
افريقيا برس – الصحراء الغربية. في مقال له بموقع “راي اليوم” حاول الكاتب والباحث المغربي عبد السلام بنعيسي ايجاد ما يبرر ادعاء وزير خارجية بلاده بان ” إيران وحزب الله يسعيان لزعزعة أمن واستقرار المغرب” يقول الكاتب : “قرأنا لمرات متفرقة في الصحافة الموالية للسلطة اتهامات موجهة لعناصر من حزب الله بأنها تساند البوليساريو، ولكننا لم نطلع على ما يشفي غليلنا بالأدلة التي لا يرقى إليها الظنُّ، للاقتناع بهذه الاتهامات، والقبول النهائي بها، بل ظل الشكُّ سائدا، بهذا الخصوص، في صفوف الكثيرين من المغاربة. ولذلك ليس أمامنا سوى استعمال العقل، تحليلا واستنتاجا “.
ويسترسل الكاتب المغربي في نفس السياق بالقول ان “حزبُ الله الذي يقاتل بأعداد كبيرة من عناصره القيادية والقاعدية القوات التكفيرية في سورية، ويعتبر المعركة في أرض الشام مصيرية ووجودية بالنسبة له، وحزب الله الحاضر بشكلٍ محدودٍ، باعتراف قيادته، في اليمن ليساند بخبراته القتالية، الحوثيين في معركتهم التحريرية، ويوجد في العراق إلى جانب الحشد الشعبي، ويقدم الدعم للمقاومة في غزة، ويقف على إجر ونص مستعدا لصدِّ أي عدوان “إسرائيل”ي على لبنان، ويشحذ سلاحه استعدادا للدفاع عن الثروات النفطية والغازية اللبنانية الموجودة في عرض البحر على الحدود مع الكيان الصهيوني الذي يريد الاستيلاء عليها، كيف سيكون للحزب المذكور الوقت للانشغال بما يجري في شمال إفريقيا، ومن أين له بالطاقم البشري الذي يبعثه ليقاتل القوات المسلحة المغربية إلى جانب البوليساريو؟؟”.
ليخلص الى السؤال : “فهل بات حجم قوات حزب الله وعدد أفرادها في حجم وعدد الجيش الأحمر السوفياتي لكي يوزعها على كل هذه الجبهات الممتدة والشاسعة الأطراف؟ هل يعرف الحزب جغرافية المنطقة وخصائصها الطبغرافية لكي يساهم في معاركها؟؟”.
“ما قيل عن حزب الله ” يقول كاتب المقال “يقال أيضا عن إيران، فلدى إيران ما يكفي من الهموم والانشغالات والمعارك في العراق، واليمن، وسورية، وأفغانستان، وأذري بدجان، ومع السعودية، والبحرين، والإمارات، وهي في حرب مستعرة في أعالي البحار، والمحيطات، وفي السماء، وفي الأرض، وعبر النت مع الكيان الصهيوني، بل إنها اصطدمت في مواجهات عسكرية مباشرة وخطيرة مع الولايات المتحدة الأمريكية، وهي منهمكة كليا في التفاوض من أجل العودة للاتفاق النووي بهدف رفع الحصار الخانق حولها، فكيف تفكر إيران، في هذه الظروف الحرجة التي تمرُّ منها، في فتح جبهة أخرى جديدة في شمال إفريقيا، لتنفق فيها مزيدا من الأموال الطائلة والمجهودات القتالية المُكْلِفة؟؟؟”.
ويتسائل من جديد بالقول ” يتحدث السي بوريطة عن تهديد إيران وحزب الله لأمن المغرب واستقراره؟ ” ألا يفاخر المغرب بأن قواته الأمنية والاستخباراتية تعتبر من أقوى المخابرات، عالميا، وأكثرها مهنية وحرفية، فكيف لها أن تسمح بتهديد إيراني لأمن المغرب واستقراره؟؟”.
ليخص في الاخير الى القول ” في غياب الأدلة القاطعة والمثبتة، بالنسبة لي أنا المغربي ” يظل تصريح بوريطة حول مشاركة إيران وحزب الله إلى جانب البوليساريو في مواجهاتها مع القوات المسلحة المغربية، كلاما يفتقر إلى القوة الإقناعية، إنه كلام يقال، من وجهة نظري، لتبرير التطبيع لا غير. وإذا كان هذا هو الانطباع عن تصريح بوريطة يتولد لدي كمغربي فكيف لصاحبه أن يقنع به غير المغاربة؟؟”.
ويضيف بسخرية لاذعة ” تنطبق على رئيس دبلوماسية المغرب مقولة: الناس راجعة من الحج وهو ذاهب إليه. أمريكا والخليج تُصالحُ إيران وهو يحرّض ضدها، هم يريدون طي صفحة الخلافات معها والتقرب منها، وهو يحاول إضرام نار الخلافات وتسعيرها معها، يصعب على بوريطة أن يجد، جهة ما، تمسك منه، الطرف الثاني لهذا الحبل الراشي الذي بين يديه، ويبحث عمن يمدُّهُ إليه”.