سلامة مولود اباعلي
أفريقيا برس – الصحراء الغربية. في حلقة جديدة من برنامجه سيناريوهات، عاد الإعلامي محمد كريشان ليتناول ملف الصحراء الغربية، من جديد، غير أن الملاحَظ – والمُستغرَب – هو الغياب التام للطرف المعني الأول والأخير، _الشعب الصحراوي وممثله الشرعي جبهة البوليساريو_ عن هذا الحوار.
فكيف يمكن أن يُناقش مصير أرض وشعب، في غياب الشعب نفسه؟!.
إن أي نقاش حول الصحراء الغربية، مهما كان غنياً بالتحليل أو مثقلاً بالضيوف والخبراء، يبقى ناقصاً ومبتوراً إذا لم يَشمل صوت الصحراويين الذين يعيشون المأساة ويدفعون ثمنها منذ عقود.
فالحكم الذاتي الذي يسوّق له بعض الإعلاميين والسياسيين، لا يمكن أن يكون حلاً واقعياً أو عادلاً إذا لم ينبع من إرادة الصحراويين أنفسهم.
لقد دافع كريشان في أكثر من مناسبة، بشكل مباشر أو موارب، عن الرواية المغربية الرسمية، متجاهلاً أن القضية الصحراوية قضية تصفية استعمار وفق قرارات الأمم المتحدة، وليست نزاعاً حدودياً بين دولتين.
ومثل هذا التوجه الإعلامي، حين يصدر من منبر كبير كقناة الجزيرة التي ترفع شعار “الرأي والرأي الآخر”، يُعدّ إخلالاً بمبدأ الحياد والمهنية التي تميزت بها القناة لعقود.
كان الأجدر ببرنامج سيناريوهات أن يفتح أبوابه لكل الأطراف، وأولها الطرف الصحراوي، بوصفه صاحب الأرض والحق والتاريخ.
أما تغييب هذا الصوت فهو بمثابة تغييب للحقيقة نفسها، وتحويل النقاش إلى كلام فضفاض لا يخدم سوى الرواية الأقوى نفوذاً، لا الرواية الأصدق.
إن الشعب الصحراوي – الذي يعيش بين اللجوء والمنفى والاحتلال والسجون والنعف والقمع – ليس رقماً في معادلات سياسية، بل الطرف الأخير والمعني الأول بأي حديث عن الحلول والمستقبل.
وأي نقاش يتجاهله، مهما كانت نواياه حسنة، هو نقاش أعرج يفقد مصداقيته أمام الوعي العربي والضمير الإنساني.
المصدر: المستقلة للأنباء
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصحراء الغربية عبر موقع أفريقيا برس





