افريقيا برس – الصحراء الغربية. يقول المولى عز وجل في محكم تنزيله: ” من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدو الله عليه، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ومابدلوا تبديلا” صدق الله العظيموقوله تعالى : ” ولاتحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتًا بل أحياءٌ عند ربهم يرزقون”. صدق الله العظيموقوله أيضا: ” يأيتها النفس المطمئنة أرجعي الى ربك راضية مرضية فأدخلي في عبادي وأخلي جنتي”.
صدق الله العظيمآيات كريمة من أعظم ما قاله المولى عزل وجل في حق الشهداء، هي أفضل ما نعطر به الروح الطاهرة النقية للشهيد البطل الشجاع: الداه البندير برهاه، قائد سلاح الدرك الوطني، أحد صقور وايقونات جيش التحرير الشعبي الصحراوي وعباقرة اختصاص الهندسة العسكرية المتفنن في فتح ثغرات اختراق جدار الذل والجبن والعار المغربيالشهيد البطل الذي ضحي بدمه وبذل روحه رخيصةً في ميدان الشرف من أجل تحرير الوطن من دنس الاحتلال المغربي الغازي، ظل عسكريا ميدانيا منضبطا في واجبه ومهامه، جسورا لا يعرف المستحيل، مقاتلا شرسا في الخطوط الأمامية من جبهات القتال حتى فاز بالشهادة، وهي اسمى منزلة عند الله سبحانه وتعالى خص بها النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اؤلائك رفيقا، بهذا يعطي الشهيد رحمه الله، أجل صور ومعاني الشجاعة والعزيمة والارادة القوية لمواصلة طريق الكفاح والنضال حتى تحرير الوطن وتحقيق الاستقلال والحرية.
لقد كان الشهيد رحمه الله من خيرة المقاتلين البواسل الذين أتقنوا وتفننوا في اختصاص الهندسة العسكرية الميدانية وفتح الثغرات على طول حزام المذلة والجبن والعار المغربي، كيف لا وهو من الشبان المقاتلين الخريجين بداية ثمانينيات القرن الماضي من الاكاديمية العسكرية لمختلف الاسلحة بشرشال في الجزائر الشقيقة.
وقد عرف عنه رحمه الله أنه إنسان بسيط خلوق، مخلصا وطنيا صادقا وغيورا على القضية الوطنية، وكان بحق احد صقور القادة العسكريين الميدانيين البارزين في قوات جيش التحرير الشعبي الصحراوي، لعب دورا محوريا ميدانيا في مجال اختصاصه في كثير من الملاحم والمعارك البطولية التي شارك فيها ضد قوات الاحتلال المغربي، وكذلك اشرافه المباشر والمحكم نظريا وتطبيقيا على دورات تكوين في الهندسة لكثير من دفعات الشباب الصحراوي المقاتل، رغم توليه عدد من المهام الأخرى خارج مجال اختصاصه كان أخرها قيادة سلاح الدرك الوطني.
نعم لقد فضل الله سبحانه وتعالى هذا الشهيد الأيقونة الشجاع عندما اختاره لنيل شرف الشهادة والخلود عنده سبحانه تعالى في جنات الفردوس مع النبيين والصديقين ليلتحق بمن سبقوه من رفاقه الذين عبدوا الطريق للأجيال القادمة كي تسير على نفس النهج، وهو الذي سخر حياته كلها بكل تفان وجد ومثابرة حتى استشهد في ميدان الشرف يدك قواعد وجحور وتخندقات قوات الاحتلال المغربي الجبانة بقطاع الناحية العسكرية الخامسة يوم 06 ابريل 2021.
تلك هي مشيئة الرحمن والله علام الغيوب، فنسأل الله العظيم أن يحسن لنا الخلف، إنه سميع مجيبوفي هذا المصاب الجلل نسترشد في رثاء رفيقنا الشهيد البطل: الداه البندير برهاه، ببعض الابيات من قصيدة لأحد الشعراء المعاصرين، مبرزا فيها مكانة وعظمة الشهيد، حيث يقول:لبى النداء وكان الله داعيه وأرخص العمر حين الحق ناداهما مات الشهيد ولكن قد مضى بطلًا وهل يموت وقول الله زكاهإن الشهيد لحي عند بارئه مكرمٌ بنعيمٍ كان يهواه مستبشر بأخ من بعده بطل أن الحياة لمن ضحى بدنياهمستبشر بنعيم ليس يدركه إلا الشهيد فحدث عن مزاياهأعطى الشباب دروسًا ليس يعرفها إلا الذي ارتفعت لله يمناهنقدر في العائلة الصغيرة للشهيد وأهله ورفاقه وكل الشعب الصحراوي قوة الصبر والاحتساب، مصداقا لقول الحق جل وعلا:” وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون، اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون”. صدق الله العظيم. إنا لله وإنا اليه راجعونوعظم الله أجرنا جميعاابراهيم الخليل