أفريقيا برس – المغرب. يصادف يوم 21 شتنبر موعد طرح الفيلم الوثائقي “نشأنا معا” في دور السينما الفرنسية للمخرج الفرنسي المغربي عدنان تراغة. يجمع هذا الفيلم بين كبار السن والشباب الذين نشأوا في مدينة إيفري سور سين، التي ولد بها المخرج المغربي وأخوه التوأم، سنة 1975.
هذا الفيلم ليس مجرد قصة تعيد بناء ذاكرة الأماكن، بل يتجاوز ذلك إلى مناقشة العديد من الموضوعات حول العلاقات الأسرية والتحرر…، بطريقة إنسانية وعميقة وشاعرية ونقدية للذات في نفس الوقت، من خلال شهادات مختلفة. ومن خلال هذا النهج يسعى المخرج المغربي إلى تضمين أفلامه رؤى وتجارب ووجهات نظر مختلفة، ما يسهل فهم مدى سهولة العيش معا.
نشأ عدنان وسط أبوين كانا يشاهدان الكثير من الأفلام، وقال “كان والدي يقرأ الكتب والصحف دائمًا … غالبًا ما كانت النزهات مع أخي الأكبر تتثمل في الذهاب إلى السينما. لقد نشأنا أيضًا في بيئة سياسية للغاية”، حيث كان أبوه عضو في الحزب الشيوعي الفرنسي (PCF) .
وكانت أسرة عدنان شديدة الارتباط بالمغرب، “كل صباح في صندوق البريد، كانت هناك صحيفة الاتحاد الاشتراكي اليومية، والتي كان زوج خالتي، الراحل مصطفى القرشاوي، ويرسلها إلى والدي كل يوم من المغرب “.
وقبل هجرته إلى فرنسا، كان والد عثمان منخرطًا في العمل السياسي بالمغرب، ولا سيما داخل حركة المقاومة ضد الحماية الفرنسية، خلال الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي. وكان حسين تارغة، المعروف باسم حسين الصغير، مناضلا من أجل عودة الملك محمد الخامس من منفاه الذي فرضته فرنسا عليه.
وفي إطار هيكلة الأجهزة الأمنية المغربية، بعد عودة الملك من المنفى، كلف حسين من قبل الحركة الوطنية بالإشراف على خلية أمنية تعرف بالسابعة، في إشارة مكان عملها في المقاطعة السابعة بالدار البيضاء.
ورغم انفتاحه، إلا أن عدنان شعر بانفتاح أكبر في جامعة بانثيون سوربون، وأوضح قائلا “رغم أننا كنا نعيش معا في الحي رغم اختلافاتنا، إلا أنه بعد حصولي على شهادة البكالوريا ومغادرتي للحي، من أجل متابعة مشواري الدراسي في شعبة العلوم الاقتصادية، تعرفت على أشخاص مختلفين تماما عن عالمنا”.
وخلال تعليمه العالي، وبفضل الأشخاص الذين تعرف عليهم، يحكي المخرج المغربي أنه “نمت بداخلي تلك الرغبة في كتابة سيناريوهات. وبحكم أنني كنت أشتغل مدرسا في بداياتي، تعلمت السينما أثناء أوقات العمل”. في تلك الفترة، قرر عدنان، مغادرة عالم التعليم الابتدائي ليكرس نفسه بالكامل للسينما، من خلال إنشاء شركة إنتاج، أطلق عليها اسم «Les films qui causent».
هذه الروح يمكن الشعور بها في الفيلم الوثائقي الأخير لعدنان، الذي يسعى حاليًا إلى إطلاق مشاريع سينمائية بين فرنسا والمغرب. وأوضح قائلا “أحب دائمًا التحدث عن الأشياء التي أعرفها بشكل أكبر، وليس التحدث بدلاً من الشخص المعني. سوف أتحدث بالتأكيد عن الأشياء التي عشتها في المغرب، في حي طفولتي، ببوركون خلال الصيف، وكل ما يجمعني به”.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن المغرب اليوم عبر موقع أفريقيا برس