أفريقيا برس – الصحراء الغربية. إستغل نظام الرباط برنامج بيغاسوس للتجسس على المواطنين في المغرب والمسؤولين على مختلف الأصعدة وكذا الشخصيات العامة والفنانين. وجرت أيضا ملاحقة المعارضين والناشطين وخصوصا الثوار ورموز الحراك بمنطقة الريف، شمالي البلاد. وأستعانت المخابرات المغربية بهذا البرنامج لملاحقة المناضلين الصحراويين والمنظمات الحقوقية المؤيدة لنضالهم، وشملت أيضا دعاة حقوق الإنسان في كل من إسبانيا وأوروبا والقارة الإفريقية باعتبارهم مناصرين للقضية الصحراوية.وظلت هذه الأنشطة غير معروفة لدى الرأي العام الدولي حتى سنة 2021، عندما أقدمت بعض منظمات حقوق الإنسان ومنها منظمة العفو الدولية على فضح هذه النشاطات التجسسية التي يقوم بها نظام المخزن بإستخدام برنامج بيغاسوس .وذكرت هذه المنظمة – التي وصفت الكيان الصهيوني في أحدث تقرير لها بأنه نظام للميز العنصري – بأن عمليات التجسس تكون قد شملت صحافيين ومدافعين عن حقوق الإنسان و14 رئيس دولة في العالم . وقدمت منظمة العفو الدولية لائحة تتضمن خمسين ألف رقم هاتفي يعتقد أنها لأشخاص تم إختيارهم من قبل عملاء الشركة – المملوكة للكيان الصهيوني – لمراقبتهم وذلك على الأقل خلال فترة السبع سنوات الأخيرة. بيغاسوس و قصة التجسس على الجزائر لن نضيف جديدا بأن نظام المغرب لم يتوقف يوما عن محاولة التجسس على الجزائر منذ إستقلالها عام 1962، بإعتبارها – على حد وصف منظري السياسة الخارجية في الرباط – دولة عدوة ، وقد نطق بذلك القنصل المغربي بوهران في ماي 2020. وهذه العقيدة العدائية والمتجذرة في مفاصل وعقول قادة النظام القائم في المغرب مستغربة ومستهجنة بقوة من قبل الجزائر، لأنها ببساطة تتنافى مع سياسة الأخوة وحسن الجوار واليد الممدودة للجيران والأشقاء على حد السواء. وتقوم السياسية الجزائرية على مبادئ وقيم إنسانية نبيلة غرستها ثورة نوفمبر الخالدة وسقتها دماء الملايين من الشهداء ومنها وجوب إحترام سيادة الدول وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وعدم المساس بالحدود الموروثة عن الإستعمار وكذا دعم القضايا العادلة في العالم ومنها القضية الفلسطينية وحق تقرير المصير للشعب الصحراوي. ومثل هذه القيم الإنسانية تغيض نظام المخزن ولا يمكنه أن يفقه فيها أو يهضم مضامينها بسهولة لأنها بلا شك تتناقض مع أحلامه وأطماعه التوسعية غير المشروعة وغير القابلة للتحقق في الزمان والمكان. إن خيار الإرتماء في أحضان العدو التاريخي للأمة يعتبر خطيئة كبرى وهو من دون شك محكوم عليه بالفشل، ولن يجدي نفعاً الرهان على الكيان الصهيوني لقلب الموازين السياسية والعسكرية على الساحة المغاربية لأن هذه الأرض روت بدمائها راية الإستقلال.
ومن المعلوم بأن نظام المخزن كان في مقدمة الدول التي حصلت على برنامج بيغاسوس المستخدم في مجال التجسس و المراقبة. وتستخدم هذه التكنولوجيا العسكرية المتطورة في مراقبة الهواتف والإطلاع على الرسائل والصور وجهات الإتصال وتفعيل الميكروفون والكاميرا عن بُعد وتنزيل البيانات الشخصية للأشخاص المستهدفين. وقد بدا جليا للمراقبين بأن تل أبيب سلمت هذا البرنامج للنظام المغربي مكافأة له على دوره التاريخي في تمكين الكيان العنصري في فلسطين المحتلة من التمدد والتوغل في كل من المنطقة العربية و القارة الإفريقية. وليس خافيا بحسب نفس الملاحظين، بأن نظام المخزن يلتقي مع الكيان الصهيوني أولا في عدائه التقليدي للجزائر وثانيا لقضايا التحرر وحق الشعوب في تقرير المصير. وزيادة على ذلك ، يوجد بينهما تحالف وتنسيق للمواقف في المحافل الدولية ، بهدف حجب الدعم عن القضية الفلسطينية ووأد مشروع إحلال السلام وتقرير المصير في الصحراء الغربية. وبالموازاة مع ذلك ، تم رصد تعاون وتنسيق كبيرين في الميدان العسكري ، وتبادل التجارب في مجال الإستيطان. ويذكر بأن نظام المخزن يرفض الإلتزام بالمبادئ التي قامت عليها منظمة الوحدة الإفريقية والتي تحولت مع مطلع هذه الألفية إلى الإتحاد الإفريقي ، وتنص بنود الإتحاد على وجوب إحترام الدول الأعضاء للحدود الموروثة عن الإستعمار ، غير أن الجارة الغربية وعلى العكس من ذلك ، تسعى جاهدة من أجل تكريس سياسة الإحتلال والأمر الواقع في الصحراء الغربية وأكثر من ذلك تحاول ، بين الفينة والأخرى ، التوسع على حساب جيرانها تماشيا مع ما تقوم به دولة الإحتلال الصهيوني منذ نشأتها. المشوار السياسي الجزائري بتصرف
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصحراء الغربية اليوم عبر موقع أفريقيا برس