قمة التيكاد 9: انتصار للشرعية وهزيمة للاحتلال

1
قمة التيكاد 9: انتصار للشرعية وهزيمة للاحتلال
قمة التيكاد 9: انتصار للشرعية وهزيمة للاحتلال

أفريقيا برس – الصحراء الغربية. رسخت الجمهورية الصحراوية حضورها في قمة التيكاد 9 بمدينة يوكوهاما اليابانية على أعلى مستوى، حيث شارك الوزير الأول الصحراوي، السيد بشرايا حمودي بيون، ممثلاً لرئيس الجمهورية،الأمين العام للجبهة السيد إبراهيم غالي إلى جانب وزير الخارجية والشؤون الإفريقية محمد يسلم بيسط والسفير لمن اباعلي، في الجلسة الافتتاحية التي حضرها الوزير الأول الياباني ورئيس أنغولا الرئيس الدوري للاتحاد الإفريقي.

هذه المشاركة التاريخية في اجتماع الرؤساء جاءت لتضع حداً لكل الجدل، وتؤكد أن الجمهورية الصحراوية أصبحت طرفاً ثابتاً في جميع فضاءات التعاون القاري والدولي التي يحق لها المشاركة فيها، مهما تعددت محاولات المغرب وبعض حلفائه لإقصائها.

وقبل هذا الموعد البارز، كانت الجمهورية الصحراوية قد حسمت حضورها في الاجتماعات التحضيرية، من خلال مشاركة وزير الخارجية والشؤون الإفريقية محمد يسلم بيسط، مرفوقا بالممثل الدائم لدى الاتحاد الأفريقي، لمن اباعلي، في اجتماع وزراء الخارجية يوم 19 أغسطس وقبله في اجتماع الخبراء.

وقد رافق الوفد الصحراوي اهتمام أمني ياباني خاص، شمل حماية الوفد الرسمي بل وحتى حماية يافطة الجمهورية الصحراوية خوفا من عودة أزلام المخزن لمحاولة سرقة هذه اليافطة كما حاولوا ذلك في التيكاد 8 العام الفارط، في خطوة رمزية قوية من البلد المضيف تؤكد التزامه بصرامة البروتوكولات المعتمدة داخل الاتحاد الإفريقي.

مرة أخرى حاولت الدبلوماسية المغربية افتعال ضجيج عقيم عبر سفيرها لدى الاتحاد الإفريقي، مدعية أن الجمهورية الصحراوية ليست طرفاً في الاجتماع. غير أن الردود جاءت صارمة: ممثلو المفوضية الإفريقية أكدوا أن مكان نقاش مثل هذه القضايا هو داخل أروقة الاتحاد وليس في شراكة إفريقية – يابانية، في حين لم يجد المغرب من يؤازره سوى إيسواتيني ومالاوي، بينما تمسكت بقية الدول بالمبدأ الثابت القاضي باحترام قرارات الاتحاد الإفريقي وضمان حق جميع أعضائه في المشاركة.

خيبة الأمل المغربية تضاعفت بعدما فشلت في إدراج أي نقطة للنقاش حول مشاركة الجمهورية الصحراوية سواء في اجتماع كبار المسؤولين أو على مستوى الوزراء.

إن قمة التيكاد 9 تحمل دلالات عميقة: الجمهورية الصحراوية باتت جزءاً راسخاً من كل الشراكات التي يكون الاتحاد الإفريقي طرفاً فيها، ولا رجعة عن هذا المسار. كما أن موقف المفوضية الجديدة بقيادة السيد محمود علي يوسف جاء صارماً في وجه الابتزاز المغربي، مؤكداً أن زمن المساومات قد ولى، وأن وحدة الصف الإفريقي أقوى من كل محاولات الشق والانقسام، وأن احترام قرارات الاتحاد، خاصة منها تلك الخاصة بالشراكات مسألة مصداقية، وكرامة للقارة ككل ولمنظمتها وقياداتها بشكل خاص، ولا يعقل أن يسمح للمغرب، دولة احتلال اعتادت شق الصف الافريقي، ان تفرض أجندتها التقسيمية لتهين بذلك كرامة كل الافارقة.

اليوم، ومع جلوس الوزير الأول الصحراوي إلى جانب قادة القارة، يترسخ من جديد أن الجمهورية الصحراوية ليست فقط حقيقة سياسية وقانونية داخل الاتحاد الإفريقي، بل شريك فاعل وأساسي في صنع مستقبل التعاون الافريقي والدولي.

أما المغرب، فقد سجل فشلاً مزدوجاً جديداً يضاف إلى سلسلة هزائمه الدبلوماسية، وعاد مرة أخرى بخفي حنين، يلعق جراحه كوحش جريح.(واص)

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصحراء الغربية عبر موقع أفريقيا برس