كواليس القمة الأوروبية الأفريقية: المغرب فشل في عرقلة إلقاء الرئيس الصحراوي كلمة أمام القمة

16
كواليس القمة الأوروبية الأفريقية: هيستيريا دبلوماسية مغربية وفشل ذريع في عرقلة إلقاء الرئيس الصحراوي كلمة أمام القمة
كواليس القمة الأوروبية الأفريقية: هيستيريا دبلوماسية مغربية وفشل ذريع في عرقلة إلقاء الرئيس الصحراوي كلمة أمام القمة

أفريقيا برس – الصحراء الغربية. انتهك أعضاء الوفد المغربي المشارك في قمة الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي كل الأعراف والآداب الدبلوماسية المتعارف عليها دوليا، في إجراءات وتحركات دبلوماسية هيستيرية هذه الأيام في محاولات متعددة ومتنوعة فشلوا فيها في إقناع الجهات المنظمة للقمة بعرقلة إلقاء رئيس الجمهورية الصحراوية الأمين العام لجبهة البوليساريو، الأخ ابراهيم غالي، كلمة يوم في الجلسة المخصصة للأمن والسلم.

وأفاد موقع «الصحراء الغربية 24» في قصاصة له يوم الجمعة أن أعضاء الوفد المغربي فوجئوا ببرمجة كلمة للرئيس الصحراوي، ما دفعهم للتحرك بطرق مختلفة في محاولة منهم بشطب هذه الكلمة من البرنامج.

وفي هذا السياق، أوضح مراسل الموقع أن الوفد المغربي حرك كل أصدقائه داخل القمة للتأثير على اللجنة المنظمة، متحججا أن الكلمة لم تكن مبرمجة، وأن الاتفاق هو أن تكتفي القمة بكلمات رسمية لرئيسي المنظمتين، وبعض الرؤساء ممن يمثلون ملفات محددة.

وعند رفض الهيئة المنظمة، المشكلة من المنظمتين الأوروبية والافريقية، اقترح الوفد المغرب أن يتم تسليم الكلمة مطبوعة وأن لا يسمح للرئيس الصحراوي بإلقاءها، غير أن هذا المقترح رفض أيضا ما دفع ممثلي نظام الاحتلال المغربي للتحرك بطريقة هستيرية لدرجة التهديد بالانسحاب من القمة، وهو ما لم يعره أحد أي اهتمام.

وبعد أن تيقن الوفد المغربي، الذي لا يرأسه في هذه القمة وزير الخارجية المغربي، أن مطلبه غير مستجاب له، حاول تحريك بعض أصدقائه من القارتين لعل وعسى أن يتمكنوا من التأثير، دون جدوى، علما أن القمة تترأسها فرنسا والسنغال بحكم رئاستهما للمنظمتين.

وقد أثارت هذه التصرفات المزعجة وغير الدبلوماسية امتعاض الكثير من الدبلوماسيين والمراقبين الذين استغربوا سقوط المغرب في هذه التصرفات الصبيانية، خاصة بعد أن تناول الرئيس الصحراوي الكلمة، حيث نهض وزير الخارجية المغربي ووفده في حركة احتجاج من القاعة، وبدأت بعض عناصره تخرج وتعود، إلى ان استمع الرؤساء الحاضرون لكلمة الرئيس، ثم عاد الوفد ورئيسه صاغرا لمواصلة حضور القمة التي لا يستطيع التغيب عنها بسبب حاجته للحماية الفرنسية والأوروبية كنظام محتل وغاصب.

وجدير بالذكر أن وفد الجمهورية الصحراوية، برئاسة رئيس الجمهورية ابراهيم غالي، يشارك في قمة الاتحاد الأفريقي-الاتحاد الأوروبي التي افتتحت أشغالها يوم الخميس بالعاصمة البلجيكية، بروكسل.

ولقي رئيس الجمهورية مثل غيره من رؤساء الدول المشاركة نفس المعاملة البروتوكولية لحظة وصوله إلى مطار بروكسيل، وهو ما أزعج على ما يبدو السلطات المغربية، وأثار استغراب وسائل الإعلام المغربية التي تشبعت طيلة سنوات من دعايات المخزن وأكاذيبه لدرجة تصديقها كل خرجات الدعاية المغربية دون تمحيص.

وكانت منابر إعلامية مغربية قد استبعدت مشاركة الرئيس الصحراوي، بل وصل الأمر بالنظام المغربي درجة من الارتباك دفعه لإقناع لجنة الصداقة الاوربية المغربية بالبرلمان المغربي بمراسلة القمة من أجل المطالبة بمنع الرئيس الصحراوي من المشاركة، جاهلين أن الجمهورية الصحراوية عضو مؤسس للاتحاد الأفريقي ولا يستطيع أي كان منعها من حضور أو المشاركة في أي نشاط ينظمه الاتحاد الأفريقي مهما كانت الجهة المستضيفة.

وشهدت الفترة الصباحية من اليوم الثاني، استكمال أشغال الجلسات الـ7 التي أنطلقت في الفترة المسائية لليوم الأول، حيث شاركت الجمهورية الصحراوية في أشغال الجلسة الخاصة بالسلم والأمن ألقى خلالها الرئيس إبراهيم غالي كلمة وجه عبرها رسائل إلى قادة الإتحاد الأوروبي بشأن النزاع في الصحراء الغربية بين الجمهورية الصحراوية وقوة الاحتلال -المملكة المغربية-.

وشدد الرئيس إبراهيم غالي في كلمته التي ألقاها أمام رؤساء الدول والحكومات الأوروبية والأفريقية، أن الوقت قد حان كي يرافق الإتحاد الأوروبي الإتحاد الإفريقي بشكل حثيث، جاد وإيجابي من أجل التسوية النهائية للنزاع في الصحراء الغربية، داعيا أوروبا إلى لعب دور إيجابي في مسار التسوية والتخلص من وضعها كجزء من المشكل لتصبح جزءا من الحل وهو ما سيساهم في تعزيز شروط السلام والأمن والاستقرار في منطقة شمال إفريقيا والساحل.

وأكد الرئيس إبراهيم غالي على أهمية هذه القمة في توحيد التصور والأهداف بين المنظمتين، مشيرا في ذات السياق إلى أن «السلام في الصحراء الغربية ولكي يكون دائما ولنزع فتيل التوتر القائم قرابة 45 سنة وخاصة المنزلق الحاصل منذ 13 نوفمبر 2020، يجب أن يكون عادلا، وذلك لن يكون إلا باحترام القانون والشرعية الدولية وتصفية الاستعمار».

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصحراء الغربية اليوم عبر موقع أفريقيا برس