أبي بشرايا: “جبهة البوليساريو تمكنت من تأسيس مشروع تحرري يزاوج بين تحرير الأرض والانسان”

13
أبي بشرايا: “جبهة البوليساريو تمكنت من تأسيس مشروع تحرري يزاوج بين تحرير الأرض والانسان”
أبي بشرايا: “جبهة البوليساريو تمكنت من تأسيس مشروع تحرري يزاوج بين تحرير الأرض والانسان”

أفريقيا برس – الصحراء الغربية. أكد ممثل جبهة البوليساريو في أوروبا، أبي بشرايا البشير، بمناسبة الذكرى 49 لتأسيس الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (البوليساريو)، أن أكبر انجاز يسجل للجبهة، هو نجاحها في التأسيس لمشروع تحرري وطني يزاوج بين تحرير الأرض والانسان.

وقال أبي بشرايا في تصريح خاص لوكالة الأنباء الجزائرية، اليوم الثلاثاء، أن جبهة البوليساريو، نجحت في المعركة العسكرية الميدانية مع الاحتلال المغربي بالرغم من الفارق الكبير في العدة والعتاد في الماضي والحاضر، مضيفا أنها حررت أجزاء كبيرة من التراب الوطني في مراحل معينة.

وأضاف أنه بالمقابل، وهذا استثناء في تاريخ حركات التحرر، تمكنت من وضع القواعد الأساسية للدولة الصحراوية العصرية بمؤسساتها والتي أدت إلى نتائج رائعة خاصة على مستوى التعليم والصحة وترقية المرأة والممارسة الديمقراطية.

أما الاستثناء الآخر المسجل لجبهة البوليساريو -يضيف الدبلوماسي الصحراوي- “كونها حركة التحرير الوطنية الوحيدة تقريبا التي حافظت على وحدتها ووحدة الشعب من ورائها طيلة العقود الماضية”، وبالتالي “فنحن لا نتفاجأ بأن الهدف الرئيس للاحتلال المغربي الآن هو ضرب وحدة الجبهة وضرب تمثيلها للشعب الصحراوي”.

وفي إطار الإنجازات التي حققتها الجبهة كذلك، أكد أبي بشرايا على أن “جبهة البوليساريو جعلت الشعب الصغير كبيرا بصموده وشجاعته وعدالة قضيته”.

وبخصوص المعارك التي قادتها جبهة البوليساريو مع الاحتلال المغربي، أوضح أبي بشرايا، أنها تمتد على اربعة جبهات رئيسة، وهي الجبهة العسكرية منذ 13 نوفمبر 2020، وجبهة انتفاضة الاستقلال والمقاومة السلمية تحت الاحتلال، وجبهة بناء وتوطيد دعائم الدولة الصحراوية وأخيرا جبهة العمل الدبلوماسي.

وفي هذا السياق، تابع قائلا: “نظرة سريعة على التطورات الاخيرة، تؤكد أن القضية تسجل مكاسب بشكل مضطرد على مستوى الجبهات الاربع، والنتيجة النهائية ستكون حاصل انصهار العمل في النطاقات الاربع، والذي لن يكون الا الاستقلال الوطني”.

وأكد المسؤول الصحراوي على أن الدرس الاكبر وراء 49 سنة على تأسيس البوليساريو و46 سنة على الاحتلال العسكري المغربي، هو أن “الرهان على القضاء على الشعب الصحراوي أو تخليه عن قضيته هو رهان فاشل الآن وغدا”.

وأضاف أن السلطات المغربية وككل الدول الاستعمارية في آخر فتراتها تحاول مصادرة حقوق الشعوب المقهورة بتقديم مقترحات بأنصاف الحلول المشبوهة.

وأشار إلى أن “المغرب يحاول الآن، وللأسف الشديد بدعم من قوى دولية نافذة، الالتفاف على الحق في تقرير المصير من خلال الترويج بمقترح ما يسمى بخطة”الحكم الذاتي”، المزعومة، والذي ولد ميتا ويروج به منذ 2007 ولم ولن يتقدم خطوة واحدة لأسباب نعرفها”.

وشدد في هذا الاطار، على أنه “لا يجب ان يسقط المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي تحديدا، في خطأ الرهان على تعب الشعب الصحراوي أو القضاء عليه، ويجب عليه قانونيا وأخلاقيا، دعم ميثاق الامم المتحدة وفرض تطبيق ما اتفق عليه الطرفان سنة 1991 وهو استفتاء تقرير المصير”.

وقال أن حالة الانسداد الحالية تعود إلى إحجام مجلس الامن الدولي عن تحمل مسؤولياته، و”فك الانسداد يبدأ من خلال تصحيح تلك الوضعية”، مشددا على ان “البوليساريو والشعب الصحراوي باقيان ومصممان على مواصلة الكفاح من أجل الحق”، وأكد أنه ينبغي على مجلس الأمن مباشرة خطوات عملية وسريعة، على أساس القانون والشرعية الدولية.

وبخصوص موقف الدول الداعمة للمغرب، وعلى رأسهم فرنسا -قال أبي بشرايا- أنه “لم يحسم ولن يحسم النزاع لصالحه ولن يؤدي إلا إلى إطالة أمد النزاع ومعاناة شعوب المنطقة”، مؤكدا على أن إسبانيا، تحديدا، “هي المسؤولة عن كل معاناة الشعب الصحراوي وتأجيل حلم شعوب المنطقة في التكامل والوحدة بسبب إدارتها الظهر في الماضي والحاضر لمسؤولياتها الدولية”.

وخلص المسؤول الصحراوي بالقول: “نحن نعرف أن هدف بيدرو سانتشيز، رئيس الوزراء الاسباني، من موقفه الأخير تجاه الصحراء الغربية، هو محاولة إضعاف الأرضية القانونية الصلبة للموقف الصحراوي من أجل تسهيل فرض الأمر الاستعماري الواقع”، مشيرا إلى أن هذا جاء بعد عدم تمكن الاحتلال المغربي من تحقيق أهدافه بقوة الدعم المالي والعسكري؛ لكن، و”كما فشلت المخططات السابقة سيفشل هذا أيضا، ويفشله الشعب الصحراوي وتفشله القوى السياسة والشعوب الاسبانية عموما”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصحراء الغربية اليوم عبر موقع أفريقيا برس