أفريقيا برس – الصحراء الغربية. أعرب سفير الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، احمتو محمد أحمد، اليوم الاثنين عن شكره لحكومة بوليفيا وشعبها على التضامن بمناسبة الذكرى الـ51 لاندلاع الكفاح المسلح في الصحراء الغربية ضد الاستعمار.
وقال السفير الصحراوي في مقابلة حصرية مع برينسا: “لقد دافعت سلطات دولة بوليفيا المتعددة القوميات دائمًا عن قضيتنا وتدافع عنها، وآخر مناسبة كانت في اجتماع العقد الدولي الرابع للقضاء على الاستعمار الذي عقد في كاراكاس”.
وأشار الدبلوماسي إلى أن بوليفيا أكدت في ذلك المنتدى على دعمها الثابت لقضية الشعب الصحراوي في كفاحه من أجل تقرير المصير والاستقلال، وهو عمل تقدره حكومة وشعب الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية بشكل كبير.
وأشار الدبلوماسي إلى أن بوليفيا اعترفت بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية في 14 ديسمبر 1982، ومنذ ذلك الحين حافظت الدولتان الشقيقتان على علاقات دبلوماسية واتصالات مستمرة في مختلف المجالات.
وأشار السفير إلى أن الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية قررت في عام 2022 إنشاء سفارة دائمة في لاباز من أجل مواصلة تعزيز العلاقات، ليس فقط الدبلوماسية ولكن أيضا الثقافية وعلى المستوى المؤسسي، وهي مهمة تضعها البعثة الجديدة موضع التنفيذ.
وفي إشارة إلى الذكرى التي تم احياؤها اليوم، أكد احمتو محمد أحمد على أهمية بداية الكفاح المسلح قبل 51 سنة، أولا ضد الاستعمار الإسباني (1973-1975) ثم ضد احتلال النظام المغربي.
ووصف أن مجموعة من الشباب العازمين على النضال من أجل حرية واستقلال شعبهم بدأوا هذا العمل الفذ بقيادة القائد التاريخي الولي مصطفى سيد، وبعد تقييم وضع انتفاضة الزملة السلمية عام 1970، والتي تم قمعها من قبل السلطات الاستعمارية الإسبانية.
وأضاف أنه تنفيذا لقرارات المؤتمر التأسيسي في 10 مايو 1973 تم اعتماد الكفاح المسلح هو الطريق الأنسب ضد الاستعمار، وقاموا بمهاجمة نقطة مراقبة حدودية التي يحتلها لواء من الجيش الإسباني.
وبعد أكثر من عامين من المواجهة بين الثوار الصحراويين والجيش الإسباني، انسحبت إسبانيا جبانة من أراضي الصحراء الغربية، وبالتالي تركت استقلال المستعمرة الوحيدة الموجودة في أفريقيا غير مكتمل.
وبهذه الطريقة، فشلت في الالتزام بالمبادئ الواردة في ميثاق الأمم المتحدة، وتحديدا القرار 1415 لعام 1960، الذي ينص على حق الشعوب في تقرير مصيرها، مما فتح الطريق أمام احتلال المغرب.
وابرز السفير “إن جبهة البوليساريو تكيفت مع هذه الظروف وانشغالها بالحرب لم يمنعها من الاهتمام بإعداد مجتمع كانت تبلغ نسبة الأمية فيه أكثر من تسعين بالمئة من السكان وتوفير مؤسسات سياسية قادرة على الاستجابة لمطالب الشعب الصحراوي”.
وأوضح أنه تم الارتقاء بالتنمية الاجتماعية والاقتصادية لشعبنا.
وأضاف أن جبهة البوليساريو قامت في الوقت نفسه بانتشار دبلوماسي للحصول على الدعم والاعتراف بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية التي أعلنتها جبهة البوليساريو في 27 فبراير 1976، وهي حاليا عضو كامل العضوية في الوحدة الإفريقية ومعترف بها من قبل أكثر من 83 دولة.
الدول التي لها تمثيل في معظمها.
وإذ ذكّر بأن الكفاح المسلح ضد المحتل المغربي مستمر حتى اليوم، أبرز أن القدرة العملياتية للمقاتلين الصحراويين ونطاق عملياتهم العسكرية، سواء في الأراضي الصحراوية أو في المغرب نفسه، أجبرت الملك الحسن الثاني آنذاك على البحث عن مخرج.
وبهذه الطريقة، أفسحت المجال لإنشاء بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في عام 1991 ووقف إطلاق النار، وهي النتيجة التي رفضها الوريث محمد السادس في عام 2004، في انحراف فيما يتعلق بالتزام والده.
وخلص السفير إلى أن “جبهة البوليساريو والحكومة الصحراوية أظهرتا دائما استعدادهما لحل مشكلة بسيطة تتمثل في إنهاء الاستعمار من خلال إجراء استفتاء حول تقرير مصير الشعب الصحراوي”.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصحراء الغربية اليوم عبر موقع أفريقيا برس