الجزائـر أقوى من إسبانيا و مدريد ليست بحوزتها أوراق ضغط.

23
الجزائـر أقوى من إسبانيا و مدريد ليست بحوزتها أوراق ضغط.
الجزائـر أقوى من إسبانيا و مدريد ليست بحوزتها أوراق ضغط.

أفريقيا برس – الصحراء الغربية. يبدو أن الخلاف بين مدريد و الجزائر، دخل منطقة “اللاعودة” بعد التعنت الذي أظهره الإشتراكيين في إسبانيا، دون دعم الأحزاب السياسية الأخرى و لا المجتمع المدني.

تهور ستكون له فاتورة باهضة الثمن، و قد تشكل بداية أزمة حادة، تعصف بقطاع المال و الاعمال في إسبانيا، المنهار أصلاً، و تضعف السمعة الخارجية لإسبانيا، و تنهي مسار قاطرة سانتشيث، التي فقطت بوصلة الطريق و إنفصلت عن الركب.

الجزائر من هذه الأزمة، لم تخسر شيئاً حتى الساعة، و لا أرى أنها ستخسره مستقبلاً أيضاً، و قد يتساءل أحدكم: لماذا؟1/ الواردات الجزائرية من السوق الإسبانية، محدودة و غير مؤثرة، مقارنة بالصادرات الجزائرية إلى إسبانيا، و التي يتربع على ريادتها الغاز الجزائري، الذي تعتمد عليه إسبانيا بشكل كبير، و العقود المبرمة بين الطرفين بشأنه إن خضعت لعملية مراجعة التسعير برفعه، ستجعل الحكومة الإسبانية أمام أزمة طاقة، تهدد إستقرار البلاد و أمنها الاقتصادي.2/ الجزائر لها حدود مع سبعة دول إفريقيا، و إذا تعلق الأمر بالهجرة غير الشرعية و توظيفها كورقة ضغط و إبتزاز، كما يفعل المغرب، فإن الضحية الأكبر ستكون السواحل الإسبانية، غير أن الكل متفق أن الجزائر دولة ذات مبادئ واضحة و منسجمة، ولن تسقط في وحل الإفلاس السياسي، كحال دول أخرى مجاورة لها.3/ السمعة الجزائرية تعززت بموقف شامخ، ينضاف لسجلها الناصع، فالأزمة بين البلدين ليست بسبب عقود شركات ولا حركة أموال، بل جاءت نتاج تمسك الجزائر بالشرعية الدولية في الصحراء الغربية و رفضها تملص إسبانيا من مسؤولياتها التاريخية بالاقليم محل النزاع، و وقفت سدا منيعا في وجه عمليات المتاجرة السياسية و المقايضات المرفوضة أخلاقياً و قانونياً.4/ إسبانيا فقدت سمعة، كانت تتبجح بها يمنة و يسر، في الأمم المتحدة و أمام الإتحاد الأوروبي، و سيكون صوتها مستقبلاً مبحوح و غير مسموع إذا تعلق الأمر بالنزاع في الصحراء الغربية، و هو ما إستشعره متأخراً الحرس القديم لوزارة الخارجية الإسبانية، بعد زيارة سانتسيث للرباط، و عبرَ عن خيبة أمل من الخطوة التي أفقدتهم الكثير و لم تجني لهم شي، حسب ما نقلت صحيفة الموندو.

صعب جداً أن تعود العلاقات بين البلدين إلى مستواها قبل الأزمة في الأجل القريب، حتى بعد مغادرة سانتسيث و الإشتراكيين قصر المونكلوا، و إن عادت فستكون بعد وضع قواعد صارمة و حازمة، تمليها الجزائر و تحترمها إسبانيا صاغرة، أي خلل يمسها، يؤدي إلى إنهيار العلاقات الثنائية، أما الثقة، فهناك سنوات إن لم أقل عقود لإسترجاعها.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصحراء الغربية اليوم عبر موقع أفريقيا برس