“الاحتلال المزدوج: فلسطين والصحراء الغربية”

1
"الاحتلال المزدوج: فلسطين والصحراء الغربية"

أفريقيا برس – الصحراء الغربية. أكدت منصة “لا تنسوا الصحراء الغربية” أن ما يحدث في فلسطين من احتلال صهيوني وما يحدث في الصحراء الغربية من احتلال مغربي يشتركان في خصائص عدة: الجدران, القمع, الاستيطان والنهب الاقتصادي.

وفي مقال تحت عنوان “الاحتلال المزدوج: فلسطين والصحراء الغربية بين الجدران والقمع والنهب”, سلطت المنصة الضوء على أوجه التشابه بين الاحتلالين, موضحة أن المغرب والكيان الصهيوني يظهران كوجهين لعملة لذات المشروع الاستعماري, متحدين باستراتيجية مشتركة لإنشاء وقائع على الأرض ومستخدمين القوة العسكرية والتكنولوجيا لإدامة السيطرة على الأراضي والشعوب المحتلة.

وأشار المقال إلى التشابه بين الاحتلالين في بناء جدران الفصل واستغلال الموارد. ففي فلسطين يقطع الاحتلال الصهيوني الضفة الغربية بجدار الفصل العنصري وتحتجز الفلسطينيين في مناطق محاصرة مغلوقة, بينما يحافظ المغرب على جدار عسكري, مغطى بالملايين من الألغام الأرضية ومصمم لتقسيم العائلات الصحراوية, بهدف حصر الشعوب المحتلة وتأمين النهب المنظم لمواردها.

وليس هذا فحسب -يضيف المقال- بل يمتد التعاون بين المحتلين إلى المجال العسكري والتكنولوجي, حيث زود الكيان الصهيوني المغرب بتقنيات التجسس وأنظمة المراقبة والطائرات المسيرة, المستخدمة ضد الشعب الصحراوي, مؤكدا أن نفس الأسلحة التي تستخدم في فلسطين تختبر أيضا في الصحراء الغربية وأن الاحتلالين يعتمدان على استراتيجيات متشابهة للسيطرة والتهجير.

كما أشار إلى استخدام الدعاية والتضليل لتبرير الاحتلال. فالكيان الصهيوني ينكر الحقوق الفلسطينية لتبرير الاستيطان, بينما يختلق المغرب مزاعم مزيفة على الصحراء لتغطية ضم الأراضي المحتلة, في محاولة لمحو الهوية الوطنية للشعوب المحتلة وشرعنة السيطرة على أراضيها.

وأضاف أن الاقتصاد يشكل جزءا لا يتجزأ من استراتيجياتهما, حيث يتحكم الاحتلال الصهيوني في المياه والأراضي والموارد الطبيعية الفلسطينية, بينما ينهب المغرب الفوسفات والمناطق السمكية والطاقة الريحية في الصحراء الغربية المحتلة, وتصبح الشركات الأجنبية شريكا في هذه الممارسات على حساب معاناة الشعوب.

ولم يغفل المقال القمع المستمر لكل من يحاول المقاومة والدفاع عن أرضه. ففي فلسطين يحتجز الاحتلال الصهيوني آلاف الأسرى, بمن فيهم الأطفال, بينما يسجن المغرب عشرات الناشطين الصحراويين, مثل أعضاء مجموعة “أكديم إيزيك”, المحكوم عليهم في محاكمات صورية استندت إلى اعترافات انتزعت تحت التعذيب, بهدف كسر روح المقاومة وإضعاف كرامة الشعوب المطالبة بحقوقها.

وأكد المقال أن الاستيطان يعد أداة مركزية لتعزيز الاحتلال, حيث يطرد الاحتلال الصهيوني الفلسطينيين وتبني مستوطنات لتهجير السكان الأصليين وإقامة مواطنيها على أراض مسلوبة, بينما يشجع المغرب على وصول أعداد كبيرة من المستوطنين المغاربة إلى المدن الصحراوية المحتلة, حتى أصبح الصحراويون أقلية في وطنهم, بهدف تذويب ا لهوية الصحراوية.

واختتم المقال بالتأكيد على أن فلسطين والصحراء الغربية جزء من نضال واحد ضد الاحتلال, حيث يشترك الشعبان في الألم الناتج عن الجدران والقمع والاستيطان, وفي قوة المقاومة وأمل تحقيق حق تقرير المصير, مشددا على أن التضامن الحقيقي يكون مع الشعبين الفلسطيني والصحراوي على حد سواء.(واص)

المصدر: وكالة الأنباء الصحراوية (واص)

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصحراء الغربية عبر موقع أفريقيا برس