري.

أسبوعية “المنتخب” الرياضية في المغرب أكدت أن أمين مال الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم جلول عينوش تواصل الأربعاء مع خليلوزيتش للنظر في سبل إنهاء العلاقة التعاقدية بين الطرفين.

أداء باهت

آخر ظهور لأسود الأطلس مع خليلوزيتش كان في شهر يونيو/ حزيران الماضي، ومني بهزيمة ثقيلة في مباراة ودية ضد المنتخب الأمريكي قبل أن يظهر بأداء باهت عندما حقق الفوز بشق الأنفس أمام منتخب جنوب أفريقيا برسم تصفيات كأس أمم أفريقيا. وأدى الوجه المتواضع للأسود إلى زيادة الضغوط على الجامعة الملكية للإسراع بإقالة خليلوزيتش قبيل كأس العالم.

الصحفي الرياضي المغربي أيمن الزيزي أكد أن إقالة خليلوزيش كانت ضرورية “لأن العلاقة بين المكتب الجامعي والفني البوسني متوترة منذ المباريات التي لعبت في يونيو الماضي، حيث نشر حينها المكتب الجامعي بيانا يلمح فيه لإمكانية إقالة خليلوزيتش بتأكيده على ضرورة تهيئة كل الظروف من أجل التحضير لكأس العالم.”

“شر لا بد منه”

في المقابل، يقر أيمن الزيزي أن إقالة خليلوزيتش قبل نحو 100 يوم فقط من منافسة بحجم كأس العالم تبقى مغامرة كبيرة مضيفا: “الوقت لا يرحم، والإعداد لاستحقاق عالمي مثل المونديال يتطلب الهدوء والانسجام داخل الفريق وحتى مع الإدارة، إقالة خليلوزيتش شر بلا بد منه خاصة وأن رئيس الجامعة نفسه عبر بعد مباريات يونيو (حزيران) عن عدم رضا عن الطريقة التي يعمل بها خليلوزيتش، عميد المنتخب أيضا رمان سايس انتقد علانية الفلسفة التي يسير بها البوسني الأسود”.

ولا يعد توتر العلاقة بين خليلوزيتش واللاعبين أمرا جديدا. فقد استبعد في وقت سابق نجمي المنتخب حكيم زياش لاعب تشيلسي الإنكليزي ونصير مزراوي المنتقل حديثا للعملاق البافاري بايرن ميونيخ لأسباب قال إنها انضباطية ورفض الاستجابة لضغوط واسعة من الرأي العام الرياضي في البلاد ولمحاولات الجامعة الملكية حل الخلاف.

غياب التخطيط

إذا ما نظرنا للنتائج، فإن عطاءات خليلوزيتش مع أسود الأطلس تبقى إيجابية إذ نجح في تأهيل منتخب المغرب إلى كأس العالم وهو الهدف الرئيسي من التعاقد معه، وبلغ ربع نهائي كأس أمم أفريقيا على الرغم من أن المغاربة أصيبوا بخيبة أمل من الخروج أمام مصر.

وهنا يقول أيمن الزيزي: “هناك غياب واضح للتخطيط داخل أروقة الجامعة الملكية، ففي كل مرة تأتي بمدرب وتطلب منه تقديم مشروع للفريق رغم أنه كان من المفترض أن تتولى الجامعة ضبط مشروع رياضي وأهداف على مدى سنوات وتأتي بمدرب يتماشى مع هذا المشروع. انتقادات الشارع الرياضي في محلها فمن يشاهد مباريات المنتخب المغربي يتضح له انعدام الشخصية لدى الفريق وغياب فلسلفة لعب واضحة. حتى المدرب وليد الركراكي المرشح الأوفر حظا لتولي تدريب الأسود عبّر بعد فوزه بثلاثية تاريخية مع الوداد عن عدم قبوله للانتقادات بشأن الأداء، مؤكدا أن الكرة الحديثة تعتمد بالأساس على النجاعة والنتيجة”.

ووقع المغرب في مجموعة صعبة بكأس العالم تضم بلجيكا بترسانة نجومها وكرواتيا وصيف بطل العالم ومنتخب كندا الطموح والصاعد.

وينتظر المغاربة بالأساس الظهور بوجه جيد في المونديال القطري بغض النظر عن النتيجة حيث يضيف أيمن: “أنا مع تعيين مدرب محلي على دراية بعقلية اللاعب المغربي وتطلعات جماهير المنتخب، يكون قادرا على ضمان اللحمة والانسجام بين اللاعبين المحليين والمغتربين. على المدرب الجديد معالجة الظروف غير الصحية التي كان عليها المنتخب رغم قصر الوقت الذي سيكون متاحا أمامه للإعداد، فمن الواضح الآن أن اللاعبين لم يكونوا مرتاحين مع خليلوزيتش وهوما انعكس مباشرة على أدائهم على البساط الأخضر”.

وتصب معظم الترشيحات لخلافة خليلوزيتش لصالح مدرب الوداد السابق وليد الركراكي. إذ أكدت أسبوعية “المنتخب” أن الركراكي هو البديل الأقرب لتولي المنصب بعد أن قضى موسما مثاليا مع الوداد بتحقيقه ثنائية الدوري والكأس محليا ودوري الأبطال قاريا. فهل يمنح رئيس الجامعة المغربية فوزي لقجع شرف تدريب أسود الأطلس في كأس العالم لمدرب محلي؟

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب اليوم عبر موقع أفريقيا برس