سيرة ذاتية مختصرة جدا عن حياة المرحوم الشهيد: السالك ولد أحمد ولد الوالي (احد مفجري الثورة الصحراوية)

66
سيرة ذاتية مختصرة جدا عن حياة المرحوم الشهيد: السالك ولد أحمد ولد الوالي (احد مفجري الثورة الصحراوية)
سيرة ذاتية مختصرة جدا عن حياة المرحوم الشهيد: السالك ولد أحمد ولد الوالي (احد مفجري الثورة الصحراوية)

افريقيا برسالصحراء الغربية. سيرة ذاتية مختصرة جدا عن حياة المرحوم الشهيد: السالك ولد أحمد ولد الواليتاريخ الازدياد 07 مارس 1939 في امريكلي بمنطقة الساقية الحمراء – الصحراء الغربية.

قبل انطلاق الثورة الصحراوية، كان المرحوم منخرطا كجندي في صفوف الجيش الجزائري، انتقل في تدريباته و تربصاته بين تندوف، تيميمون، تيزي وزو و تلمسان، حيث كان من المشاركين الأوائل الذين إنتزعوا النصر في حرب الرمال سنة 1964بين الجيش الجزائري و المملكة المغربية.

و عندما بدأت الإرهاصات الأولى للثورة الصحراوية، كان الشهيد السالك قد تبلورت عنده رؤية مستقبلية لطبيعة الوطن الذي يحلم ان يعيش فيه، ليس كمثل الوطن الذي هاجره بفعل الاستعمار الاسباني و هو لم يبلغ بعد سن رشده، باحثا عن هواء حر لا يشتم فيه رائحة المستعمرون.

ألهمته الثورة الجزائرية كثيرا و أرضعته فكر التحرر و حمل زادا كبيرا من التجارب العسكرية الجزائرية تزيد على 7 سنوات من الخبرة في العمل الميداني الصارم، والتي ستشكل فيما بعد النواة الأولى للعقيدة العسكرية الصحراوية بمعية تجارب أخرى لميدانيين صحراويين كان لهم الفضل الكبير في إشعال فتيل الكفاح المسلح بالساقية الحمراء و وادي الذهب.

كان من الأوائل الذين إنخرطوا بشكل سري في الحركة الجنينية لتحرير الصحراء سنة 1970، فكان من القلائل الذي يستلمون بشكل غير منتظم و بسرية تامة رسائل التعبئة السياسية القادمة من العيون بخط يد الفقيد سيد إبراهيم بصيري في مدينة تندوف الجزائرية، أين نشط الشهيد كثيرا في تمشيط الاودية و الكثبان الرملية بحثا عن الدعم اللوجيستي المادي و المالي للثوار الصحراويين في أعالي جبال زمور و تيرس و الحدود المتاخمة للصحراء الغربية.

في سفرياته الطويلة باستعمال الجمل الوحيد رافقه مجموعة من الثوار في نشر رسالته الاولى التي آمن بها دون تفكير معمق كان من بينهم الشهيد الغرارات، الشهيد أوليدة، الشهيد بيكة و الشهيد محمد عبد العزيز و شهداء صحراويون آخرون حيث تمركزت تحركاتهم في الحدود الشرقية الشمالية للصحراء الغربية.

في ليلة 20 ماي 1973 شرك مع مجموعة 17 في تفجير الشرارة الاولى للكفاح المسلح في الساقية الحمراء و وادي الذهب من خلال احتلال الموقع الاسباني في واد أكسات الذي يتموقع في أعلى تلة بتلك الخنكة المشهورة التي سميت بها عملية التاريخية.

بعد هذه العملية الناجحة و التي تعد الاولى من نوعها من حيث الدقة في التخطيط باستعمال الاسلوب العسكري الكلاسيكي بالرغم من قلة الامكانيات العسكرية و بساطتها، أصبحت المجموعة مطالبة للاعتقال من طرف السلطات الإسبانية التي كانت تحتل الصحراء الغربية حينها، لتغير الجماعة وجهتها من الحدود الشرقية الى الحدود الجنوبية و بعضهم اتجه نحو الحدود الشمالية خلال هروبهم من اعتقال السلطات الاسبانية وجد السالك نفسه اسيرا مع مجموعته في شمال موريتانيا سنة 1974 بعد تعقب طويل لاثار الثوار و تمركزاتهم في المنطقة من طرق القوات الموريتانية.

و مع تاسيس الناحية العسكرية الاولى كان الشهيد السالك من الاوئل الذين قادوا فيالقها في المعارك التي وقعت في الشمال الصحراوي ضد الاحتلال المغربي لاحقا، حيث تعرض فيها لعدة جروح عل مستوى الرجلين و الراس، بعض هذه الجروح كان قد تغلب عليها في حينها فواصل دك العدو بمعية رفاقه و جروح اخرى اقعدته في المستشفيات لايام و شهور خاصة خلال العام 1976.

و أثناء فترات التعافي و العلاج كان الشهيد يقدم دروسا متخصصة للمتدربين في المدارس العسكرية الصحراوية حول العقيدة القتالية بعض الاسلحة الكلاسيكية خصوصا في مدرسة 12 أكتوبر الى ان أصبح مدربا رسميا لسنوات أخرى تعاقبت بعد ذلك.

قبيل وقف اطلاق النار بقليل كان الشهيد السالك قد انخرط في العمل بمديرية الامن الصحراوية و التي ظل يمارس فيها مهامه الوطنية الى أن أقعده العجز. توفي الشهيد السالك،يوم الثلاثاء 20 ابريل بمخيمات اللاجئين الصحراويين. مجرد لمحات خفيفة عن حياة ثورية مئة بالمئة، ملتزما بالمباديء العسكرية و الثورية حتى في خيمته المتواضعة فكان شديد السرية، كثير الانضباط، محترما للحدود.

كان ثائرا بطبعه على كل شي غير منضبط و لا سوي، حيث ثار على العادات الثقافية و ثار على اللهجة الحسانية و ثار على سلوكيات البشر و ثار على كل اشكال التمظهر الغير لائق و ثار على الفساد و ثار كذلك على بعض العبادات التي كان يرى أن ممارسة المجتمع لها يحتاج الى تقويم و تصحيح شرعي.

عاش الشهيد بسيطا في كل شيء و كان يرى في فلسفة البساطة عنده اغتداءا بالمنهج و السنن الفعلية لرسول الله صلى الله عليه و سلم. فكان يرفض بشدة أن يكون متميزا مظهريا عن باقي افراد مجتمعه من حيث الرتبة، الملبس، الماكل، المشرب و حتى المسكن.

عاش بسيطا و توفي بسيطا رغم عظم صنائعه في سبيل الله و في سبيل الوطن. لنا في قادم الايام قصص لم تروى بعد من يوميات مقاتل صحراوي في ميدان الشرف. إنا لله و إنا إليه راجعون.