تعاطي الأمم المتحدة مع القضية الصحراوية شهد “عدة منعرجات وانحرافات”

12

الصحراء الغربية – افريقيا برس. قال ممثل جبهة البوليساريو في الأمم المتحدة، محمد سيدي عمار، يوم الأربعاء، إن تعاطي الأمم المتحدة ومجلس الأمن مع القضية الصحراوية، شهد العديد من “المنعرجات والانحرافات”، مرجعا السبب إلى محاولة بعض الدول وعلى رأسها فرنسا “إفراغ محتوى مخطط التسوية والالتفاف على حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير”.

وأضاف سيدي عمار، خلال المحاضرة التي ألقاها بقاعة “الشهيد الولي” في مخيمات اللاجئين الصحراويين، أن محاولات الالتفاف على الشرعية الدولية التي حاولت فرنسا القيام بها، “جرت طيلة العُهد المتعاقبة للأمناء العامين للأمم المحتدة، وخلال المقاربات التي قدمها المبعوثون الأمميون إلى الصحراء الغربية”.

وعلى ضوء تقاعس الأمم المتحدة، حسب المحاضر، قررت جبهة البوليساريو “مراجعة العملية برمتها”، مستطردا “ولو أن مرحلة المراجعة تم تجاوزها باتخاذ قرار استئناف حرب التحرير، في 13 نوفمبر 2020، عقب عدوان الاحتلال المغربي على مدنيين صحراويين عزل، في ثغرة الكركرات غير الشرعية”.

وأكد سيدي عمار، أن استئناف الكفاح المسلح “أعطى القضية الصحراوية زخما غير مسبوق”، مذكرا في نفس السياق بأن جبهة البوليساريو كانت “قد استشعرت الخطر مبكرا، نتيجة خروقات الاحتلال المغربي وتقاعس الأمم المتحدة، وتم ابلاغ المنظمة الأممية ومجلس الأمن الدولي عبر رسائل تحذيرية عديدة، لكنهما لم يحركا ساكنا”.

وثمن ممثل جبهة البوليساريو في الأمم المتحدة، العمليات النوعية التي يقوم بها جيش التحرير الصحراوي، مضيفا “القصف الذي تم في ثغرة الكركرات غير الشرعية رسالة لقوات الاحتلال المغربي، بأن الجيش الصحراوي يستطيع أن يضرب أي نقطة من نقاط تواجدها”.

ولم يخف المتحدث بأن جبهة البوليساريو وعلى اعتبارها الممثل الوحيد والشرعي للشعب الصحراوي، “تبقي الباب مفتوحا أمام الحل السلمي، لكن حسب الحل الذي يضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير”، مشددا على أنه “حق غير قابل للتصرف”.

يذكر أن سلسلة هجمات الجيش الصحراوي الموجهة ضد قوات الاحتلال المغربي، المتواجد خلف الجدار الرملي، امتدت إلى ثغرة الكركرات بالجنوب الغربي، وإلى منطقة المحبس بالشمال الغربي، وفقا لبيان صادر عن وزارة الدفاع الصحراوية.

وجاء في البيان العسكري رقم 73، الأحد الماضي، بأن “وحدات الجيش الصحراوي قصفت السبت وليلة الأحد، مواقع تواجد قوات الاحتلال المغربي في ثغرة الكركرات غير الشرعية بقطاع بئر ندوز، قصفا عنيفا ومتواصلا استمر طوال الليل استهدف قواعد جنود الاحتلال المغربي على طول المنطقة الفاصلة بين أنزران ولب أظليم بقطاع تشلة”.

وأضاف البيان أن “الجيش الصحراوي استهدف قواعد ونقاط تمركز الجيش الملكي المغربي في عدة مواقع على غرار منطقة أوديات أشديدة بقطاع الفرسية، ومواقع تواجد جنود الاحتلال المغربي في كل من منطقتي تنوشاد بقطاع المحبس و منطقة أم أدن بقطاع البكاري”.

كما كان الأمين العام لوزارة الأمن والتوثيق الصحراوية، سيدي اوكال، قد توعد جيش الاحتلال المغربي بـ “المزيد من التصعيد” بعد قصف الثغرة غير الشرعية بالكركرات، محذرا المدنيين المغاربة والأجانب من التواجد في هذه الأراضي لأنها “مناطق حرب”.