المشاركون في ندوة باريس: المسيرة النضالية للمناضل امحمد خداد ستكون حافزا للأجيال لكسب المعركة وتحقيق النصر والاستقلال

26
المشاركون في ندوة باريس: المسيرة النضالية للمناضل امحمد خداد ستكون حافزا للأجيال لكسب المعركة وتحقيق النصر والاستقلال
المشاركون في ندوة باريس: المسيرة النضالية للمناضل امحمد خداد ستكون حافزا للأجيال لكسب المعركة وتحقيق النصر والاستقلال

افريقيا برسالصحراء الغربية. أشاد المشاركون في الندوة الرقمية التي نظمت اليوم الخميس تكريما للقيادي الصحراوي الراحل أمحمد حداد بمسيرة الرجل النضالية والتي كرس من خلالها حياته للدافع عن حقوق الشعب الصحراوي في الحرية والاستقلال.

وفي هذا السياق ابرز المبعوث الأممي السابق للصحراء الغربية، كريستوفر روس، ان امحمد خداد كان يمتاز بخصال جعلته يحظى بإحترام وتقدير كل من عمل بجانبه سواء صحراويين أو أجانب.

السفير الأمريكي، وفي رسالة بعث بها إلى الندوة التي نظمتها جمعية أصدقاء الجمهورية الصحراوية بفرنسا، عبر عن إعجابه وإحترامه للفقيد وللإرث الذي تركه لشعبه.

واكد كريستوفر روس ان شخصية ومهنية أمحمد خداد نالت إحترامه في السنوات التي عملت فيها مع وفدي جبهة البوليساريو والمغرب لتيسير التوصل إلى حل سياسي مقبول للطرفين ينص على تقرير المصير للشعب.

بدوره قال الممثل السابق للأمين العام للأمم المتحدة بالصحراء الغربية، فرانشيسكو باستاغلي، أن الفقيد أمحمد خداد، كان واحدًا من القلة القليل جدًا من بين الشخصيات الصحراوية الذي تتمتع بمكانة واسعة النطاق داخل حركة التحرير الصحراوية وخارجها.

وأضاف المسؤول الأممي، إن فترة عمله كرئيس لبعثة المينورسو، أتاحت له العديد من الفرص للعمل مع فقيد الشعب الصحراوي، وأيضا بعد إنتهاء مهمته داخل الأمم المتحدة وإلتزامه الشخصي تجاه القضية الصحراوية، أين لامس -يقول- بشكل كبير كفاءة وتفاني الراحل أمحمد خداد.

لقد كان أمحمد خداد، يقول باستاغلي، “مناضلا مقتنعًا بعدالة قضيته، ويتميز بمعرفة غير عادية بتاريخ شعبه وظروفه الحالية، سواء في مخيمات اللاجئين أو تحت الإحتلال المغربي، وذو إطلاع عميق بالتاريخ الطويل للقضية الصحراوية في الأمم المتحدة والإتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي وعلاقات الجمهورية الصحراوية في إفريقيا وأوروبا وأجزاء أخرى من العالم.

وأشاد المتحدث، بخصال الفقيد من إنصات وبصبر لجميع محاوريه، حتى أولئك الذين لديهم آراء مختلف تماما عن آرائه ويعرف كيف يُظهر الإحترام ويكسب إحترام الآخرين، بما في ذلك خصومه السياسيون، كما وإستطاع في إظهار قدرة نادرة جدًا على التصرف بطريقة عملية دون التخلي عن مبادئ ومصالح شعبه.

وأضاف السفير، “لقد تميز الراحل أيضا بالقدرة على التوافق بين رؤية إستراتيجية وروح العمل والذكاء، وبفضلهما تمكن من حصد نتائج إيجابية في قضايا على غرار معركة القانونية على الموارد الطبيعية والدفاع عن الحقوق الأساسية للصحراويين، وإدارة المفاوضات الثنائية أو تلك التي في السياق المتعدد الأطراف.

ولم يفوت فرانشيسكو باستاغلي، الفرصة للتذكير بالحضور البناء والدائم لمحمد خداد والذي جعل شخصاً فريدًا، لم يتوانى في التواجد والمساهمة في نضال شعبه حتى عندما كان يعاني من مشاكل صحية، ظل حاضر وشجاعًا دائمًا ومقنعًا، إخلاصًا منه لشعبه ليس كعمل فحسب بل كواجب قائد وبطل تجاه شعبه.

وخلص الممثل السابق للأمين للأمم المتحدة بالصحراء الغربية، أن عمل أمحمد خداد سيظل ينير طريقنا، وبأن رحيله يعد خسارة فادحة لشعبه وأيضا للمجتمع الدولي بأسره، لأنه في الواقع خلال مسيرته الطويلة، لم يكن حاملًا لواء شعبه فحسب، بل كان أيضًا شاهداً على القيم العالمية للعدالة والشرعية، لهذا السبب سيستمر إرثه في إلهام كل شعبه وكل أولئك الذين يؤمنون بنظام علاقات عادل ومنصف بين دول وشعوب العالم.

من جهته أكد محامي جبهة البوليساريو أمام محكمة العدل الأوروبية ، الأستاذ، جيل دوڤير، أن القائد الصحراوي الذي توفي العام الماضي كان له دور كبير في الإنجازات التي تحققت في المعركة التي خاضتها جبهة البوليساريو القانونية في المحاكم الأوروبية لوقف نهب الموارد الطبيعية للصحراء الغربية.

وشدد دوڤير، على أهمية الإنجازات التي تحققت في نضال الشعب الصحراوي وممثله في المعركة القانونية على الموارد الطبيعية في أوروبا، قائلا أن هناك آفاقًا واعدة من محكمة العدل الأوروبية من شأنها تعزيز الموقف السياسي لجبهة البوليساريو.

وربط محامي الجبهة كل هذه الإنجازات وعملية إنهاء الاستعمار التي تشرف عليها الأمم المتحدة بجهود الفقيد أمحمد خداد، وبأن الشعب الصحراوي سيجني المزيد من ثمار تلك الجهود والتضحيات خاصة على مستوى المحاكم الأوروبية التي يُنتظر منها إصدار قرارات قضائية جديدة أخرى ستعزز القرارات السابقة للأحكام الثلاثة التي إعترفت فيها المحكمة بالسيادة الحصرية للشعب الصحراوي على موارده الطبيعية وأهلية جبهة البوليساريو للدفاع عن مصالحه.

ولم يفوت جيل دوڤير الفرصة للإشادة بالخصال والصفات التي تميز بها الفقيد وقدرته على إدارة المسائل السياسية والتحليل الدقيق والتفاوض ومهارات قوية في التواصل من أجل تعزيز موقف جبهة البوليساريو والحقوق الأساسية والمشروعة للشعب الصحراوي.

وقد عبر المحامي الفرنسي في ختام كلمته، عن إعجابه الشديد بالإلتزام الذي أبداه الفقيد والجهود المكثفة التي كان يبذلها بشكل دائم ومستمر دون إدخار أي جهد خلال سنوات العمل على مستوى الإتحاد الأوروبي، معربًا عن خيبة الأمل في فقدان أحد أبرز شخصيات الشعب الصحراوي المقاوم.

من جانبه قال كارميلو راميريث، رئيس هيئة التعاون المؤسساتي والتضامن الدولي بحكومة جزر الكناري، ، أن امحمد خداد يعد مرجعا لحركة التضامن وللشعب الصحراوي بأكمله، وهو الذي كرس حياته كلها لخدمة الشعب الصحراوي.

وواصل كارميلو، حديثه بالقول “أن الراحل كان يمتاز ببساطته وذكائه وقدرته الخارقة على تحديد الصعوبات والعقبات وتجاوزها بمهارة كما كان أيضا متعاونًا مع الجميع من أجل خدمة وطنه وقد تمكن بذكائه من تحقيق مكاسب لصالح العدالة والحرية أعطت أملاً لمستقبلنا.

وإستحضر أيضا في معرض حديثه، تجاربه مع الفقيد والخصال التي تميزها بها، كقيادي أمين كرس حياته للنضال بلا ملل، آمن بقوة بعدالة القضية الصحراوية والحقوق المشروعة لشعبه.

ووصف رئيس هيئة التعاون المؤسساتي والتضامن الدولي بحكومة جزر الكناري، رحيل أمحمد خداد في الفاتح أبريل السنة الماضية، خاسرة لزعيم تاريخي شارك في الخط مع رموز أخرى للنضال الصحراوي مثل الولي مصطفى ومحمد عبد العزيز والبخاري أحمد، وهو الذي ناضل بشراسة من أجل الحرية والاستقلال.

وخلص كارميلو راميريث، في ختام مداخلته، إلى أن أفضل ما يمكن أن يقدم رفاق وأصدقاء الشهيد لروحه، هو الإلتزام بالنضال وإتباع طريقه لتحقيق حرية الشعب الصحراوي.

للاشارة تميزت الندوة الرقمية التي نظمت عرفانًا لجهود وتضحيات الفقيد امحمد خداد، بمشاركة شخصيات صحراوية ودولية بارزة، على غرار وزير الخارجية الصحراوي محمد سالم ولد السالك، والممثل السابق للأمين العام في الصحراء الغربية، فرانشيسكو باستاغلي، وممثلين عن حركات التضامن ومناضلين صحراويين من مخيمات العزة والكرامة والأراضي المحتلة.