ذكرى تأسيس أول حكومة صحراوية: الأهداف والتحديات

18
ذكرى تأسيس أول حكومة صحراوية :الأهداف و التحديات
ذكرى تأسيس أول حكومة صحراوية :الأهداف و التحديات

أفريقيا برس – الصحراء الغربية. تمر اليوم الذكرى ال46 لتأسيس أول حكومة للجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية،ذلك اليوم الأغر الذي قرر فيه الشعب الصحراوي، وضع نهاية للفراغ السياسي المتولد عن الإنسحاب الذليل للمستعمر الإسباني بعد هزيمة نكراء، ووضع اللبنات الأولى لمشروع دولته الفتية، في وقت كان يتعرض فيه لغزو همجي غادر، فكان ميلاد الحكومة الصحراوية في خضم حرب تحريرية شاملة، واجه فيها الشعب الصحراوي وضعا إستثنائيا خاصا، وتولت فيه الحكومة قيادة كفاح وطني متعدد الأوجه، فكان عليها أن تنظم المقاومة المسلحة لمواجهة العدوان، وتأمين اللاجئين،وتوفير مقومات الصمود،وقيادة العمل الدبلوماسي الواسع للتعريف بالقضية الصحراوية، وحشد لها الدعم الدولي المطلوب لها.

وكشف الأب محمد لمين احمد عضو الأمانة الوطنية الذي كان أول رئيس حكومة صحراوية، لموقع الصحراء الغربية 24 :أن ” إعلان الجمهورية سنة 1976 ، كان ضروريا ليطمئن الصحراويون على مستقبلهم”.

وشرح السيد محمد لمين احمد الظروف التي أحاطت بإعلان الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية وما رافقها من صعوبات موضحا أنه منذ اوخر سنة 1975 بعد التوقيع على إتفاقية مدريد، بدأ التفكير جديا في نوعية الرد القوي و المناسب على خيانة اسبانيا لإلتزاماتها ؛ وهكذا فبالتزامن مع الخروج النهائي للمستعمر سارعت القيادة الوطنية بكل مسؤولية الى الإعلان عن قيام الدولة الصحراوية فوق كامل ترابها الوطني، سدا للفراغ و تأكيدا على أن الشعب الصحراوي لا يقبل هذا النوع من الفوضى الذي يحاول القفز على ارادته في الحرية والاستقلال.

ومن هنا يشكل الاعلان- يضيف عضو الامانة الوطنية- مشروعا للدولة الصحراوية الناشئة والمعادل الموضوعي امام الاطماع والقوى المتكالبة بل ضمانة للوجود والاستمراية …

وأضاف الأخ محمد لمين أحمد قائلا: “إن الإرادة وحدها رغم شح الإمكانيات ومحدودية التجربة جعلت ذلك الإعلان التاريخي ممكنا” ضمن واقع دراماتيكي عنوانه القنبلة والتشريد في حرب إبادة حقيقية لم تسلم منها المدن والأرياف ورغم قلة انتشار الوعي وتواضع الخبرة والتمرس العسكري لاستيعاب هذه المتغيرات كلها؛ استطاع الشعب الصحراوي – في وقت وجيز – وخاصة الشباب ان يلهم المجتمع اشكال التعاطي مع متطلبات المرحلة فكريا وعمليا.

كان السؤال / الاشكاليةالمطروح خلال هذه الظرفية بعد الإعلان عن الجمهورية هو ما العمل؟ يتساءل الأخ عضو الأمانة الوطنية في رده على سؤال عن تحديات الظروف أنذاك، فالواقع كان يتطلب وبشكل ملح تشكيل حكومة “استثنائية” بالمعنى الحرفي للكلمة تنحصر مهامها في ثمانية ميادين ،لكن المهمة المركزية تتمثل في التعريف بالدولة الصحراوية الفتية والحديثة العهد .

كانت حكومتها بمثابة حكومة حرب ،فماعدا ميدانين او ثلاثة وهما الدفاع ، الداخلية و العدل و ميدان التجارة التي كانت كلها في الداخل ،فإن بقية المناصب الخمسة الأخرى كانت تمارس مهامها في الخارج. انها بعبارة أوجز تختزل مهام مرحلة دقيقة وحاسمة في تاريخ صراعنا مع الاطماع الاستعمارية ،يتذكر السيد محمد لمين أحمد . .

وبالفعل نجحت الفكرة رغم كل هذه التحديات و كان الشهيد الولي رحمه الله من احد عمالقة هذا الشعب في ذلك التاريخ واحد مفكريه الذين اسسوا للمشروع الوطني في كل محطاته و لازال فكره كمصدر إلهام يجوب إلى حد الساعة كل المنازل و كل الخيم و كل المضارب في الصحراء و هذا شيء أساسي”.

وفي معرض اجابته عن سؤال للموقع يتعلق بالهبة الشعبية المتميزة والتجاوب الكبير مع قرار القيادة الوطنية بالرد القوي على خرق النظام المغربي لوقف إطلاق النار والذي دشن بإعتدائه العسكري على المتظاهرين المدنيين بالكركرات يوم 13 نوفمبر الماضي؛ رد السيد محمد الأمين احمد بقوله: “لقد أساء النظام المغربي التقدير بناء على معطيات خاطئة مصدرها مخابراته و زمرة العملاء مفادها الإدعاء بان الشعب الصحراوي ضعفت همته و ان الجيل الشاب جيل آخر هدفه هو المعاش و ملذات الحياة، لكن الحقيقة عكس ذلك لإن شبابنا الذي إزداد في اللجوء قبل وبعد وقف إطلاق النار سنة 1991 رضع من ثدي امهاته الوطنية و حب التضحية من أجل الوطن وهو ما يفند بالملموس أكاذيب عملاء المغرب وحساباته .

إن هذا الجيل الثاني أكثر حماسة و إندفاعة كالجيل الذي سبقه او يزيد يعتز الأخ محمد لمين أحمد . هذا وفي ختام حديثه للموقع دعا السيد محمد الأمين عضو الأمانة الوطنية بحكم إنتمائه لللرعيل الاول الذي حافظ على سمعة و كرامة الشعب الصحراوي ،دعا الجيل الجديد أن يشحذ كل طاقته و جهده في مواجهة العدو و التصدي لمؤامراته ولاشيء غير ذلك، كما اوصى” بالإنسجام و الوحدة لأننا بالوحدة نستطيع إفشال جميع رهانات العدو”

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصحراء الغربية اليوم عبر موقع أفريقيا برس