
افريقيا برس – الصحراء الغربية. اعتمد مجلس الامن الدولي يوم الجمعة رسميا رسالة مستعجلة بعث بها ممثل جبهة البوليساريو بالامم المتحدة الدكتور سيد محمد عمر حول التطورات الخطيرة والمقلقة لحالة حقوق الإنسان في أراضي الصحراء الغربية الخاضعة للاحتلال المغربي غير القانوني.
وأوضح الدبلوماسي الصحراوي ان دولة الاحتلال المغربية ما برحت منذ عدوانها الجديد على الإقليم الصحراوي المحرر في 13 نوفمبر 2020، تشنّ حربا انتقامية أخرى ضد المدنيين الصحراويين الذين يتعرضون باستمرار لقسوة مروعة وممارسات لاإنسانية مهينة.
وادانت الرسالة بشدة الموجة الجديدة من أعمال العنف الوحشي والإرهاب التي تقوم بها دولة الاحتلال المغربية ضد الشعب الصحراوي في الصحراء الغربية المحتلة، وحمّلت الأمم المتحدة المسؤولية الكاملة عن حمايته وسلامته.
وقال الدبلبوماسي مخاطبا اعاضاء مجلس الامن الدولي ” لا يمكن للأمم المتحدة أن تقف مكتوفة الأيدي بينما تكثف دولة الاحتلال المغربية هجماتها الإرهابية والشنيعة على المدنيين الصحراويين والناشطين في مجال حقوق الإنسان على مرأى ومسمع من بعثة الأمم المتحدة في الإقليم.
وقد نبّه رئيس الجمهورية والأمين العام لجبهة البوليساريو إبراهيم غالي،في رسالة مؤرخة في 16 فبراير 2021 والمعممة كوثيقة من وثائق مجلس الأمن (S/2021/162)، إلى الحالة الكارثية في الصحراء الغربية المحتلة. وقد تدهورت هذه الحالة بشكل مثير للجزع خلال الأشهر القليلة الماضية.
وفي مدينة بوجدور المحتلة، قامت عناصر أجهزة الأمن المغربية مرارا باقتحام منزل عائلة سيد إبراهيم خيا، الذي يخضع لحصار مشدد من الشرطة منذ 19 نوفمبر 2020. وعلى نحو ما توثقه الصور ومقاطع الفيديو المنشورة على نطاق واسع، فقد دأبت الناشطة الصحراوية في مجال حقوق الإنسان سلطانة سيد إبراهيم خيا وأفراد عائلتها على الانخراط في سلسلة من الأعمال الاحتجاجية السلمية ضد الاحتلال المغربي غير القانوني، بما في ذلك قيامهم برفع العلم الوطني للجمهورية الصحراوية فوق منزلهم.
وفي 10 مايو، وفي إطار عمل إرهابي جبان، اقتحم عشرات من عناصر الأمن المغاربة الملثمين والبلطجية الذين ترعاهم الدولة منزل عائلة سيد إبراهيم خيا واعتدوا بوحشية على سلطانة وعائلتها. وقاموا بنهب المنزل واعتقال ثلاثة من نشطاء حقوق الإنسان الذين اقتيدوا إلى مكان بعيد وتعرضوا للتعذيب. ويتعلق الأمر بخالد الحسين لحسن بوفريوا، والسالك محمد السالك بابير، وبابوزيد محمد سعيد.
وقد دقّت منظمة العفو الدولية ومنظمة هيومن رايتس ووتش ومؤسسة الخط الأمامي الدولية لحماية المدافعين عن حقوق الإنسان، من بين هيئات أخرى، ناقوس الخطر بشأن وضع سلطانة سيد إبراهيم خيا وعائلتها وما يتعرضون له باستمرار من أفظع أشكال العنف الجسدي والنفسي على أيدي عناصر الأمن المغاربة. وفي وقت مبكر من هذا اليوم، وفي حلقة جديدة من إرهابهم المستمر، اقتحم أفراد أمن مغاربة منزل العائلة واعتدوا جسديا على سلطانة وشقيقتها، الواعرة سيد إبراهيم خيا، مع إخضاعهما لمعاملة مشينة ومهينة.
ويشارك العديد من نشطاء حقوق الإنسان الصحراويين في جميع أنحاء الأراضي الصحراوية المحتلة في حملة ’’علمي فوق منزلي‘‘، حيث يرفعون علم الجمهورية الصحراوية فوق منازلهم كرمز للاحتجاج السلمي ضد الاحتلال المغربي غير القانوني لأجزاء من الصحراء الغربية. وبسبب دفاعهم عن حقوق الإنسان ونشاطهم السلمي دعما لحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال، عانى العديد من الصحراويين من أعمال انتقامية عنيفة وتعرضت منازلهم للمداهمة والتخريب من قبل قوات الأمن المغربية.
وما زالت حالة المحتجزين السياسيين الصحراويين، بمن فيهم مجموعة أكديم إزيك، تثير الجزع نتيجة للظروف المزرية التي يُحتجزون في ظلها داخل سجون دولة الاحتلال المغربية والممارسات المهينة والانتقامية التي يتعرضون لها من جانب إدارة السجون المغربية. وإننا نحثكم مرة أخرى على التدخل العاجل لإنهاء معاناة جميع السجناء السياسيين الصحراويين وعائلاتهم وضمان الإفراج عنهم فورا ودون قيد أو شرط حتى يتمكنوا من العودة إلى وطنهم ويتسنى لمّ شملهم مع عائلاتهم.
وأكدت الرسالة انه في الوقت الذي تتواصل فيه الجهود لتعيين مبعوث شخصي جديد للصحراء الغربية، تكثف دولة الاحتلال المغربية أعمالها القمعية في الأراضي الصحراوية المحتلة وتقوض بذلك أي آفاق لاستئناف عملية السلام. وفي هذا الصدد، تؤكد جبهة البوليساريو من جديد أنه لا سبيل للقيام بأي عملية سلام طالما تستمر دولة الاحتلال المغربية، في ظل الإفلات التام من العقاب، في حربها الترهيبية والانتقامية ضد المدنيين الصحراويين والناشطين في مجال حقوق الإنسان، بالإضافة إلى محاولاتها فرض الأمر الواقع بالقوة في الإقليم.
ودعت جبهة البوليساريو مجلس الأمن بإلحاح إلى تحمل مسؤولياته عن حماية المدنيين الصحراويين وضمان سلامتهم الجسدية والمعنوية باعتبارها عنصرا أساسيا من عناصر مسؤولية الأمم المتحدة تجاه الشعب الصحراوي ومسؤوليتها عن إنهاء الاستعمار في آخر مستعمرة في أفريقيا.