الحرب المنسية في الصحراء الغربية.. تحقيق دير شبيغل

43

نفعي أحمد محمد

أفريقيا برس – الصحراء الغربية. سلطت مجلة “دير شبيغل الألمانية” الواسعة الانتشار، الضوء على الحرب الدائرة رحاها في الصحراء الغربية عبر تقرير لمراسلها فريتز شاب “Fritz Schaap”.

وتحت عنوان “يريدون استعادة وطنهم أو يكونوا جميعا في نفس المقبرة” (Sie wollen ihre Heimat zurück – oder alle auf demselben Friedhof liegen) نقل المراسل الشاب معاناة الشعب الصحراوي الذي احتلت أرضه لعقود، وحرم من حقه في السيادة على تلك البقعة الواقعة في شمال غرب أفريقيا.

وشدد الصحفي الألماني على أن المقاتلين الصحراويين وضعوا أمام خيار واحد لا غير وهو استئناف القتال لاستعادة حقوقهم بغض النظر إن كانوا سينتصرون أم لا.

تقرير لـ “فريتز شاب” من الصحراء الغربية

ترتفع معنويات محمد ولد اوليدة مع تقدمنا لكل كيلومتر، يجلس هادئا خلف مقود سيارته “لاند كروزر” ذات اللون الرملي، وهو ينطلق مع غروب الشمس الى الصحراء في حرب يتوق لها منذ سنين عدة.

بيوت بنية تمر عبر نوافذ سيارتنا، عالم رصاصي حار وحزين، تقع تلك المباني منخفضة الارتفاع في حمادة درعة، وهي صحراء رملية تقع جنوب غرب الجزائر بغيضة وغير مضيافة. فوق أسطح تلك البيوت مقاطع حديدية مموجة، وضعت فوقها صخور خشنة كي تغطي ساكنيها وتحميهم من عواصف الصحراء.

اوليدة هو واحد من الصحراويين، وهم شعب يقارب المليون نسمة. مقاتل صلب، قصير القامة ذي شارب خفيف، يبلغ من العمر 59 عاما. أب ودود ورجل يائس. وبصفته قائدا فهو المسؤول عن الناحية العسكرية الرابعة وهي منطقة يبلغ طولها 90 كيلومترا.

تمتد المنطقة التي يسيطر عليها اوليدة على طول جدار رملي لا نهاية له فيما يبدو، يبلغ طوله حوالي 2700 كيلومتر، تشكل حدودا تفصل الأراضي التي يحتلها المغرب عن تلك التي يسيطر عليها الصحراويون.

بلد اوليدة مقسم إلى نصفين، القسم الأكبر والذي يقارب 80 في المائة من أراضيه يحتلها المغرب، تشمل ساحل المحيط الأطلنطي إضافة إلى مناجم الفوسفات الهائل والنفط وأماكن خصبة للزراعة، والمدن الكبيرة، في حين لا يوجد شيء تقريبا في العشرين في المائة المتبقية عدا عن شريط صغير من الصحاري. يقطن أغلب أفراد أسرة اوليدة في المنفى، وأغلبهم في مخيمات اللاجئين جنوب غرب الجزائر.

تنتظر هذا القائد عشرين ساعة من القيادة المتواصلة، هو عضو في قيادة جبهة بوليساريو وهي جماعة مسلحة تقاتل من أجل فرض سيادة دولتها الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية التي تعترف بها 35 دولة وهي عضو في الاتحاد الأفريقي.

في اليوم نفسه جاء اوليدة إلى مقر الحكومة الصحراوية في المنفى بالجزائر لينقل مجموعة من الصحفيين إلى جبهة المواجهة من ضمنهم صحفي بريطاني يعمل لصالح وكالة “ميدل ايست أي” للأنباء، وآخر يعمل مع جريدة “ليبراسيون” الفرنسية ومصورون إضافة إلى دير شبيغل. يمر بنا الطريق من جنوب غرب الجزائر إلى شريط ضيق من الصحراء تسيطر عليه جبهة بوليساريو عبر أراض موريتانية. يجب أن يرى العالم ان هنالك حرباً.

فور مغادرتنا المخيمات، تتبع اوليدة خطوط الكهرباء الممتدة جنوبا حتى تحولت مدارجها إلى رمال، يقول اوليدة: “في كل مرة أغادر فيها تجاه الجبهة أعلم أنها قد تكون الأخيرة”، يبدو أنه تواق إلى هذا النوع من الوداع.

محمد اوليدة القائد العسكري المسؤول عن الناحية العسكرية الرابعة التي تسيطر عليها جبهة البوليساريو. منسيا من العالم، لايزال أحد أكبر النزاعات القانونية مستمر على الصحراء الغربية. يحتل المغرب هنا مساحة تقارب مساحة بيلاروسيا ويحرم الصحراويين من ممارسة حقهم في استفتاء حول استقلال أبرم اتفاق بشأنه قبل أكثر من 30 عاما، ويستغل واحدا من أكبر مناجم الفوسفات في العالم ويدفع بسفنه بالصيد على طول السواحل الغنية بالأسماك.

بحسب إحصاءات تقديرية تم إعدادها العام 2014، يعيش حوالي 530 ألف شخص في الأراضي المحتلة نصفهم من المغاربة إضافة الى 180 ألفا من أفراد الجيش المغربي 105 الف شخص فقط هم من الصحراويين. لقد أصبح هؤلاء أقلية في وطنهم. في حين يعيش 200 ألف صحراوي في مخيمات للاجئين في جنوب غرب الجزائر.

هم بدو رحل او صيادون سابقون، يقال إن المغاربة ذبحوا قطعانهم واحتلوا شواطئهم، تجار بلا أسواق ومزارعون دون حقول. يعيش هؤلاء الصحراويون في خمسة مخيمات سميت بأسماء مدنهم المحتلة: العيون، أوسرد، السمارة، الداخلة وبجدور. فرص العمل تكاد تكون منعدمة مثلما يقول كبار السن في تلك المخيمات وشح في المياه، لا وجود لسيارات الإسعاف، “ولا وجود لشيء لنقوم به هنا” يقول بعض الشبان لا جامعات ولا مدارس مهنية.

دفع الناس عمدا للعيش هنا في تشرد، تخبر الأمهات ابنائهن في المخيمات ومنذ سن مبكرة بأن الصحراء الغربية هي وطنهم. نشأت أجيال وترعرعت لا تعلم أي شيء عدى عن الصحراء المقفرة وأشواق بالعودة إلى البيوت يبدو أنها بعيدة المنال.

يخبر الأجداد أحفادهم كل يوم، كيف كانت الحياة في وطنهم الحقيقي قبل الاحتلال، كيف كانت مياه البحر تتلألأ، ومذاق السمك وروائح أسواق المدن. من المفترض أن يثير ذلك شوقا إلى مستقبل أفضل، لكن قصص الكبار تلك تخلق أيضا إحساسا بالخسارة لدى الأطفال أنه “شعور لا يطاق”، يقول اوليدة: “نحن بحاجة الى القتال”.
يقول الناس في مخيمات اللاجئين: “إما أن نستعيد وطننا او لندفن جميعا شهداء في مقابره”. يكاد المرء أن لا يجد من يعارض الحرب، فئة قليلة جدا فقط. يرى الكثير من الصحراويين هنا أن الموت أفضل من المنفى الأبدي، ونرى على جدران بنايات المخيمات عبارة “كل الوطن أو الشهادة”.

معاناة منذ عقود

في الاثناء، قدمت حكومة ألمانيا الاتحادية تنازلات إلى المغرب في النزاع؛ في ديسمبر الماضي وصفت وزارة الخارجية خطة الحكم الذاتي المغربية بأنها “إسهام هام في الحل”، بشأن النزاع حول المنطقة. تحافظ ألمانيا على علاقات اقتصادية مع المغرب، تسيطر الرباط على طرق الهجرة إلى أوروبا وهي وسيلة لممارسة الضغط على هذه الأخيرة.

بالنسبة للصحراويين فإن المعاناة التي بدأت قبل عدة عقود لا تزال مستمرة إلى الآن. بعد انسحاب المستعمر الإسباني العام 1975، غزا كلا من المغرب وموريتانيا الصحراء الغربية. وفي أكتوبر من نفس العام دعا ملك المغرب حينها الحسن الثاني 360 ألف مغربي الى الانتقال للعيش في المنطقة واصفا ذلك بـ”المسيرة الخضراء”، بعدها بوقت قصير أعلنت جبهة بوليساريو قيام الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية وشكلت أول حكومة لها في المنفى بالجزائر.

وفي الحين الذي أبرمت فيه موريتانيا اتفاق سلام مع جبهة بوليساريو وانسحبت من المنطقة التي تحتلها، احتل المغرب تلك الأجزاء وشرد مئات الآلاف من الأشخاص واستمرت الحرب بين الطرفين حتى العام 1991، قبل أن يتم التفاوض على وقف إطلاق النار بمساعدة من الأمم المتحدة، وافقت الحكومة المغربية على إجراء استفتاء “تقرير المصير”، وظل الصحراويون ينتظرون تنظيمه وخلال طوال تلك المدة التي تجاوزت الثلاثين عاما، أخّر المغرب العملية واستمر في عمليات الاستيطان ولم يعد لدى الصحراويون قدرة على الصبر.

اشتعل النزاع مرة أخرى في نوفمبر من العام 2020، حين شنت القوات المغربية هجوماً على متظاهرين صحراويين أغلقوا طريقا ساحليا، بعدها بوقت قصر أعلن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في تغريدة له على تويتر تأييده لمطالب المغرب في الصحراء الغربية. كانت تلك المناورة جزءا من خطته للسلام في الشرق الأوسط، ستقابل بتطبيع المغرب لعلاقاته مع إسرائيل.

مضادات طيران صدئة وبضع دبابات من صنع سوفياتي

منذ ذلك الحين، هاجم الصحراويون وبشكل منتظم الجزء الذي يحتله المغرب من الصحراء الغربية، يرد المغاربة بقذائف هاون وهجمات بطائرات مسيرة ويؤمنون الجدار الرملي بأنظمة ردارات وحقول ألغام وحراسات من آلاف الجنود.

من جهة أخرى لم يتبق لرجال اوليدة سوى بنادق كلاشينكوف قديمة ومدافع مضادة للطائرات صدئة وبعض دبابات سوفياتية الصنع وصواريخ غراد، ولا يمكنهم ذلك سوى استفزاز المغاربة من حين لآخر.

تستضيف الجزائر وهي الخصم الإقليمي للمغرب الصحراويين في مخيمات لجوء وتمكن جبهة بوليساريو من الدعم العسكري لكن الحكومة الجزائرية لا تملك إمكانات قلب موازين القوى.

يجلس اوليدة في سيارة “لاند كروزر” رملية اللون، يلف راسه بوشاح أخضر لا يبرز من رأسه سوى عينيه ـ بعد وقت قصير من انطلاقنا تعطلت إحدى السيارات “لاند كروزر” الثلاث، تركها اوليدة خلفه، لم يتمكن رجاله من إصلاحها وبعد نصف ساعة تعطلت السيارة الأخرى، ضلوا الطريق بعد ذلك لفترة وجيزة.

يسعى اوليدة كي يظهر قوة جبهة بوليساريو للصحفيين وهو أمر بدا صعبا عليه، لكن إن أردت فهم معنى عقودا من اللجوء والتشرد الأبدي والعيش في إحدى المناطق الأكثر قسوة في العالم، ما عليك إلا أن تتبع اوليدة وهو يقول: “انا على أتم استعداد للموت من اجل شعبي”، فبمجرد أن ينطلق بسيارته إلى المناطق المحررة من الصحراء الغربية يشعر بفاء عميق. في المخيم يجعله الحزن متعبا لكن هنا فالأمر يختلف.
تشير التقديرات ألى أن هنالك ما بين 6000 و 7000 مقاتل هم تحت سلطة بوليساريو. يرافق اوليدة رجال ذوي بشرة كالورق المجعد يتوشحون عمائم خضراء يلفونها حول رؤوسهم ونظارات تزلج قديمة تصل إلى أنوفهم، وأهم سلاح يملكه ورجاله ضد خصمهم هو إرادتهم في الانتصار أو شعورهم باليأس.

لا هدنة بعد اليوم

يقول اوليدة: “يجب ألا تكون هدنة أخرى بعد الآن، بكل تأكيد إن الحرب لن تنتهي بعد معركة واحدة وبانتصار عسكري كامل من كل مقاتلي بوليساريو، لكن لن تكون هناك أي هدنة أخرى حتى نحصل على استقلالنا او نموت جميعا”.

بعد الظهيرة وصل اوليدة ورجاله إلى بلدة امهيريز المهجورة، بعد طريق طويل مروا خلاله من مجاري الأنهار ومن مرتفعات. يقع مقر قيادة الناحية العسكرية في واحة صغيرة بين أشجار السنط، وتحيط بها سلاسل جبلية من صخور داكنة اللون، منطقة جرداء تصعب الحياة فيها. إنها الوطن الذي يقاتل اوليدة من أجل أن تبقى حرة، ثلاث شياه ترعى بالقرب منا وسيارة عسكرية من نوع “لاند كروزر” ملطخة ببقايا الوحل. رجال يرتدون أزياء رسمية يترجلون في عمق الرمال، أطراف سراويلهم مهترئة وأحذيتهم الجلدية هشة. يرفض اوليدة الكشف عن اعداد المقاتلين تحت إمرته.

يطلب القائد العسكري من الصحفيين إخراج شرائح هواتفهم وتركها في المخيم قبل الانطلاق، بذلك يتفادون تحديدهم كأهداف للطائرات المغربية المسيرة. بعد ذلك بقليل، انطلق بسيارته إلى سفح حيث اتخذت أربع سيارات من نوع “تويوتا” مواقعها. تم تثبيت المضادات وربطها بجهات التحميل وأشعلوا النار في ثلاثة براميل من النفط وسددوا ضربتهم أمام أنظار الصحفيين، بعدها ارتفعت أعمدة الدخان في السماء من مكان الهدف ثم تلتها طلقات من مدفعيات ثقيلة.

وجه صحفي سؤالا إلى اوليدة؛ “لم يتعين علينا إخراج شرائح الهواتف إن كان المغاربة يوجهون مسيراتهم الى مصادر النيران؟ ضاقت أعين اوليدة، تمنى وهو يصيح بغضب “أتمنى ان يستهدفنا المغاربة بهجوم كي تتمكن من رؤية الحرب هنا”.

يريد اوليدة أن يظهر للصحفيين أن هنالك حربا وأن شعبه يواجه خطرا، يريد أن يلفت انتباه العالم الذي لا يهتم ما يقع في بلاده ولشعبه إلا نادرا يجب أن تبرز الحرب بالقدر الأكبر، تعطل أحد الرشاشات بعد طلقتين.

في الليل وحين تكون النجوم تتلألأ في سماء الصحراء، يجلس اوليدة مع رجاله مفترشين بطانيات خلف شجيرة شائكة، وكقابيل وهابيل “ثمة جانب سيئ وآخر جيد هناك ضحية وجلاد. المؤسف أن المجتمع الدولي هنا لا يفهم من هو الضحية” حسب تعبير اوليدة.

المغرب يهدد بالهجرة غير المنتظمة

مشكلته “اوليدة” هي أن العديد من دول الاتحاد الأوروبي لديها علاقات وثيقة مع المغرب، يهدد محمد السادس الذي يحكم بلاده منذ العام 1999 مرارا وتكرارا دول الاتحاد بالهجرة غير المنتظمة.

حين سمحت إسبانيا بدخول زعيم جبهة بوليساريو أراضيها في نيسان/إبريل الماضي لتلقي العلاج بعد اصابته بفيروس كورونا، دفع المغرب بأكثر من 8000 مهاجر إلى جيب سبتة الاسباني وهو ما أرغم المركبات العسكرية الإسبانية التوغل في شواطئ المدينة.

توترت العلاقات بشكل أكثر حين ألغت المحكمة الأوروبية للعدل في أيلول/سبتمبر الماضي إتفاقا بين الاتحاد والمغرب؛ يتيح للقوارب الأوروبية الصيد في سواحل الصحراء الغربية، وخلصت نفس المحكمة الى أن الاتحاد الأوروبي لم يحصل على موافقة الصحراويين على الاتفاق الذي يشمل المنتجات الزراعية.

يرى اوليدة ذلك خطوة مهمة إن التزمت بها تلك الدول بحق يقولها وهو يسخن يديه على كأس شاي صغير عبر الإمساك به بإحكام.

يحدق إلى السماء وبعدها نحو قدميه في الرمال. يتذكر والده وهو تاجر لم يتمكن من مواصلة نجاحه، ويتذكر أيضا شاطئ العيون وهي مسقط رأسه فتضيق عيناه. سمع بأن المغاربة يبيعون رمال شواطئ بلاده، وبعد فترة وجيزة استلقى مع رجاله للنوم على بطانيات صوفية خشنة.

نتوق إلى الشهادة

في اليوم الموالي حدث هجوم عسكري، بعد أن قاد اوليدة رجاله إلى تلة، يشير القائد إلى المسافة ويقول: “على بعد تسعة كيلومترات يوجد الجدار الذي يدافع عنه الجيش المغربي”، يجب ان يتمركز هناك على أي حال لأنه حتى ومن خلال المنظار لا يمكنه رؤية الجدار، وحين سأله أحد الصحفيين صرخ اوليدة: “يمكننا فعلا الاقتراب من ذاك الجدار، نحن نتوق للشهادة ولا يهمنا أي شيء”.

وفي المساء وقبل أن يعود بقليل إلى جبهة القتال يكشف القائد عن خطته في المعركة: “سيتم إطلاق ثلاثة صواريخ غراد على موقع مغربي يبعد تسعة كيلومترات وسيتم ذلك من الموقع بحضور الصحفيين”.

وبعد نقاش محتدم تم اقناع اوليدة بمغادرة الموقع فور إطلاق الصواريخ، فصعد سيارة الدفع الرباعي ووضع نظارات اللحام وسرعان مع ارتفعت ابرة عداد السرعة لتصل 110 كلمتر في الساعة.

يقول اوليدة ان المغرب في موقف دفاعي ولن يرد إلا على الهجمات مضيفا ان هنالك 20 الى 30 هجوما في الشهر.

ومع ذلك فإن ثمة هدوء في الجانب الآخر لربما له علاقة بالخوف من جبهة البوليساريو، ولكن بشكل أكثر برغبة المغرب في منع أي تصعيد كبير.

تستثمر مجموعة إيني “Eni” الإيطالية للطاقة البلايين من الدولارات في مشاريع الطاقة الشمسية والريحية في الصحراء الغربية وتقوم شركة سيمنس للطاقة “siemens energy” هي الاخرى ببناء طواحين الرياح هنالك بالإضافة الى ذلك ستتأثر السياحة كذلك.

مع حلول الليل، دكت ثلاثة صواريخ من جبهة البوليساريو قاعدة عسكرية مغربية، تصاعد أعمدة الدخان من المكان يدل على تأثر الموقع. وقف اوليدة من على التلة يصرخ “هل ترون الدخان يتصاعد؟ هل ترى الحرب؟”، بحماسة يركض في البيداء ولكمات في الهواء ويعود في ليل شديد البرودة متجها الى الجزائر.

لا يرد المغاربة على الهجمات

حين رجع القائد العسكري إلى مخيم اللاجئين في جنوب الجزائر ودخل بيته الصغير، كانت ابنته قد أعدت له “تورتيا”، كان البيض بزباده والبطاطس خفيفة بالطريقة التي يحبها. يقول اوليدة “في كل مرة أعود فيها يدور بذهني سؤال دائم ” متى سينتهى ذلك، ومتى سنخرج من هنا؟

أمضى اوليدة ثلاثين عاما من حياته في المخيم وهو ينظر الخارج حيث تحرق الشمس تلك الأرض الميتة، ثمة شيء وحيد مهم بالنسبة إليه “حين يأتي الموت لا يجب أن تأتيني هنا في المنفى”.

المصدر: دير شبيغل
Sie wollen ihre Heimat zurück – oder alle auf demselben Friedhof liegen

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصحراء الغربية اليوم عبر موقع أفريقيا برس