نكسة جديدة للولايات المتحدة الأمريكية في قضية الصحراء الغربية

7
نكسة جديدة للولايات المتحدة الأمريكية في قضية الصحراء الغربية
نكسة جديدة للولايات المتحدة الأمريكية في قضية الصحراء الغربية

السيد حمدي يحظيه

أفريقيا برس – الصحراء الغربية. زار جشوا هاريس، نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون شمال إفريقيا، كل من الجزائر والمغرب، وعاد خاوي المحفظة.

إذا تتبعنا مسار الزيارة بين الجزائر والرباط، يمكن أن نستخلص ما يلي: في الجزائر لا يمكن التكهن بأية نتيجة ما عدا أن الرجل طلب من الجزائر التوسط لدى البوليساريو كي لا تستغل ظرف انتشار الحروب في غزة واوكرانيا وتخلق بؤرة حرب جديد في شمال غرب إفريقيا، وربما طلب منها، أيضا، أن تكون طرفا في المفاوضات التي يفكر فيها دي مستورا.

هذا الطلب البائس يقابله، طبعا، الكلام الفارغ عن استئناف المفاوضات ودور المبعوث الشخصي ديمستورا المجمد أصلا.

لكن لم تستمع إليه الجزائر ولا البوليساريو، ولم يحصل على أية تعهدات.

هذا كل ما يمكن استنتاجه من زيارة هاريس إلى الجزائر.

النسبة لزيارته للمغرب لا يمكن أن تخرج عن الإطار التالي: يحث المغرب على البقاء في إطار الأمم المتحدة، ويحثه على إجراء اصلاحات جذرية على مشروع الحكم الذاتي حتى يكون في صيغة تقبلها الأمم المتحدة.

لكن المغرب يرفض طريق الأمم المتحدة، ويشترط أن تكون الجزائر طرفا في التفاوض وهذا مستحيل.

سبق زيارة جوشوا هاريس لزيارته للمغرب، يوم 17 ديسمبر، بلاغ من الخارجية الأمريكية فارغ المحتوى، كل طرف يفسره حسب مشيئته، تقول فيه أن “الولايات المتحدة تدعم بشكل تام المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، دي ميستورا، في تيسير عملية المفاوضات الرامية إلى التوصل إلى حل عادل ودائم ومقبول لدى الأطراف”، واعاد البلاغ مضغ ” تشيكلي” المعروف مرة أخرى وهو أن “الحكم الذاتي ذا مصداقية وجدية”، وأن “موقف الولايات المتحدة ثابت، لم يتغير من قضية الصحراء الغربية”.

كل الكلام الذي جاء في بيان الخارجية الأمريكية لا يعني أي شيء.

القول أنها تدعم المبعوث الشخصي والأمم المتحدة لا يعني أي شيء لأن الأمم المتحدة لم تعد موجودة في الصحراء الغربية والمغرب يعارضها ويستهزأ بها، والقول أن “الحكم الذاتي ذو مصداقية وجاد” لا يعني أيضا شيء لأنها لم تقول أنه الحل الوحيد للقضية، والقول “أن موقف الولايات المتحدة ثابت ولم يتغير” لا معنى له لأن كل طرف يحاول تفسيره بطريقته: المغرب يفسره أنه الموقف الذي أتخذ ترامب، والصحراويون يفسرونه أنه الموقف الدائم الذي كان سائدا قبل تغريدة ترامب.

إذن، نحن أمام إدارة أمريكية ضعيفة لم يعد أحد يستمع اليها، فلا هي قادرة على التصريح أنها مع موقف ترامب وتعترف للمغرب ب”السيادة” على الصحراء الغربية، وتفتح قنصلية في مدينة الداخلة وتسحب القضية من يد الأمم المتحدة، ولا هي قادرة على التراجع صراحة عن موقف ترامب، ولا هي تريد دعم مسار الأمم المتحدة والقانون الدولي، وبقيت رجْل في الجنة ورجْل في النار.

الخلاصة، أن الصحراويين لم يأبهوا بهذه الزيارة للمعرفة المسبقة أنها لن تأتي بجديد.

لم يوقفوا الحرب، ويبدو أنهم، تزامنا مع الزيارة، زادوا من مدى صواريخهم وأصبحت تسقط في الأماكن التي ظل المغرب يقول أنه يسيطر عليها.

الجزائر أيضا لن تستمع إلى نصيحة هاريس ولن تكون طرفا في مفاوضات تخص قضية تصفية استعمار واضحة.

من جهته، لن يستمع المغرب إلى الولايات المتحدة، ولن يقوم بتحسينات على مشروع الحكم الذاتي المرفوض، ولن يحضر إلى مفاوضات لا تكون الجزائر طرفا فيها.

أن الولايات المتحدة الأمريكية، الآن، لم تعد هي الولايات المتحدة في زمن ماضي عندما كان أي سائح امريكي لا ينام إلا في قصر رئيس الدولة التي يقضي فيها عطلته.

الولايات المتحدة الأمريكية انتهت عمليا، وفقط تنتظر نهاية حرب اوكرانيا وغزة لتسجل شهادة وفاتها، ويكتسح وحشا روسيا والصين معاقلها.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصحراء الغربية اليوم عبر موقع أفريقيا برس