شرط التجربة القتالية بين القيمة الميدانية، والخلفية الإقصائية

11
شرط التجربة القتالية بين القيمة الميدانية، والخلفية الإقصائية
شرط التجربة القتالية بين القيمة الميدانية، والخلفية الإقصائية

أفريقيا برس – الصحراء الغربية. شرط التجربة القتالية بين القيمة الميدانية، والخلفية الإقصائية.

يثار النقاش حاليا داخل اللجنة التحضيرية للمؤتمر حول شرط التجربة القتالية، الذي يشترط القانون الاساسي توفره في شخص المترشح لمنصب الامين العام للجبهة، وهذا الشرط تمت اضافته لشروط الترشح في المؤتمر الرابع عشر سنة 2015.

والنقاش الحالي يدور حول استمرار الاحتفاظ به من عدمه، حيث يدافع البعض بقوة عن بقائه، فيما يرى البعض الآخر عدم اهميته وضرورة إلغائه، وسنحاول هنا الوقوف على الفائدة العملية لهذا الشرط ، والاسباب الخفية لتمترس البعض خلفه ومحاولة فرضه باي شكل.

الوقوف على القيمة العملية لشرط التجربة القتالية يدفعنا بالضرورة إلى مراجعة تجارب الآخرين الذين سبقونا إلى تأسيس الدول، والى خوض الحروب والانتصار فيها، فلو كان هذا الشرط ذا قيمة او معنى لوجدنا كل دساتير العالم تنص عليه، ولكن حتى إذا تجاوزنا هذه النقطة و نظرنا إلى التاريخ المعاصر لوجدنا العديد من الدول خاضت حروب وانتصرت فيها وقيادتها لا تتمتع باي تجربة قتالية ولا عسكرية.

لأن منصب الرئيس او الزعيم رغم كونه القائد الأعلى للقوات المسلحة، فإن من يشغل هذا المنصب ليس جنديا مجبر على حمل السلاح، بل قائد يوجه السياسات العامة ويتخذ القرارات بناء على الخطط التي يرسمها الخبراء العسكريين، ويعمل على حشد الدعم و توفير متطلبات المرحلة من عدة وعتاد، عبر استثمار العلاقات مع الحلفاء والاصدقاء وبكل الطرق الممكنة الاخرى.

ويكفي ان نذكر هنا على سبيل المثال لا الحصر، حرب الفوكلاند بين بريطانيا والارجنتين سنة 1982، التي انتصرت فيها بريطانيا تحت قيادة امرأة ليست لها اي خلفية عسكرية تدعى مارغريت تاتشر، بعد 74 يوم من القتال، فيما انهزمت وإستسلمت الأرجنتين التي يقودها جنرال عسكري يدعي جالتيري.

ولنا في حرب اوكرانيا والرئيس زلينسكي الذي كان يعمل ممثل مسرحي، و لا يتمتع بأي خلفية عسكرية اكبر مثال، حيث نجح في حشد الدعم الدولي السياسي والمالي والعسكري لبلاده، كما نجح في تجريم الغزو الروسي، ناهيك عن النجاح الباهر الذي حققه في قيادة الحرب الإعلامية، إذ ظل يخاطب شعبه والعالم بشكل يومي متحديا اصوات الصواريخ و ازير الطائرات، والاهم من هذا كله هو نجاحه على الارض في صد ثاني اقوى جيش في العالم.

وقد حقق هذا كله دون ان يرتدي بدلة رسمية او يقوم باي زيارة خارجية.

ولماذا نذهب بعيدا اصلا؟؟ ها نحن اعلنا الحرب منذ سنتين تحت قيادة تتمتع بتجربة قتالية، ماذا حققنا؟؟ غير خسارة المزيد من الاراضي، والكثير من الشهداء ناهيك عن العدة والعتاد، هذه هي نتيجة التجربة القتالية عندنا لم تتقدم الصفوف ولم تجلب الدعم!!اما الباحث عن الاسباب الخفية فلا يطول به البحث لان اول نقطة يمكن استنتاجها من محاولة فرض هذا الشرط هي حصر الاشخاص الذين يمكنهم الترشح لمنصب الامين العام (الرئيس) في عدد قليل من القيادات لا يزيد عن اصابع اليد، لأن هناك شرط اخر يفرض ضرورة توفر 20 سنة عمل نضالي وعشر سنوات عمل قيادي، ما يعني إقصاء للنساء والشباب وبقية اعضاء القيادة السياسية.

وهذا الاقصاء يكشف عن امرين اساسين: الامر الاول أن القائمين على هذه اللجان يسعون الى خدمة شخص بعينه اكثر من سعييهم في خدمة المشروع الوطني .

والامر الثاني هو ان شخص الرئيس الحالي الذي فشل في تحقيق اي انتصار على مدار سنتين من الحرب، لا يحظى بقبول جماهيري وغير مقنع لعامة الشعب، وعاجز عن النجاح في المؤتمر دون إقصاء منافسيه ومنعهم من الترشح.

لكن الخطير في الموضوع ان هذه المجموعة التي تعمل على منع ظهور اي مترشح محتمل لمنصب الامين العام عن طريق سن قوانين إقصائية، فضلا عن كونها تعمل على تكريس الفشل فهي تؤسس لمشروع اقصائي وليس مشروع جامع، مشروع مبني على الولاء للحاكم بدل الوطن، محولة بذلك الفكر الثوري الصحراوي إلى فكر مخزني يقدس الحاكم لا الوطن، وتلك غاية الاحتلال الكبرى، لأنها تهيئ المجتمع الصحراوي للعيش تحت النظام الملكي!!!بقلم محمد لحسن

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصحراء الغربية اليوم عبر موقع أفريقيا برس