
افريقيا برس – الصحراء الغربية. اكد الوزير الصحراوي لشؤون الارض المحتلة و الجاليات, محمد الوالي اعكيك, اليوم السبت, أن قرار مجلس السلم و الأمن بالاتحاد الافريقي ايجابي جدا في سبيل تطبيق الشرعية الدولية و تصفية اخر استعمار في القارة السمراء, معتبرا صمت الهيئات الحقوقية الدولية على جرائم نظام المخزن في المدن الصحراوية المحتلة جريمة ضد الانسانية.
وقال محمد الوالي اعكيك في تصريح لوكالة الانباء الجزائرية, إن قرار مجلس السلم و الأمن بالاتحاد الافريقي, بخصوص وضع القضية الصحراوية في سياقها الحقيقي و الطبيعي, كقضية تصفية الاستعمار من خلال التأكيد على أن حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره ثابت, هو انتصار للشرعية و لميثاق الاتحاد الافريقي, الذي يؤكد على ضرورة احترام الحدود الموروثة عن الاستعمار.
وعبر الوزير الصحراوي عن اسفه لتنكر النظام المغربي لمبادئ الميثاق التأسيسي للاتحاد الافريقي, رغم أنه وقع على هذا الميثاق, و التزم بتطبيق القرارات و القوانين التي تحدد العلاقة بين دول المنظمة القارية, مستهجنا محاولات دولة الاحتلال المغربي عرقلة مجهودات الاتحاد الافريقي الرامية لتسوية النزاع الذي يهدد الامن و السلم في كل القارة.
وأشار محمد الوالي اعكيك الى أن تجديد الاتحاد الافريقي, التأكيد على ضرورة احترام مبادئ ميثاقه التأسيسي, خاصة ما تعلق باحترام حق الشعوب في سيادتها على ترابها و تمتعها بثرواتها, و باحترام الحدود الموروثة عن الاستعمار يتماشى مع قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة و مجلس الامن الدولي, الذي يعتبر الصحراء الغربية لحد الساعة اقليم لا يتمتع بالاستقلال في انتظار تطبيق الاتفاق المبرم بين جبهة البوليساريو, الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي و المملكة المغربية في عام1991, و الذي ينص على تنظيم استفتاء حر و عادل و نزيه, مطالب المغرب بضرورة الانصياع للشرعية الدولية, بدل التملص و التنكر للالتزامات, خاصة و أن القضية وصلت الى مرحلة الحسم, يقول, و لابد من تسوية عاجلة للقضية التي طال امدها.
وشدد الوزير الصحراوي, أن قرار الاتحاد الافريقي مهم جدا, لأن النزاع يجب ان يُسوى قاريا, لكن الأهم – حسبه- لا يتعلق باستصدار القرارات فقط بل بمتابعة تطبيقها, سواء على مستوى الاتحاد الافريقي او على مستوى مجلس الامن الدولي او الجمعية العام للأمم المتحدة, مشيرا الى ان هناك ترسانة من القرارات التي تطالب بتطبيق حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره لكن تبقى لحد الساعة, مجرد حبر على ورق.
ولفت المسؤول الصحراوي, الى أنه مع العودة الى الحرب مجددا في الصحراء الغربية, ردا على الخرق المغربي السافر لاتفاق وقف اطلاق النار, فإن جميع الهيئات و المنظمات الدولية مطالبة بضرورة ايجاد حل عادل و سريع, لتمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه في تقرير المصير, وفق ما تكفله الشرعية الدولية.
واعتبر محمد الوالي اعكيك, سكوت المنظمات الحقوقية الدولية على الانتهاكات المغربية في مجال حقوق الانسان في المدن الصحراوية المحتلة جريمة ضد الانسانية, معربا عن اسفه على أن الحديث عن هذا الملف الحساس و المهم لا يجد اذانا صاغية, امام الصمت المريب للمنظمات الدولية ذات الصلة بالملف, رغم كل نداءات الاستغاثة للمدنيين الصحراويين العزل. وادان في هذا الاطار, جرائم النظام المغربي في الصحراء الغربية منذ 1975, و ما يتعرض له الشعب الصحراوي من ابادة متواصلة, مستدلا في هذا الاطار, بالمقابر الجماعية و الاختفاء القصري لأكثر من 450 شخص الى حد اليوم, ناهيك, يقول, عن الانتهاكات الجسيمة و سياسية الارض المحروقة, خاصة خلال المرحلة الاولى من الحرب التحريرية.
وجدد ذات الوزير, التحذير من التصعيد المغربي الخطير و الانتهاكات الصارخة في مجال حقوق الانسان, بعد استئناف الحرب من جديد في 13 نوفمبر المنصرم بعد خرق المغرب لاتفاق وقف اطلاق النار, مضيفا أن قوات الاحتلال المغربي تفرض حصارا جائرا و اقامة جبرية على منازل الصحراويين, كما تقوم بالاعتداء عليهم جسديا و تعنيفهم في كل الاوقات, كما هو الحال مع عائلة سلطانة خيا سيدي ابراهيم.
ونبه في سياق متصل, الى ما يعيشه الأسرى الصحراويون في السجون المغربية و الذين يعانون- حسبه- من اجراءات قمعية و تعسفية بحجة وباء كورونا, حيث يتم منعهم, يقول, من الاتصال هاتفيا مع عائلاتهم و حرمانهم من الادوية. بالرغم من كل النداءات, يعرب الوزير الصحراوي عن اسفه, أن المنظمات الحقوقية لم تحرك ساكنا اتجاه خرق المغرب التام لكل الاتفاقيات الدولية الموقعة في هذا الاطار, محملا فرنسا مسؤولية تمرد المغرب عن الشرعية الدولية, بسبب الدعم الذي تقدمه باريس للرباط في مجلس الامن الدولي, و ايضا لسياسة المغرب-يضيف- في شراء الذمم بأموال المخدرات و ثروات الشعب الصحراوي التي ينهبها بطريقة غير قانونية”.
وشدد الوزير الصحراوي لشؤون الارض المحتلة و الجاليات, ان الشعب الصحراوي لن يتنازل عن حقه في تقرير مصيره, مهما حاول المغرب التحايل على الشرعية الدولية, مناشدا المجتمع الدولي, تقديم دعم اكبر للصحراويين في سبيل تصفية اخر استعمار في افريقيا.