سياق اعتذار صحيفة “واشنطن بوست” للشعب الصحراوي

3
سياق اعتذار صحيفة
سياق اعتذار صحيفة "واشنطن بوست" للشعب الصحراوي

السيد حمدي يحظيه

أفريقيا برس – الصحراء الغربية. الجميع تفاجأ عندما نشرت جريدة “واشنطن بوست”، تحقيقا على صفحتها الأولى بالمانشيت العريض، يوم 13ابريل 2025م، تتهم فيه جبهة البوليساريو بدعم الحرب في سوريا، وبعلاقات تربطها خفية بإيران وحزب الله.

الذي أدهش الناس أن الجريدة المذكورة لها باع طويل في عالم الصحافة، ومقربة من البيت الأبيض، ثم إن البوليساريو حركة تحرير يدها نظيفة، وتعلق على كتفها، منذ انطلاقتها، نيشان براءة من أي صلة لها بالإرهاب.

بعد الفحص والتمحيص ظهر أن الخطأ الذي ارتكبت الجريدة مرتبط بكولسة مغربية أدت إلى فضيحة مست بسمعة الجريدة.

كما نعلم يوم 8 ابريل – نيسان، كان بوريطة في واشنطن يشحذ فتح قنصلية في الداخلة المحتلة، وبعد رفض الإدارة الامريكية لذلك، حاول الالتفاف على الفشل بطلب من الإدارة الامريكية أن تصنف البوليساريو كحركة “إرهابية”، وأجرى لقاءات مع مسؤولين امريكيين كبار.

حتى يروج لقضية تصنيف البوليساريو حركة إرهابية في الداخل الأمريكي، لجأ إلى اختراق أكبر صحيفة أمريكية-واشنطن بوست-، وطلب منها أو رشَى بعض صحفييها ليربطوا البوليساريو بالإرهاب وبإيران.

هذا الخطأ، بالإضافة إلى توريط الجريدة، ورط الإدارة الامريكية بحكم أن الجريدة هي ذراع إعلامي للبيت الأبيض.

هذا من جهة، أما من جهة أخرى، فيبدو أن تراجع الجريدة عن مقالها المذكور الذي تتهم فيه البوليساريو بالإرهاب وايران، له علاقة بمحاولات الولايات المتحدة تلطيف الأجواء قبل زيارة مبعوثها إلى المنطقة.

فالجريدة، بما إن توجهها مساير لتوجه الحكومة الأمريكية، رضخت للإملاءات الحكومية، وقررت الاعتذار.

من إشارات تلطيف الأجواء التي تقوم بها الإدارة الأمريكية الآن، رفض واشنطن- الى حد الآن- لفتح قنصلية في الداخلة المحتلة، ورفضها إجراء مناورات الأسد الإفريقي في الصحراء الغربية، ورفضها الحديث عن تصنيف البوليساريو حركة ” ارهابية”.

تلطيف الأجواء الذي انخرطت فيه الولايات المتحدة قد لا يكون ناتجا عن حسن نية، إنما تهيئة لزيارة المبعوث الأمريكي، وتبعا لنتائج تلك الزيارة يمكن أن يحرك ترامب رياحه وأعاصيره فهو مثل الخريف لا يمكن التنبؤ بما يمكن أن يفعل، لكن حتى لو أرعد وأمطر فلن يؤثر ذلك على الشعب الصحراوي.

المصدر: المستقلة للأنباء

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصحراء الغربية عبر موقع أفريقيا برس